عجيب أمر الحوثي الإرهابي.. وهل للمجرم انسانية ؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٤ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٧ مساءً

 

 
 عجيب أمر الحوثي الارهابي الذي لا يعرف للإنسانية طريقاً.. فهو مجرم قاتل بامتياز.. عجيب يا حوثي أن تدّعي اهتمامك بالإنسان والإنسانية!؛ وانت قاتل مجرم وهل للمجرم اية إنسانية؟!؛ بل من المعيب أن تُلبس ثوب الانسانية!؛ فهو ليس على مقاسك ابداً.. عجيب يا هذا الزمان وما نراه من ادعاءات وتضليل؟!؛ وأعجب منه ان نرى مجتمعنا واستسلامه للحوثي في المناطق المغتصب لها، وفقدانه لمبادرات مقاومة الظلم، والقبول بالخضوع للظالمين وهو شعب أبي وحر!؛ وأعحب منه أن يتخلى مجتمعنا عن نزعته الثورية التي امتاز بها طوال تاريخه!؛
.. الحوثي هذه الأيام يدير مسرحيات وتمثيليات هزلية بملف الأسرى، فيمارس الكذب والتضليل عبر مؤتمرات صحفية يقيمها الإرهابي الأول للأسرى، ما يسمى برئيس لجنة الأسرى " عبد القادر المرتضى"، وهو في حقيقته رئيس لجنة تعذيب الأسرى والمختطفين، وأخر تقليعاتهم أنهم أفرجوا عن القائد البطل اللواء فيصل رجب الذي لم يطرح من قبل الشرعية إلا مرّة واحدة عند مناقشة اطلاق الكل مقابل الكل، حسب زعم المجرم المرتضى؛ فإن كان الامر كذلك فلماذا لم يطلقوه منذ بداية التفاوض عن الاسرى؟؛ ثمّ لماذا لم يطلقوه تنفيذاً للقرار2216،هو والصبيحي وناصر ومحمد قحطان؟!؛ واالاستاذ "قحطان" يبدو أنهم لن يخرجوه بتمثيلية مماثلة، لأنه فقط من صفر أربعة، وكان الأولى أن يخرجوه لأنه سياسي مدني، ولأنه من محافظة هي احدى المحافظات الرئيسة لرفد جبهاتهم بالمقاتلين، فهي مخزونهم البشري ولم يخرجوه إكراماّ للمخزون البشري الهائل المتدفق عليهم من إب الحبيبة، اصحوا يا اخوتنا في اب وتعز ووحدوا طاقاتكم لتحرير اقليمكم، وصدقوني أنكم لو اتجهتم هذا المنحى لكلفكم قليل القليل مما تخسروه لصالح الحوثي الآن، ولنلتم حريتكم واحترامكم وحافظتم على كرامتكم ومواطنيكم!؛
  وبالعودة للمرتضى المجرم، فإنني من هنا أنادي الحكومة ووفدها التفاوضي بملف الأسرى بأعلى صوتي، وأقول لهم أوقفوا التفاوض والجلوس مع عبد القادر المرتضى، كونه ثبت من خلال الذين خرجوا من سجن الحوثي أنه هو من كان يعذبهم و يعذبّ الأسرى والمختطفين في سجون الحوثي، ويتلذذ في عذاباتهم، أوقفوا التفاوض معه حتى يخضع الحوثي ويحترم مشاعر الأسرى وأسرهم، ويستبدل وفده التفاوضي بأناس للتفاوض لم يتورطوا في جرائم التعذيب!!
الحوثي مجرم ولا يستحي أن يدّعي الانسانية، لا بل يريد فرضها فرضاً على الشعب!؛
 .. تراه يحتفل بإطلاق أحد ضحاياه، إنه القائد العسكري الكبير الذي اختبروه وجربوه في ساحات الوغى، فأوقع منهم من أوقع!؛لذلك انتقموا منه في الخطف والتغييب، وهذه بحد ذاتها تعذيب!؛ ويأتون اليوم لغرض في نفسهم، فيطلقوه ويسلموه لوساطة محلية. ومن يشاهد يظن أن اللواء "رجب" كان معتقلا في جهة اخرى والحوثي ساهم بتحريره، بمعنى أن الحوثي لم يخطفه ولم يغيبه أكثر من ثمان سنوات، بل أن محمد حوثيهم يتبجح بإطلاقه ويطالب من الأخر بالمنافسة الانسانية مثلهم، أي انسانية يا عديمي الانسانية!؛ ألهذا الحد بلغ الاستهبال في اليمن واليمنين؟!
.. إن مسرحية الحوثي في السبعين، احتفالاً بمن أخرجوه من سجنهم، هي مسرحية مكشوفة، غرضها إرباك الحكومة الشرعية وتحويلها من الهجوم إلى الدفاع في هذا الملف، فقد ثبُت أن الحكومة ووفدها التفاوضي قد قدموا كل التنازلات التي أخذت عن طريق الابتزاز، وكان همهم أن يتحرر اليمنيون، كل اليمنين من السجون والمعتقلات، فقايضوا الواحد بعدد من الحوثين في سابقة ربوية حوثية لم يشهدها التاريخ قبل ظهور هذه الجماعة الربوية في كل شيء!؛ وكل ما عملته الشرعية وتميزّت به عن الحوثي، كان من أجل الأسر اليمنية المكلومة على أسراها.. لكن الحوثي بإطلاقه "رجب" خارج الاتفاق هو لهدف النيل من الاتفاق، ولخلط الاوراق ومحاولة للتغطية على انتهازيته وربوّيته، ولإحداث فتنة في مناطق سيطرة الشرعية!؛
.. والأعجب أن كثيرين قد صدقوا الحوثي من انه أخرج رجب تكرما ومكرمة من سيدهم، لأنه أهمل من قبل الشرعية، ولذلك أوفدت آبين وفدها لاستلام بطلها، فتعاطوا مع الحوثي بإيجابية وأوفدوا وفودهم واحتفلوا مع المجرم ساجن الأسير اللواء فيصل رجب بالسبعين بتحريره، في مسرحية هزلية أراد الحوثي من خلالها ليس التوبة والمراجعة والاعتراف بالخطيئة، وانما الاستمرار في إهانة حتى من لم يزالون معه؛ فأعادوا الحوثة للأذهان تلك الصورة الذهنية التي كانت قد رُسمت على خساسة بن حبتور، وربما مع مرور الزمن كان كثيرون قد نسوها، لكن الحوثين أحيوها من جديد، واظهروا المجرم الحقيقي في السبعين والذي كان سببا مباشرا في اختطاف القادة العسكريين المفرج عنهم مؤخرا، إنه عبد العزيز بن حبتور الذي كان رأس الحربة لبيعهم مقابل أن يحصل على منصب أكبر مما كان عليه عند الشرعية، فهو من تأمر وأوشى بــ"رجب والصبيحي وناصر"، طمعاً في حصوله على منصب رئيس وزراء عند الحوثة؛ فكان له ما أراد، لكن مسمّى من غير فاعليّة، ويبدوا أن نهاية خدمته قد اقتربت فأظهروه بذلك الشكل المخزي في السبعين، فجعلوه يسلم للوسطاء من أوشى بأحدهم توثيقاً لجرمه.. أما مسرحية السلاح الذي ظهر به اللواء فيصل رجب بالسبعين ، فيظنون أنهم قد استطاعوا بطريقتهم التي اطلقوا بها اللواء رجب وهم الذين غيبوه اكثر من ثمان سنوات حتى من اتصال، يظنون وظنهم مردود عليهم أنهم قد استطاعوا اختراق مناطق الشرعية ليشرفوا على إحداث فتن، والسلاح هو رسالة لما يخططون من ارسال المزيد منه للاقتتال بين مكونات الشرعية في مناطق سيطرتها، وليس اعترافاً اصيلاً وحقاً بموقف الرجل وحنكته وشجاعته وبطولاته في حربه ضدهم، التي هي موجودة فيه.. إن إعطاء الأسير سلاحه أو سلاح من عند السيء، بمثابة رسالة حرب قادمة في مناطق الشرعية يعدّها الحوثي ويمونها.. فليحذر الجميع منها!
.. لا يسعنا في ختام هذا المقال، وهذا المقام إلا أن نبرق بمباركتنا وتهانينا بخروج القائد البطل من وراء جدران الحوثي، والف شكر لمجلس الأمن الدولي الذي أورد اسمه في أحد قراراته، فحماه من التصفية، أو في وضعه ضمن مئات الأسرى والمختطفين الذين قضوا نحبهم بسبب وضعهم من قبل الحوثي غير الانساني كدروع بشرية في المواقع التي كان يخزن فيها الحوثي السلاح!؛
.. خروجك ايها البطل فيصل رجب ومن سبقك من رفاقك بارقة أمل، وهو مؤشر على قرب تحرير الوطن وكل اليمنين من عصابة الحوثي الارهابية! وليعلم العالم ان الحوثي مجرم قاتل ولا يمكن للمجرم أن يصبح انساناً أو فيه ذرة من الانسانية!!
القاكم في عجائب أخرى، وما أكثرها في بلادنا اليمن..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي