من ثنائيات النجاح.. الالتزام بالدستور وإعمال القانون.. ومنها، التوافق والانسجام.. ومنها، التخطيط وتخصيص الموارد.. ومنها، الإدارة والإرادة.. ومنها، الحسم مع المرونة.. ومنها، المساءلة والمحاسبة.. ومنها، الاختيار السليم وتكامل الأدوار!
وربما من حسنات مجلس القيادة الرئاسي –القليلة، تعيين الدكتور شائع الزنداني لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، وهو ابن وزارة الخارجية، فما أجمل أن يكون وزيرها!؛
فهذا هو الصح، وهو النجاح بعينه؛ إذ أنه بالضرورة يحب الوزارة، ويريد أن يعلي شأنها، ويعيد مكانتها وحضورها وفاعليتها..
ومتيقن أنه سيسهم في مساعدة مجلس القيادة الرئاسي فيما تضمنه اعلان نقل السلطة بالبند الثاني من الفقرة (و) من المادة الأولى المتعلقة بتأسيس مجلس القيادة الرئاسي واختصاصاته بــ" اعتماد سياسة خارجية متوازنة تحقق المصالح الوطنية العليا للدولة وبنائها على أسس الاستقلالية والمصالح المشتركة بما يحفظ سيادة الدولة وأمنها وحدودها"..
رأينا أخيراً هذه الثمرة من نشاطه الخارجي المميز، في العاصمة عدن اعتماد سفراء جدد للعديد من الدول..
فبعد أن أعاد الأخ الوزير للدبلوماسية اليمنية بعض أمجادها، وفعّل بعض اتفاقات كانت منسية أو مهملة؛ ها هو وفخامة الأخ الرئيس يعيدان للعمل الدبلوماسي روعته ونجاحه وتأثيره، بتدشين العمل للدبلوماسية من العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية- عدن، بعد الهجرة القسرية لها إلى المنفى!
فلقد تمّ في قصر المعاشيق بعدن منتصف هذا الأسبوع ، تسليم أوراق اعتماد عدد من سفراء الدول الأسيوية والأفريقية والأوروبية؛
حيث تمّ اعتماد أوراق سفراء كل من جمهورية فيتنام، ومملكة السويد، وجمهورية أثيوبيا الفيدرالية، وجمهورية إيرلندا، وجمهورية النمسا، وجمهورية الهند، وجمهورية انجولا، وجمهورية العراق الشقيق.
وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل أيضا على رغبة دول العالم بالعمل من داخل الجمهورية اليمنية دعماً واسناداً واعترافاً عالمياً بالقيادة الشرعية اليمنية، ممثلةً بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية..
وهذا الذي جرى ، هو خطوة جداً مهمة في المعركة المفتوحة مع الميليشيات الانقلابية الحوثية التابعة لإيران، المتعددة الأنواع ولأوجه والاتجاهات!؛
فحيناً تزداد الوتيرة في جبهات القتال، فيتدخل الجيران والعالم لتهدئتها وابرام هُدن؛
وهذا شيء طيب ان يتم، ولكن الأهم هو أن ينتهي الانقلاب ويحلّ السلام، ويتم إنهاء إراقة الدماء، لا تأجيل سكبها بغزارة!؛
لقد أسهمت حقا الهُدن إلى حد كبير في تقليل عدد الضحايا؛ وليست هذه هي الغاية، بل الغاية انهاء الانقلاب والقتل والحصار والتجويع والتعذيب، والجنوح للسلام؛
فقد يكون الساعيين لإبرام الهُدن يأملون أن يجنح المنقلب المعتدي إلى السلام، ظانين أنه قد تأتي لحظة ما، لصحوة ضمير عنده، ويتوب من الحرب وسكب الدماء؛
فالهدن والأمل بجنوح الحوثي للسلام، جعل الحوثي في حالة غرور وتكبر أكثر؛ وحصلت هذه الإطالة والاستطالة في الأزمة اليمنية، وهذا التأخر في الحسم!؛
وطبيعي أن من أساسه مبني على الخراب، لا يمكن أن يكون أحد أعمدة البناء، لا يمكن أن يكون أحد صنّاع السلام؛
وبالتالي فإن كل المنح والفرص الممنوحة له، تزيد عمره وتغلغله وتغوله، وتتحول إلى مهددات، ومردودها بالضرورة سلبي!؛
فكل تاريخ هؤلاء الحوثة قائم على استخدام السلاح والعنف لفرض الرأي والأيدولوجية بالقوة،!؛
فالمراضاة ومنح الفرص تمنح انه الشعور العظمة ونشوة الانتصار.. فقد يوافق على التهدئة تكتيكياً، فيقبل بها محاولة منه أن ينال الاعتراف به سلطة أمر واقع، ومن أجل الاستعداد للقتال مجدداً بشكل أشد.. وفي الوقت نفسه هو يجدها فرصة للاتجاه لفتح جبهة أخرى، يصعد أكثر..
ولذلك راينا أن الحوثي، قد وافق على تنفيذ هدنة عسكرية لا تزال مستمرة منذ أكثر من سنتين، مع انتهاكها باستمرار؛
غير انه أيضاً وبموازاتها انتقل لجبهة أخرى، الجبهة الاقتصادية، ليحافظ على استمراريته في إيذاء اليمنيين في أقواتهم وأرزاقهم ومعيشتهم؛ فهذا في ظنه أفضل طريقة له، للاستقطاب والتجنيد، وفي الإذلال!
فقد عمد إلى منع جزء من العملة من التداول، واستخدم المنتهية الصلاحية، ثم زوّر عملة معدنية بديلاً عنها، ثم مارس بقوانين غير شرعية ابتزازاً للبنوك وللمودعين؛ فكان لزماً على البنك المركزي اليمني أن بتدخل ببعض الإجراءات الضرورية للحد من آثار كارثة الحوثي، فتدخل من تدخل للتهدئة، وحصل بالتهدئة أن تراجع مجلس القيادة الثمانية!؛
فما كان من الحوثي إلا أن انتقل للتصعيد في الجبهة الدبلوماسية، انتقل لاعتقال من يخدمون اليمنيين ويساعدونهم، بحجة التجسس، انتقل إلى المنظمات والبعثات الدبلوماسية، تحت لافتات خلايا التجسس، فاعتقل العشرات، واقتحم المكاتب، وصادر الأصول؛
إذاً.. فاليمن في هذه المرحلة يعيش المعركة الدبلوماسية. ويتصدى للحوثي بكل نجاح واقتدار بــ" ثنائي" النجاح الرئيس "العليمي" ووزير الخارجية "الزنداني"؛
إذ، بعد انتهاكات الحوثي للحقوق الأساسية للمنظمات والبعثات الدبلوماسية، جاء تغيير حكومة الانقلابين وحاول وزيرهم الجديد تبييض جرائم الحوثي على المنظمات والبعثات وعلى القوانين الدولية بهذا الخصوص، فالتقى وزير الحوثي الجديد، بمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، وحاول بلغة دبلوماسية هذه المرّة إقناعهم بتبني إطار عمل فيه تحقيق شروط الحوثين، وسلمهم بعض المقرات المقتحمة كما جاء في أحد تغريدات "عامر" المؤزر من قبل الحوثي.
غير أن انفتاح الأمم المتحدة مع وزير غير شرعي في صنعاء؛
قابله رد قوي وذو دلالة في العاصمة المؤقتة عدن.. ومفاد هذا الرد، ألا شرعية إلا للسلطة الشرعية، وألا حكومة غير حكومة الشرعية وألا ووزير للخارجية غير وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة الشرعية، وهم المعترف بهم دولياً، وعلى من يحاول ان يشرعن أو يتماهى مع المنقلب أن يكفّ عن ذلك، وأن يصحوا؛ ليري بعدن هذا النشاط الدبلوماسي المكثف والمثير للإعجاب..
عليهم أن يروا بأم العين اعتماد أوراق السفراء تجسيداً للمركز القانوني والسيادي الوطني، والمعبّر بحق عن الإرادة اليمنية وبمقتضى الدستور والمرجعيات المعتمدة!؛
والرئيس ووزير خارجيته بهذا النشاط، فإنهم في نفس الوقت يجددان دعوة القيادة والحكومة للبعثات والمنظمات بنقل مقراتها للعاصمة عدن، حتى لا يتعرضوا للمضايقات والابتزاز والإهانة الحوثية، وحتى يمارسوا وظيفتهم وفقاً لاتفاقية جنيف والقوانين الدولية!
ثنائي النجاح الدبلوماسي الجديد هما الرئيس ووزير الخارجية.. وسيصنعان النجاح الدبلوماسي بكل واقتدار، وهما يحاولان إقناع العالم بأن سردية الحوثي باطلة ومضللة ، فهما ثنائي الانتصار في المعركة الدبلوماسية الحالية!؛
وأرجو عليهما عدم التراجع فيما يقومان بهما، لأن سياسة التراجع تُكسب المنقلب، وتُضر بالمصلحة العليا لليمن..
وعلى كل المستويات القيادية والحكومة، الاهتداء والاقتداء بما يقومان به؛
وكما اعتقد أنه لو حددت المهام والصلاحيات، وتكاملت الأدوار لتحقق لليمن النجاح تلو النجاح؛
أما إذا قُيّدت الصلاحيات الدستورية والقانونية على المسؤولين المعنيين، فإن المآل كارثي، وسيكون من سيء إلى اسوأ!
الثنائي العليمي والزنداني، اعتقد أنهما سيصنعان تجربة ناجحة جداً في المعركة الدبلوماسية، وأتمنى لهما الموفقية ولباقي أركان الشرعية أيضاً وفي شتى المجالات!؛
وأشد على ايديهما.. وأطالب أن تكون الدبلوماسية فقط، ولاء وطني، وكفاءة بمؤهلات، ومن ذوي القدرة الاقناعيه قبل أي انتماء!
وتحية للأخ الدكتور الرئيس العليمي، وللأخ الدكتور شائع الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين للجمهورية اليمنية..
وخميسكم مبارك.. وجمعتكم مباركة مقدماً..
-->