خداع الحوثي واستجداء المبعوث الأممي!!

تيسير السامعي
السبت ، ١٣ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٢ مساءً

 

دعك من الخُطب الرنَّانة، والبيانات العنترية لجماعة الحوثي، كل ذلك يندرج تحت مسمى الحرب النفسية، وذلك لرفع معنويات أتباعها.

 

ما حدث هو أن الجماعة ذهبت تستجدى المبعوث الأممي، وتتعلل بمعاناة ومآسي الناس.

 

وما نراه ونلاحظه هو أن المبعوث الأممي صاحب القلب الرقيق والحس المرهف قام بإرسال رسالة إلى مجلس القيادة الرئاسي كلها عطف وحنان، يطلب منه تأجيل قرار البنك القاضي بتوقيف السويفت الدولي عن ستة بنوك إلى نهاية شهر أغسطس.

 

بدوره، عقد المجلس اجتماعا خرج فيه ببيان، أكد فيه أنه ماضٍ في تنفيذ قراراته،

وأنه منفتح على الحوار، لكن بشروط ثلاثة، هي: استئناف تصدير النفط، وتوحيد العملة،

وإنهاء كل الإجراءات التي قامت بها جماعة الحوثي ضد القطاع المصرفي.

 

الكثير من أنصار الجمهورية اعتبروا هذا الرد من مجلس القيادة خيبة أمل، وأنا أرى أن لهم حقا في ذلك، فهم يريدون قرارات أكثر صرامة؛ لأنها ليست المرّة أولى التي تقوم فيها جماعة الحوثي باستجداء الأمم المتحدة، والتلويح بالسلام والحوار والخضوع. 

 

ولا ننسى أن معركة تحرير مدينة الحديدة، واتفاق السويد، كان نموذجين لنقض الجماعة الاتفاقيات والعهود، حتى وإن كانت برعاية أممية.

 

من وجهة نظري، رد مجلس القيادة كان متوازنا، ويحمل في طياته الصراحة والحكمة والمرونة، وليس فيه أي انبطاح، كما يرى البعض ويقوله.

 

البيان الرئاسي رمى بالكرة فى ملعب المبعوث الأممي، وقال له بصريح العبارة: نحن مع السلام ومع الحوار؛ لأننا مسؤولون عن معاناة شعبنا أكثر منك، ومن جماعة الحوثي، وإذا كنتم جادين في السلام والحوار هذه شروطنا نفذوها، وهي في المقام الأول مطالب الشعب اليمني كله، حتى جماعة الحوثي نفسها.

 

علينا الآن أن نتابع مسار الأحداث، وهل سيعمل المبعوث الأممي على تنفيذ هذه الشروط، أم أنه سيميِّع القضية كما حدث فى اتفاق السويد الذي كان كارثة على الشعب اليمني.

 

ونحن نرقب ما ستؤول إليه الأمور يجب أن لا ننسى أن اللعب مع جماعة الحوثي ليس في ملعب السياسة المتعارف عليه عند كل الأمم؛ لأنها تزعم وتعتقد أنها مصطفاة من الله وعليها أن تحكم والكل يجب أن يخضع ويسمع ويطيع، وإلا خرج من الإسلام.

 

حسب هذا المفهوم يجب أن يتم التعامل مع جماعة الحوثي، حتى لا ينصدم الجميع، ويلدغوا من الجحر الذي لدغوا منه مرات ومرات..

 

سننتظر إلى شهر أغسطس لنرى النتائج ما ستكون!!!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي