جبر ضرر "الماضي" يسبق فك الارتباط يا "الانتقالي"؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠٨ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٥ مساءً

 

فرق كبير بين من يفتش في دفاتر الماضي وأوراقه بما فيه من مشكلات ومظالم لاستغلالها وتوظيفها لصالحه دون الاكتراث بالبحث عن حلول لها ومعالجتها؛ وبين من ينفض الغبار عمّا أقره الأسوياء من حلول ومعالجات وبالسرعة القصوى وخلال اسبوع يوجه بتنفيذها!؛

فيا "عيدروس" كن ايجابيا وساهم بالحل لا تعقيد مشكلة الجنوب، ها هو رئيس مجلس القيادة الرئاسي يكثف جهوده في تنفيذ الضمانات المتفق عليها، للقضية الجنوبية ، فكن عوناً له في البحث عن مصادر تمويل لجبر ضرر الآلاف من الموظفين المبعدين في المحافظات الجنوبية ، وبإمكانك فعل ذلك إن أردت مع اصدقائك الإماراتيين لصالح من تضرروا، واقترح عليكما انت ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، إنشاء صندوق رئاسي وباشراك دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين، والمعنيين من الحكومة، وأقترح أن يكون الصندوق تحت اشراف نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي، والبدء بالمعالجة السريعة لقضايا جميع الموظفين العاملين والمبعدين والنازحين!

  وشكراً لك فخامة الرئيس رشاد العليمي على اهتمامك بالموظفين المبعدين عن وظائفهم في الماضي، فعالج في طريقك ايضاً وفقك الله مشكلات الموظفين الحالية، حتى لا تصبح مشكلة أكثر تعقيدا في المستقبل.. شكراً لك على احيائك للجنة معالجة قضايا الموظفين المبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية، التي تم إنشاؤها بالقرار الجمهوري رقم 2 لسنة 2013، والتوجيه بسرعة اتخاذ الإجراءات المطلوبة لإنفاذ توصياتها لحل القضايا الحقوقية والإنسانية العادلة.. شكراً لك مرة اخرى، من عدم تسيسها، ففي التسيس تضيع الحقوق!

تحية لك ، أن فتحت ملف ضمانات القضية الجنوبية، وباشرت بالتنفيذ، بضرورة جبر الضرر في عهدك، فمن يريد أن يكسب ود أصحاب الحقوق، عليه ان ينتصر لهم، ويشكل الضغوط المطلوبة لإنهاء معاناتهم ومظلوميتهم، كما يفعل الرئيس العليمي ومن غير مزايدة!!

ولاشك أن حل تلك قضايا الناس الماضية والمستجدة يحتاج لخطة مارشال، لكن بحسب ما شاهدناه وتابعناه من ضح إمكانات هائلة جداً في سبيل توظيفات جديدة وانشاء تشكيلات جديدة تتجاوز كلفتها أضعاف مضاعفة مما ذكر من تكلفة بحسب اللجنة المعنية المطلوبة للمبعدين عن وظائفهم في المحافظات الجنوبية ، هذه اللجنة التي قابلها الرئيس مؤخرا، وذُكر ان عدد المبعدين هم ستون الف، والمطلوب اربعة مليارات لإنهائها، ولجبر ضرر كل الموظفين المبعدين من المدنيين والعسكريين!؛ فلو بذلت الجهود من الرئاسة والمجلس الانتقالي( الذي مطلوب منه قبل غيره جنوبياً اعادة الحقوق لأصحابها قبل التفكير بإعادة الدولة الشطرية)، لتحقق الهدف وفي مدّة قياسية؛

فالمبعدون لا يراهنون على شعارات، بل يريدون من ينصفهم، فالحل السريع الشافي، ما استلمه الرئيس العليمي من القاضي، حرّك الرئيس العليمي القضية، فأثلجت صدر الضحية، وينتظرون بفارغ الصبر التنفيذ من القيادة السياسية، أي تحريك ملفهم ومعالجته في اسرع وقت ممكن!؛

إن تساؤلات المبعدين عن سرّ التأخير، قد أجاب عليها الرئيس العليمي بالتنفيذ الفوري لتوصيات اللجنة من غير تبرير ، ولم يجب عليها مؤتمر مشاورات الجنوب الذي دعا اليه عيدروس الزبيدي، وعقد بعدن مؤخراً، والذين يريدون بقائها، للاستفادة والتعكير!

قضايا الناس وحقوقهم ينبغي دوما ألا توظف ولا تسيس، فإن وظفت أو سيست، ضاعت الحقوق في دهاليز التوظيف والسياسة، ولذلك رأينا أن ملف المبعدين بسبب التوظيف والتسيس قد اخذ ردحاً من الزمن دون أي حل، إلى أن أتى الرئيس العليمي وأزال غباره واخرجه للتنفيذ!؛ التسيس أخذ عقوداً، و العليمي مشكوراً أزال ما تراكم على الملف من اتربة وغبار، اشتغل على الصح، ونظف ما علق بأورق الملف، وحجب الرؤية عن الناظرين، ورأى واستوعب، وقرر تنفيذ سريع لتوصيات اللجنة!؛ قلت لو اتحدت الجهود وأقنع الحلفاء بدعم هذا الملف لتحقق جبر الضرر بأقل وقت ممكن!؛ بل ولزاد عليه حل كل قضايا موظفي الخدمة المدنية القائمة!

عظيم انت يا رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ليس فقط تعالج القصايا، بل وتعتذر عن التأخير في تحقيق المطلوب، وعلى الضرر الذي لحق على من أبعدوا، رغم أنك لست طرفاً في ذلك، إنها المسؤولية الاخلاقية والقانونية للموقع الذي أنت فيه! بوركت وبوركت جهودك، وثقتي من أنك بحكمتك وحلمك واقتناعك بضرورة معالجة مظالم الناس ستكون قادراً بفصل الله على حل جميع القضايا! فَسِر على بركة الله في إعادة الحقوق لأصحابها!!

اجتماع الرئيس بلجنة المبعدين هو ممارسة عملية لتنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، لا الانتقائية يا لانتقالي، مهام إعلان نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي لإدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية، من يتحلى بالمسؤولية يحتم عليه ضميره أن يفعل ما يفعله الرئيس العليمي!

عظيم من يسهر على قراءة النصوص واستيعاب ما فيها، واتخاذ القرارات الكفيلة بتنفيذها وتحقيق الغاية منها!

مطلوب تذليل الصعوبات المالية والإدارية بترجمة وتنفيذ توصيتي الآنفة الذكر بهذا المقال إلى حيز التنفيذ سريعاً ، والمتمثلة بإنشاء صندوق رئاسي يحقق الوفاء بالالتزامات المالية للمتضررين، ويعالج تداعيات وآثار الرواتب المستحقة (المتأخرة) لجميع موظفي الدولة منذ سنين حتى لا تصبح في قادم الزمن قضية القضايا!

نعم! إن الوفاء بالالتزامات والتعهدات وتنفيذ كل الضمانات الخاصة بشأن القضية الجنوبية هو لبّ القصيد، يا من تعصدون الجنوب عصيد، فهو أولوية عند الرئيس العليمي، وينبغي ان يكون كذلك عند الأخوة في المجلس الانتقالي الجنوبي! فالحقوق، النضال في سبيلها عبادة، و يتقدم على السعي لفك الارتباط والذي لا مكسب فيه، بل خسارة.. ودمتم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي