أن احترام الرئيس هو من احترام موقعه وتمثيله للهوية والجمهورية والدولة والدستور والسلطة الشرعية!؛والاحترام مسألة قيمية أخلاقية تربوية!
والمسيء دوماً يعير عن البيئة التي تربى فيها.. ومتى كانت مفردات: " المدرة والمخبازة والدست والفاصوليا وقبل ذلك أبو ولد وغيرها من المفردات التعزية معيبة، أو يستعملها المنحرفون للإهانة ولاساءة؟! "..
هذه المفردات وإن أراد المغرد بها الإساءة، إلا أنها دالة على الانتاج والعمل، وكلها مصدر رزق حلال ..والمنتفعون منها، لا شك يعظمونها، ويعظمون صناعها التعزيين!
إذاً.. نحن في مرحلة انتقالية.. وقيادة هذه المرحلة لا يتقدم لها إلا القادة الناجحين، وهي في ذات الوقت مرحلة فرز وفلترة لمعادن الناس!
أقول هذا.. وأنا مؤمن بالنقد، وينبغي أن يكون مكفولاً ومطلوباً؛ والنقد كما تعلمون غير الإساءة.. فالإساءة مرفوضة؛ ولا يلجأ إليها مريض وفاشل ومتربص!
والرئيس" العليمي"، ليس منزها ولا كاملاً وليس محصناً من النقد، طالما أنه قد قبل أن يكون في الموقع الذي يشغله!؛
لكن النقد عندما يكون سلبياً، يدّمر ولا يبني.. وقد يقود إلى بلوغ الإساءة!؛
والنقد حق وينبغي توجيهه واستعماله بحق، على رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، جميعهم معنيون، وهم مفوضون بإدارة هذه المرحلة الانتقالية، فإن نجحوا، شكروا جميعاً، وإن اخفقوا انتقدوا جميعاً!
ولو تتبعتم منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، لم يحتكر الأخ الرئيس قراراً أو موقفا.. ففي كل حديث وفي كل تصريح وفي كل خطاب وفي كل إجراء.. تجد هذه العبارة " أنا وإخواني أعضاء مجلس الرئاسة"، تتكرر، وفي كل تفصيلة من التفاصيل؛ ليدّل على دماثة أخلاق الدكتور رشاد العليمي، وتوضعه وعشقه للقيادة الجماعية، وتثبت أنه غير مصاب بعقدة نقص، بل كبير، وبالتالي غير مصاب بمرض الأنانية وحب الذات والتفرد بالقرار والمسؤولية!،
ما جرى مؤخرا ليس بنقد؛ فلو كان نقداً لقبلناه وبررناه؛ كون الدكتور رشاد العليمي هو الرئيس؛ وكونه يعمل، ومن يعمل طبيعي أن يخطئ؛ ولذلك فإن النقد ضروري للتفريق بين مشروع السلطة الشرعية الساعية للدولة اليمنية الديمقراطية التي من أولى أولوياتها ممارسة النقد والمساءلة والمحاسبة، وبين مشروع الحوثي؛ مشروع ولاية الفقيه مشروع العبودية، والطاعة والولاء لأسرة سلالية.
مشروعهم غير مشروعنا، مشروعهم هو أن يكون فيه الشعب (زنابيل) وتلك الاسرة الحوثية التي تدّعي أنها (قناديل)؛ ينبغي تقديسها لا انتقادها، بل ينبغي أن تبايع ثمّ تطاع!
في مشروعنا الرئيس العليمي ينقد إن اخطأ.. ومجلس القيادة الرئاسي كذلك.. وطبيعي ومنطقي ومفروض أن يكون الأخ الرئيس معرضاً للنقد؛ كونه البارز في مجلس القيادة الرئاسي؛ وكونه أكثرهم حديثاً ومكاشفة، وهم صامتون؛
وكونه يتحدث كثيراً، فيعجب بحديثه أناس، وينزعج منه أخرون؛ وكونه إنسان يتفاعل ولديه إحساس عالٍ بمعاناة الناس، وبالتالي قد يخرج عن مهامه ووظيفته الدستورية ومساقه الوظيفي!
ولأنه يمثل اليمن ويشارك ويخطب ويزور ويعود لعدن وباقي المحافظات ...وهم كما تعلمون...!؛
ولأنه يريد إظهار الشفافية والوضوح باتصاله الدائم بالناس؛ فيزف إليهم البشارات أحياناً، ويطلعهم على حجم التحديات والصعوبات حيناً أخر؛ ويُرّمِّز لهم ما يعانيه في سبيل الحصول على المساعدات التي تسهم في استعادة الدولة وبناء مؤسساتها من جديد؛ وليفي بها بالالتزامات الحتمية، والتي كما اتصور لولا علاقاته المميزة لما تحصّلت السلطة الشرعية عليها!؛
الدكتور رشاد العليمي.. البروفيسور الأكاديمي الاجتماعي السياسي، هو رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وهو من قال أن من يقبل المسؤولية عليه أن يقبل النقد؛ لكن النقد البناء، النقد للتصرفات وتجاوز المسؤوليات والصلاحيات.. لا ذلكم السب والشتم اللا متناهي من دون فكرة أو قضية أو التأشير على خطأ ما، ارتكبه.
نحن ننقده ليس لحاله، وانما هو وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي عندما نعتقد أنهم يخطئون أو يقصرون أو يتراجعون.. ننقدهم جميعا كونهم شركاء في صناعة القرار وفي التنفيذ؛
والرئيس لم يكن يوماً ما، أنانياً متفرداً بقرار أو موقف أو ادعاء؛ فكل ما يقوم به يربطه قولاً وعملاً بتوافقه مع إخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، لأنه انسان مسؤول ومؤمن بالقيادة الجماعية!!
ويا ايها اليمنيون والناقدون .. دولتنا مخطوفة ومواردها مسروقة، وتستخدم للمجهود الحربي للحوثي، فثوررا ضده ساعدوا السلطة الشرعية في انهاء انقلابه، بدل التنكيت والسخرية، وسوق اللوم على الرئيس والإساءة المعتمدة إليه، لا لشيء، فقط لأنه عبّر عن مشاعره كإنسان إزاء معاناة الناس، وكيف يعمل ما يستطيع لتخفيف معاناتهم ، وبشتى الطرق والوسائل!
ففي الأونة الأخيرة تعرض الأخ الرئيس الدكتور رشاد العليمي، لتنمر غير مبرر، واساءات من بعض أبناء منطقته قبل باقي اليمنين!؛
إن السب والشتم والسخرية، لا تخدم إلا الحوثي، الذي لو انتصر-لا سمح الله- لرأيتم كيف سيكون حالكم!؛
الرئيس فقط يُستهدف ، لأنه أتى إلى موقعه من علاقاته السياسية ومكانته فيما بين الأحزاب والمكونات، ومن مشاركته في العملية السياسية الديمقراطية، ومن كفاءاته وخبرته ومشاركاته في مناصب الدولة ونجاحه في النظام السياسي اليمني عبر تاريخه...!
ولو أتى من خلفيات مناطقية أو جهوية أو من تشكيل ميليشاوي أو من ترأس عصابة مسلحة، أو من الاستقواء بالجيش او من قبل دولة محددة.. لو أتى من أي منها لما تجرأ أحداً أن يسيء أليه أو حتى ينتقده!؛ أليس كذلك؟!
وقد يكون باستهدافه أيضاً استهدافاً لتعز الذي ينتمي إليها، قبل شخصه الكريم.. حيث أن الالفاظ التهكمية بغرض الإساءة له، تتداول باللهجة التعزية التي نعتز بها أيمّا اعتزاز!!
اقول هنا لمن ينسى أو يتناسى .. أن تعز يصعب شطبها أو تهميشها.. تعز بصماتها في شتى مناحي الحياة اليمنية، حاضرة في كل مهنة ومن الصعب الاستغناء عنها وعن دورها مساهمة ابنائها..
وتعز تفتخر أن اختيرت هذه الشخصية من أبنائها لقيادة المرحلة الانتقالية الاستثنائية وهي وهو أقدر وأحق بها!
فهذا الإنسان قبل أن يكون سياسي مجرب، أو بروفيسور متخصص بالمجتمع وقضاياه ومعالجتها، أو صاحب علاقات وتجربة مميزة.. نثق انه سيكون على يديه إخراج اليمن من مأزقه؛ فقط مطلوب من الأخرين التخلي عن الأنانية ومساعدته؟!
وحذار من المنّ بمنصب الرئيس لتعز؛ فتعز ليست قليلة، فهي ثلث السكان، وهي ليست عالة، هي منتجة في كل المجالات؛ فهي العلم والثقافة والتجارة والصناعة ورؤوس الاعمال، وهي الموقع، وهي العامل والبناء والنجار والمزارع والتاجر والسائق والميكانيكي والبنشري والطباخ والطيار والطبيب والاستاذ.. هي كل مهنة.. وهي لو توحد أبنائها يوماٍ وأضربوا لشلت الحياة في كل اليمن!
كل الحملة التي تشن على الرئيس الدكتور رشاد، فقط لأنه في اللقاء الخاص في تلفزيون حضرموت الحكومي -الذي يبث من داخل الوطن-.. تحدّث وفصل كثيرا من القضايا، والتي تستحق إثارتها وإغنائها، مثل العملة وأسباب تدهورها (توقف التصدير أدى إلى فقدان مليار وستمئة مليون دولار سنوياً، ووقف تصدير الأسماك وعدم شراء الحوثي الغاز من مأرب واستعاضته من ايران، لضرب المجلس الذي يسير بثبات في استعادة الدولة)، وبيّن الميزان التجاري، وشرح فارق السعر منسوبا للدولار، وأسقطه على سلع رئيسة وكانت النتيجة لصالح مناطق سيطرة الشرعية؛ وكيف أوجدوا طرق بديلة لفقدان الموارد بتنمية الموارد المحلية وصلت في بعض المحافظات إلى 400% .. وشرح المركزية وسلبياتها والبديل عنها اعطا مزيد الصلاحيات للسلطات المحلية عبر مادة موجودة بالقانون النافذ.. أما في المستقبل فالحل الدولة الاتحادية..
لكن كل ما عرضه الرئيس تُرك وركز النعاقون الساخرون على دعمه لجمعية خيرية توزع وجبات غذائية للفقراء والمعدمين.. وما كان ليذكر ذلك لولا ان سأله المذيع مستفزاً.. ((الناس تتضور جوعاً.. هل تستشعرون معاناة الناس؟)).. هذا الحديث كان بعد تفنيد الاخ الرئيس باقتدار سردّية أن المناطق المسيطر عليها من قبل الانقلابين مستقرة والعملة فيها ثابتة بينما في جانب الشرعية متدهورة.. فضرب الأخ الرئيس مثالا لأسعار السلع الأساسية مبينا الفارق بالأسعار بين صنعاء وعدن من خلال نشرة اقتصادية اسبوعية للسلع الاساسية مقيمة بالدولار مبينا أن الفارق في الأسعار بين حد أدنى أربعين سنتاً وحد أعلى ثلاثة دولار لصالح عدن!
فسأله المذيع قائلاً.. لكن فخامة الرئيس هذه الفوارق التي أوردتها يا فخامة الرئيس بالنشرة الاقتصادية للأسعار، ربما لا تشفع لكم في مجلس الرئاسة والحكومة للتنصل من أي التزامات تجاه الناس.. وهكذا شرح له الحادثة التي حدثت عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بثلاثة أشهر وهم في عدن.. فبرهن للمذيع وللمشاهدين حجم الإحساس والتفاعل والمتابعة من قبله والمجلس لمعاناة الناس وكيف لا يدخرون جهداً للتخفيف عن معاناتهم بكل الوسائل وعبر كل الجمعيات والمنظمات!؛ ولأنه إنسان، فقد أشار إلى أشياء يقدمها للتخفيف عن معاناة الناس، ولكنه لا يبوح بها تقديرا لشعورهم..
أختم فأقول.. انقدوا الرئيس وإخوانه، ولكن ساعدوهم في التخلص من الانقلاب واستعادة الدولة.. وبعد ذلك لكل حادث حديث.. ودمتم..
-->