ملاحظات سريعة أولية على ميثاق شرف المجلس الانتقالي؟!(1)

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٩ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:١٤ مساءً

 

 
في البدء أحمد الله، انه لا يوجد بين الموقعين من يدّعي أنه ممثل للناصري وموقع على ميثاق الانتقالي الجنوبي، لأن الناصري بتكوينه وأيدولوجيته وأديباته هو وحدوي، و يتجاوز بفكره القرية والمحافظة والمنطقة والدولة والاقليم إلى واحة العروبة، إلى الدولة العربية الواحدة، فالمنتمي للناصرية، لا يؤمن بالدولة القطرية، ولا بالحدود المصطنعة، ولا بالقيود المعرقلة لحركة الافراد والبضائع بين أبناء الامة العربية الواحدة؛ وهو يرفض التجزئة والتقسيم، ويسعى للوصول إلى إقامة الدولة العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج!؛ وينبغي على الاحزاب الوطنية اليمنية، والتي ورد ذكرها وأسماء ممثليها بالتوقيع سرعة مراجعة مواقفها وسحب توقيعاتها من ميثاق الزبيدي، لأنه لا يصح أن تهين تاريخ نضالها بالتقزيم!؛ كذلك لا يجوز أن يمر مرور الكرام ما جرى من مشاورات، أدت الى توقيع ميثاق بالضد من الجمهورية اليمنية، ومن يمثل السلطة الشرعية لا موقف له، بل ينبغي أن يكون له موقف واضح وصريح بالضد منه، ولا يقبل به كأمر واقع، وأية تصريحات او مواقف مع، من قبل بعض أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، ينهي شرعية المجلس برمته، بما فوّض وكلف به من إدارة للمرحلة الانتقالية في دولة الجمهورية اليمنية، والتي تتخذ من عدن عاصمة مؤقتة لها، لا ينبغي السكوت عمّا جاء في الميثاق من تفخيخ سام وضار بوحدة اليمن الارض والانسان، والتي سنشير، لبعض منها في سياق مقالنا هذا.. فلا ينبغي للمجلس الانتقالي الجنوبي وهو جزء من الشرعية ان يعبث كيفما يشاء!؛ أما بعد فأسجل هذه الملاحظات الأولية السريعة حول بعض المفردات والفقرات الواردة في ميثاق شرف المجلس الانتقالي، وعلى النحو الآتي:-
1. إن كلمة ميثاق شرف وطني، يستلزم من الموقعين عليه أن يكونوا فكراً وسلوكاً مجسدين على الواقع للمبادئ والقيم الواردة فيه؟؛ فهل الراعين والداعين، هم فعلا كذلك؟!؛ وكيف لمن قبل بالسلطة الشرعية أن يكون جزءًا منها، وفي اصطفاف معها، لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة اليمنية الجامعة، أن يجرّب حظه وينقلب عليها، وهو فيها، ومنها؟! فأين هو من القيم والمبادئ الذي وافق عليها قبل توقيعه على ضدها؟؛ وهل يمكن الركون إلى من فعل ذلك، والثقة به في تنفيذ ما جاء بالميثاق، يا اخوتنا في المحافظات الجنوبية؟!
2. ما أسهل النسخ واللصق، وما أصعب ترجمة وتنفيذ ما يُستنسخ ويلصق !؛ خصوصا أذا كانت جُمله وعباراته لا تمُتّ، للواقع بصلة، فهي قد تنفع للبلدان الذي استنسخ منها، لأن فيها أعراق وأديان ولغات، لا أن تكون في جنوب اليمن؟!؛ فالتوقيع على أي ميثاق، ليس شعاراً فضفاضاً وبراقاً، وجمل انشاء وكفى، بل يقاس ويحكم عليه من سلوك الداعين في واقع الحال، وواقع الحال يقول أن من وراء ميثاق الشرف هو متمرد، اقصائي، عنصري، احتكاري، شنّ الحروب على الجنوبين بحجة ملاحقة القاعدة ومكافحة الارهاب والأخوانة، و مارس الخطف والاخفاء القسري، وتغليب القروية على كل ما عداها وبدعم خارجي!؛
3. الحقيقة أنني قد تصفحت ميثاق الشرف سريعاً، ووجدت في خاتمته الخلاصة، وهي كل مبتغى الانتقالي، وهو أن يكون ممثلاً حصرياً لقضية الجنوب، والتي يقر بها كل المكونات اليمنية، والتي أفرد لها في هذا الميثاق محوراً، هو المحور الثاني تحت عنوان "قضية شعب الجنوب" ؛ والغريب، بل من المستغرب والمستهجن أن ترد هذه العبارة "إن قضية شعب الجنوب الراهنة مع قوى الاحتلال في الجمهورية العربية اليمنية وفق جذورها وابعادها وتداعياتها هي قضية أرض وانسان وطن وشعب دولة وسيادة"، يبدوا أن الانتقالي ليس واثقاً من أن المحافظات الجنوبية قد تحررت، ولا دخل لصنعاء ومن يتحكم فيها، فيه، فالاحتلال إن وجد هو من خارج اليمن وليس من داخله يا انتقالي، وانتم أدواته في الجنوب!؛ وبغض النظر عن التوصيف والتعريف وما بُني عليه في ميثاق الانتقالي، في هذا المحور؛ إلا أنه يمكن القول بأن حق الاستعادة من عدمها يخضع للدستور، ومواقف واعترافات دول العالم، فهي حصرياً معترفة بالجمهورية اليمنية، وعليه؛ كان الأحرى بالانتقالي أن ينتصر للجمهورية اليمنية بحسب التزامه بمشاورات الرياض، وإعلان نقل السلطة واشراكه فيها، يستعيد مع باقي اركان الشرعية الدولة ونظامها، ثمّ يتفاوض معها، لا مع المنقلب عليها!؛ هذا هو المطلوب والمرغوب يا ايها الانتقالي الحالم؛ وبالتالي الأمر يستدعي استعادة الجمهورية اليمنية أولاً؛ ومن ثمّ استقرارها ونظام حكمها، ثم يتم التفاوض والاتفاق على تقرير المصير، لا أن يحلم الانتقالي ويستبق المشاورات الجارية محاولاً فرض تفاوضه هو مع الحوثي، دون باقي الشرعية، حيث واضح أنه لا يريد أن يكون جزءًا من الشرعية في المفاوضات، بل يريد تغيّبها وإلى الابد، هذا هو لبّ الموضوع، صدقوني، وهو خلاصة الخلاصة، وهذه كل الهيصة التي حصلت لتحقيق ذلك، ولن يكتب لها النجاح!؛ وبالتالي فلله الحمد أن ميثاق الشرف الانتقالي، هو مشروع وبرنامج سياسي استباقي للمشاورات الجارية بشأن حل الإشكال على مستوى اليمن كله.. وقد يكون هذا مفيداً، ليشكل من حيث لا يقصدون ولا يعلمون إعاقة وفرملة للمشروع الصغير في المقلب الأخر(الحوثي الانقلابي)، من تمرير أجندته وشروطه، وهو كذلك قيد واعاقة للمنبطحين من داخل الشرعية القابلين والمستسلمين بالضغوط الدولية عليهم في تقديم مزيد التنازلات! فربّ ضارّة نافعة كما يقال!؛.. يتبع..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي