فاقد الشرف؛ الذي تهان كرامته وبلده، ويصفع أمام الملأ، ولا يرد الصفعة، وتنتهك كرامته وسيادة بلده كذلك.. أزعم ان من به هذه الصفات، أنه فاقد الشرف.. واقول (فاقد) ، تحصّل عليها عندما قبل بأن يبردّ لما وعد به من إغراءات ، وبالتالي توقف عن الرد، فهو فاقد الشرف إن قبل؛ فكيف يتبني ويتحلى بشيء ثم يتخلى عنها بسهولة ..
ومن المعلوم ان الكيان الصهيوني اعتدى على ميناء الحديدة والمطار وخزانات الوقود والبنى التحتية وقتل أبرياء موظفين ومهندسين!؛
وفاقد الشرف هو من يعجز عن الرد؛ ثمّ يستعيض عن ذلك بالتقليل من العدوان، ويعتبره فقط مجرد رسالة من الخصم لغرض اشتعال النار في خزانات الوقود!؛
وفاقد الشرف أيضاً؛ من يبالغ بمقدرته وإيلام العدو، ويتوعده كل يوم بالرد، والرد آت، والرد حتماً؛ ثم لا يقوم بالرد؟!
وفاقد الشرف كذلك؛ من يعرف عدوه؛ ولديه القدرة للوصول لعقر داره؛ وقد توعد برد مؤلم وموجع؛ لكن بدل التنفيذ ينفذه على مواطني بلده، البيضاء وتعز –أنموذجان-، وكذلك لا يهدأ من كيل الاتهامات للجيران وتهديدهم، وفقا لسرديته هو، ومن وحي خياله ولا وجود لها على أرض الواقع!؛
وفاقد الشرف؛ من يحسب كل الحسابات للردّ على حق قانوني؛ فالكيان الصهيوني أكثر من ثلاث مائة يوم يضرب جنوب لبنان ، ووصل مرتين للضاحية التي هي رأس الخطوط الحمراء عند حزب الله؛ وما زال حزب الله يحسبها أخماس في أسداس ، اغتيل ضيفه نائب رئيس حركة حماس ولم يرد، وعدت الشهور وكرر الكيان اغتيال رئيس اركان جيوش حزب الله ؛ وحزب الله يتوعد ولم يرد ؛ وفقط يتباكى ويمجد مناقب من فقدهم ولا يزال يتوعد ويهدد بالرد!؛
وفاقد الشرف والمرؤة كذلك؛ من يحسب حساب لرده أو يقايض ويساوم ويفاوض ولا يثأر لشرفه وكرامته في اغتيال ضيفه في دار الضيافة الذي خصصه للضيف، والمضيف لا يجد الضيف إلا أشلاء؛ ومع ذلك لم يرد بعد، وهو يعرف قاتله ويستطيع الوصول إلى غرفته وقد نشر الحرس الثوري صور "النتن ياهو"، وهو في مكتبه، وهذا يعني أن ايران تسطيع الوصول للهدف كما وصلوا هم؛ ومع ذلك لم تفعل، وربما لن تفعل!؛ إنه فقدان الشرف والمرؤة والنخوة والشجاعة؛ وستضرب إيران وستذل إن لم ترد!؛
وفقدان شرف لكامل المحور فكلهم معنيون بالرد، ولم يردوا، فرادًى أو بشكل جماعي.. وعدم شرف حقاً إن هم باعوا الضحايا، فساوموا أو قايضوا!
وفقدان شرف؛ لأمة الضاد.. وهي ترى وصول عدد الشهداء في غزة إلى أربعين ألف، ويقال ان عشرة الف تحت الانقاض أو أكثر، والجرحى يقترب من المائة الألف.. وأمة الضاد خانعة عاجزة حتى من تفعيل سلاح المقاطعة!
وفقدان شرف؛ عند طلبة جامعاتنا، كما هي عند حكامنا وشعوبنا؛ جميعهم مخدرون مستسلمون ولا يتحركون ولا يعبرون ولا يثورون إلا ما ندر.. فطلبة جامعاتنا صامتون قابعون في قاعات دروسهم، ولا يعبرون فيما يجري في غزة حتى من القيام بالفعاليات واصدار البيانات الطلابية المعتادة، وكيف سيعيشون بكرامة وبكبرياء.. وهم يرون طلبة جامعات أمريكية وأوروبية تثور ضد انظمتها الداعمة للكيان الصهيوني، ويضغطون على جامعتهم بإنهاء التعاون العسكري والتقني مع الكيان.. وبمظاهراتهم واعتصاماتهم وصمودهم، يتسببون - مثلا-، في استقالة رئيسة جامعة كولومبيا "نعمة شفيق" التي هي الأخرى، بلا شرف، ولا شفقة وهي ترى الفلسطينيين يبادون، فاستدعت الشرطة الاعتقال من يحتجون ويتظاهرون ويعتصمون بشأنهم من الامريكيين!؛
طلابنا كحكامنا وشعوبنا مخدرون، وربما قد نزعت منهم النخوة والشهامة، وأضحوا لا يحسّون!
وفاقد الشرف كل من يدّعي البطولة واليد الطولى، ويدّعي تحقيق الانتصار، وهو غير مؤهل له إلا إعلاميا وفقط، فليخرص ويصمت ويستحي، ولا يتبجح بأنه داعم ومساند لغزة وغيره لا؛ فالكل فضحتهم غزة؛ السلبيون والمستغلون لهاا!
وجمعة مباركة.. وتحية خاصة لكل شريف في هذا الكون..
-->