خبر وتعليق

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٨ أغسطس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٤ مساءً

 

((حضرموت.. تصعدّ من أجل الشراكة ورفضاً للمحاصصة مع الحوثي ))

.. الخبر..

لبَّ الخبر أن حلف قبائل حضرموت، كانوا قد صعدوا من أجل إشراكهم في القرار وفي صنع المستقبل، وفي إدارة الموارد، ورفضا لمحاصصة النفط مع الحوثي.

 

 أمهلوا، الأربعاء الماضي، السلطة الشرعية المعترف بها دوليا 48 ساعة لتنفيذ مطالبهم الخاصة "بشراكة حقيقية فاعلة" بشأن المخزون النفطي في ميناء ضبة وحقل المسيلة.. قبل أن يتجهوا للسيطرة عليه.

 وطالب الحلف، أن على مجلس القيادة الرئاسي "الاعتراف بحق حضرموت وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع أسوة بالأطراف الأخرى المشاركة في التسوية الشاملة في البلاد".

وكان الأخ الرئيس سريع الاستجابة لهم ولمطالبهم، حيث جدد بلقاء مع تلفزيون حضرموت الحكومي، دعم المجلس، والحكومة للمطالب المشروعة لأبناء محافظة حضرموت، وإعطائها الأولوية والمكانة التي تستحق، نظرا لما تتمتع به من امكانيات، فضلا عن خصوصيتها لقلبه شخصياً، وكنموذج للسلام والأمن والاستقرار، والاعتراف بالأخر، وحاضنة لكل اليمنين.. شاكراً لهم ومقدراً، ولافتا إلى أن حضرموت هي غير مستبعدة ، فهي ممثلة في المؤسسات المركزية، كما أنها تدير شؤونها المحلية في كافة المجالات من دون أية تدخل.

.. التعليق..

الحضارم بصراحة عقلانيين؛ يحبون دوماً الانتماء للدولة، ويعشقون الأمن والاستقرار والسلام وإنفاذ القانون، ويحبون العدالة ولا يقبلون الضيم والتهميش وانتقاص أي حق لأي كان!

وبحسب بيانهم، فكل مطالبهم معقولة وهي محقة، وعلى السلطة الشرعية التباحث معهم بشأن تزمين تنفيذها.

هم يريدون أن يكونوا شركاء أساسيين كما الآخرين؛ والرئيس قال لهم انكم مشاركون بقوة وبفعالية ؛

هم يرفضون منح الحوثي ثلثي عائدات النفط المنتجة في حضرموت، لسبب قيمي.. أن الحوثي سيستخدمه لتعزيز مجهوده الحربي ولقتل اليمنين به؛

و سبب أخر أيضاً، انهم يرفضون مكافئة المنقلب والمعتدي على انقلابه واعتدائه، وبخاصة من نفط حضرموت الذي استهدفه دون أي اعتبار لأبناء هذه المحافظة المسالمين..

والرئيس أكد أن القرار الجمهوري نافذ في حقهم في 20% من عائدات النفط وفوق ذلك هناك خطط ومفاجآت مهمة بإنجاز مشاريع استثمارية وخدمية هامة في حضرموت، بعضها قد قطعت ستين في المائة في التنفيذ بمدّة قياسية، فقط المدينة الرياضية تعثرت قليلاً بسبب منع تصدير النفط من قبل الخوثي!

أبناء حضرموت يريدون شراكة، لا سيطرة.. يقولون لا نقبل المساومة أو التفاوض مع طرف يمارس العداء والقتل على اليمنين ويُجوّع الناس، ويمتنع عن دفع رواتب الموظفين!

أبناء حضرموت يريدون سلطة شرعية قوية تتخذ قراراتها بموجب الدستور والقانون، وتعتمد وتتكئ على اتصارها المتطلعين منها، ألا تخذلهم..

هم لا يريدون سلطة تحتكر القرار وتتفاوض مع المنقلب الذي فوق انقلابه يتشرّط ويمنع تصدير النفط، إلا بتوريد ما قيمته الثلثين من عائدات النفط له، مقابل السماح باستئناف تصديره!

 ووفقاً لما سبق ذكره، ووفقا لما أكده الأخ الرئيس كذلك؛ فإن ما قام به أبناء حضرموت هو أمر طبيعي معقلن ومدروس وغير متهور؛

وما يفعلونه.. تحتاجه السلطة الشرعية احياناً للتخفيف عليها من شدة الضغوط لمزيد من التنازل واحبارها على الموافقة على إجراءات وقرارات تتعازَرض مع المصلحة العليا.

ولا شك أنه عند بروز ضعف السلطة الشرعية، لا بدّ من بديل متوازن وقوي.. مثل حلف قبائل حضرموت.. الذين نظموا حراكاً عقلانياً قوياً، متمسك بالثوابت والمشتركات، ومؤمن بالدستور والقوانين النافذة، ورافض للتنازل والانتقاص، وتمرير كل ما يضر بالشرعية والشعب اليمني!؛ بمثل هكذا تكامل، سننتصر!

في جنوبنا الحبيب خيارات متنوعة ومتعارضة، ولا حلّ لهم وللمناطق الشمالية، إلا بالبدء بتنفيذ إقامة الأقاليم بدولة اتحادية، كما توافقت عليها كل فسبفساء اليمن في مؤتمر الحوار الوطني الشامل!

ومن بين الخيارات، في جنوبنا الحبيب ، خيارين بارزين؛ خيار الانتقالي وخيار مؤتمر حضرموت الجامع المسنود من تحالف قباذل حضرموت، مع الفارق الكبير طبعاً بين المشروعين؛ فالأول؛ يريد الرجوع إلى ما قبل عام 1990 .

 بينما الثاني؛ يريد المشاركة ويرفض الاحتكار والنفرد؛ فمن حراكهما وطرحهما.. فإن اليمن بحاجة ماسّة، لبلوغ التوزيع العادل للثروة والسلطة..

 

ولا خيار أمام الجميع سوى الذهاب لمؤتمر وطني جامع، يستوعب كل الأحزاب والمكونات والقوى الفاعلة على الأرض، لإقرار الأقاليم بدولة اتحادية، والبدء بالتنفيذ، للخروج من الحفرة العميقة التي حذّر منها الأخ الرئيس..

 

 والسلام.. وجمعة مباركة..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي