سافر عاد الرئيس.. وفي العودة توحيد للصف!

د. علي العسلي
الأحد ، ١٨ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٠٧ مساءً

بصراحة.. إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، يعمل ويتحرك، فيظهر ويتحدث، يصيب، ويخطئ، يتقبل ويحنق، يزعل ويصفح.. هو إنسان.. فماذا عن إخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي- في خطابهم ومشاريعهم وتصرفاتهم على الواقع؟!

سافر الرئيس.. عاد الرئيس.. فسفره مهم لإجراء سلسلة مهمة من اللقاءات والمشاورات مع الفاعلين الإقليميين والدوليين. ولتوصيل موقف اليمن وتفنييد سردية المنقلب، ومحاولة إقناع العالم بأن السلطة الشرعية تعمل ولو ببطء.. يسافر وفي كل سفرة يناقش ويعرض ما يواجهه ومجلسه من تحديات ومشكلات اقتصادية وخدمية وغيرها، وباستمرار يبحث عن موارد من أجل الإيفاء بالالتزامات الحتمية!؛

وعودته طبيعية، ومهم أن يعود ليس كزائر، وإنما كمقيم، والمفروض هو وجميع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، يقيموا بعاصمة الجمهورية اليمنية المؤقتة عدن ..

بقائه في عدن سيأتي بمسؤولي الدول والمنظمات إليه، وإليها، ويعني ان الأمن مستقر، ولا يوجد معيقين لإحداث نقلة نوعية في بناد المؤسسات المركزية بعدن، كنواة لبناء الدولة الحديثة في هذه العاصمة المباركة..

وجوده بعدن مهم وفي غاية الأهمية، لإثبات ما يدعونه هو وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، من انهم متحدين ومتجانسين، ومن أنهم فريق عمل واحد؛

فتواجدهم معاً.. يعني الكثير.. إذ يرسل رسائل قوية نحو الداخل والخارج، من أن المجلس الذي يقود السلطة الشرعية، قوي ومتماسك ومتجانس ومتوافق، وغير مختلف؛

وتواجدهم معاً في عدن سيوقف التنمر الحاصل، وسينهي الانفلات الامني، وسيعمل على توفير الخدمات، خصوصا الكهرباء؛

فلابد لهذا المجلس إن أريد له الاستمرارية، لإدارة المرحلة الانتقالية في الجمهورية اليمنية أن يكون جميع أعضائه في عدن، باعتبارها العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية، لقيادة الدولة من هناك؛

وواجب عليهم سوياً أن يتصدوا لكل من يعكر صفو المواطنين بالمناطق المحررة خصوصاً عدن، والتصدي والمحاسبة لكل من يقتحم المكاتب، وضد من تسوّل له نفسه منع نشاط الأحزاب والمنظمات في العاصمة عدن!؛ فعدن هي عاصمة مؤقتة للجمهورية؛ ولن تكون كذلك إلا بتواجد كل القادة فيها ومن كل اليمن!

ولقد سبق عودة الأخ الرئيس لغط كبير عن خلاف يدّب بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي ؛ وخرج مؤخراً للعلن، عند اقتحام أو إغلاق مكتب يتبع رئاسة الجمهورية بالعاصمة عدن.

اكتفي هنا بالإشارة، ولن أخوض في الروايات التي سربت تفاصيل الخلاف وأسبابه؛

غير أن ما لفت انتباهي وانا اتابع تصريح عودة الأخ الرئيس لعدن، هو أن عضو مجلس القيادة الرئاسي الشيخ عبد الرحمن المحرمي - على الاقل- ، لم يرافق الأخ الرئيس، ليشرفا معاً علي التحقيق في مسألة اقتحام أو أعلاف مكتب رئاسة الجمهورية-مثلاً؛

ولإسناد تصريح الأخ الرئيس في مطار عدن من أنه عاد ليشدد على أهمية وحدة الصف، والعمل بروح الفريق الواحد، خصوصا في ظل هذه الظروف الاستثنائية المعروفة غير المسبوقة - بحسب تصريح الرئيس!

واللافت أيضا أن الأخ الأستاذ الدكتور يحي محمد الشعيبي مدير مكتب رئاسة الجمهورية، لم يكن مرافقاً للأخ الرئيس، وهو الذي لم يغيب عن تحركه ولقاءاته إلا فيما ندر.. مما يشيء من أن شيئاً مما تسرّب قد يكون صحيحاً‍!

واللافت بشدة هو وسيلة نقل رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن، مع ما يحمل ذلك من رسائل ودلالات.. فناشر التصريح عمد إلى نشر صورة للأخ الرئيس في مطار الوصول عدن، والطائرة التي اقلته تتبع طيران الجو السعودي ، مما يعني انه لم يعود بطائرة الرئاسة اليمنية، أو على متن الخطوط الجوية اليمنية؛ وهذه قد يفسر ألف ألف تفسير!!؛

أرجو من الذي يعمل مع الأخ الرئيس ان يراعي دوماً الحساسية، وهو يغطي تحركات الأخ الرئيس في حلّه وترحاله!؛

فالصورة الذهنية عادةً ما تتشكل لدى المتلقي مما تخبر به الرئاسة عن تحركات الرئيس ولقاءاته، والتي قد تكون بغير السياق الذي قد يقصده الناشر!؛

أسأل من الله الموفقية للأخ الرئيس، وأن يتغلب على كل المشكلات والتحديات، وأن يعمل كما يحلم دوماً مع إخوانه اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بروح الفريق الواحد، وأن يكونوا في صف واحد بحيث يلتف حولهم كل الطيف اليمني!؛

ثم.. كيف بالعودة توحيد للصف؟؛

إن القيادة من عدن، لا شك توحد الصف الوطني والجمهوري، لأن في تواجده سيلتقي بمختلف الذات والشرائح والمسؤولين، فقد يجتمع بمجلس الوزراء للجمهورية اليمنية، وبمحافظي المحافظات المختلفة، وبقادة الجيش الوطني والمحاور، وكل الفعاليات السياسية والمجتمعية..، ومطلوب تواجد بقية إخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، أيضاً!

ولن نرى توحيد الصف إلا إذا عاد جميع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي إلى عدن؛ ونشط الأحزاب أيضا فبها، ومجلس النواب وكل مؤسسات الدولة في عدن.

ولن يوحد الصف ويلتف حول مجلس القيادة الرئاسي الناس، إلا إذا وزعوا المهام فيما بينهم؛

ولن يتم ذلك إلا إذا أقرت اللائحة المنظمة لعمل المجلس؛

ولن يتم إقرار اللائحة، إلا إذا اجتمع المجلس وجها لوجه بلقاء مباشر في قصر المعاشيق دون تخلف أو أعذار!

لذا.. أتمنى على أخي الرئيس أن يدعو إخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي؛ هذه المرّة للقاء بعدن شريطة أن يحضر كل الأعضاء في قصر المعاشيق؛

لعلّ ذلك قد يسهم في إزالة كل ما علق بذهن اليمنين عن الثمانية!؛

 فهل يفعل الأخ الرئيس ذلك.. أرجو عليه دعواتهم، ويتم الاجتماع، وتقر اللائحة، ويحاسب من يمنع الأحزاب والمنظمات من النشاط في عدن توقيفه عند حدّه!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي