عجيب أمرهم؟!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٣ مايو ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٠٠ مساءً

 عجيب أمر من  قبل بشرعية الجمهورية اليمنية وانضم إليها بعد تمرد عليها، غير أنه بقي مصاباً بحساسية مفرطة  تجاهها وتجاه الوحدة اليمنية ويحاول الارتداد مرة اخرى من على عرشها.. والأعجب منه، هو من همّه فقط إرضاء الانفصاليين، فيتحاشى ذكر الوحدة  أو حتى نقل من صرّح بدعمها كالرئيس السيسي مثلاً!؛ مطلوب في اليمن في ظل الظروف التي يمرّ بها، وطنيون وحدويون لا يخافون في قول الوحدة  لومة لائم، وهم في الأفعال مخلصين وولائهم لها!  .. ممتنون كثيرا للرئيس السيسي  ولمصر العروبة، حيث أعد وحضرّ للقاء الرئيس رشاد العليمي بالرئيس عبد الفتاح السيسي اثناء تواجد العليمي بمصر أم الدنيا قيل انه كان في إجازة خاصة، فقطعت تلك الإجازة الخاصة بلقاء عمل رسمي كان حافزاً وداعماً للرئيس العليمي ربما بالعودة المحمودة لعدن يوم أمس ،فالقيادة المصرية حكما غير بعيدة عمّا يجري  بالواقع اليمني من محاولات التقسيم والتجزئة والاعتداء على  مواقع السلطة الشرعية ومهاممهم في الفترة الانتقالية،  بقوة الميليشيات على الارض..  الرئيس العليمي قد عاد إلى عدن،  واستقبله كما ودّعه قبل ذلك عضو مجلس القيادة الرئاسي الأخ عيدروس  الزبيدي، لكن من غير "كرفته"، فهل  يا ترى قد تشيّع ومنذ متى؟!؛  عاد الرئيس وأتمنى عليه ألا يحضر اللقاء التشاوري الذي دعا اليه الزبيدي يوم غد، ولا يلقي به كلمة، أو تصريح أو حتى تغريدة توحي بالتأييد والمباركة!؛  .. إن الاخ عيدروس الزُبيدي عضو مجلس القيادة الرئاسي، مهووس بحاجة اسمها رئيس وقائد، نتيجة  تعاطي مؤيدوه لها كثيراً، حيث يخاطبونه باستمرار بالرئيس القائد؛ وهو يعيش هذا الدور حتى من قبل أن يكون نائباً للرئيس في الشرعية التي ارتضاها وانضم إليها بمجلسه كــ" تقية"، وللاستفادة القصوى منها لتمرير أجندته،  وليس كقناعة حقيقية.. واعلامه يتابعه  بالكاميرات والتصوير ورفع العلم الانفصالي في مؤسسات ومكاتب الجمهورية اليمنية، ويتابع فريقه الاعلامي  أخباره ويحلل كلامه ولغة جسده في كل لقاءاته وكأنه رئيس حقاً،  لكن الحمد لله أنه حتى في اعلامهم  لا يزال  رئيس  لــ "بقعة"، ومكوّن جغرافي، وليس لدولة!؛  .. حسناً فعل الرئيس العليمي أن عاد قبيل انعقاد لقاء مشاورات جنوبية- جنوبية دعا إليه الزُبيدي  يوم غد الخميس في العاصمة المؤقتة عدن، ولكي لا يذهب الاخ الزبيدي بعيداً هو وربعه، ويشعر بداء العظمة والقدرة ومن أن الوقت قد حان لفك الارتباط أو ما شابه، جاءت عودة الرئيس العليمي لعلّها تسطيع  أن  تفرمل الزبيدي!؛أما إذا بوركت خطواته،  فقد يتهوّر ونجد أنفسنا أمام ((خرطوم))  هذه المرّة باليمن -لا سمح الله-، وهذا ما يريده الحوثي ويسعى لأن يكون واقعاً في عدن الحبيبة، فلو حصل! فما يجري بالسودان مجرد نزهة سيكون امام ما قد يحصل في عدن!؛ فالعودة في وقتها للإبقاء على حضور الدولة اليمنية  في العاصمة المؤقتة عدن حتى وإن كان الحضور رمزياً،  فيكفي أنه سيوقف مهازل استغلال سلطات الجمهورية اليمنية وتوظيفها بما لا يخدم اليمن، وإنما بما يخدم الانتقالي الذي يسعى ويحلم  بضم المكونات الجنوبية إلى مجلسه، ليتسنى له الشروع في احتكار التمثيل الجنوبي والإقدام على ما يمكن أن يجلب الضرر للجمهورية والوحدة والشرعية!؛ .. وشكراً كثيراً للمكونات الجنوبية ذات الوزن الثقيل أن رفضت المشاركة في لقاء الغد، فهي تدرك ما يرمي إليه الزبيدي، فأحرمته من المتعة  والنشوة، وأظهرته على  الحقيقة الساطعة من أنه ومجلسه لا يمثلون الجنوب، وحان الوقت لإنهاء ادعائه بأنه مفوض من شعب الجنوب لتقرير مصيره ومستقبله،  اعلان عدم المشاركة من أكثر من 12 مكوّن قد أحرم الزبيدي تلك النشوة  التي كان يحلم بها ، برفضهم المشاركة في لقاء الضم في  الرابع من مايو 2023.. ففي "الزُبيد" من محافظة الضالع شهوة الضم، وفي "مرّان" من محافظة صعدة  عقيدة السربلة؛ فإلى متى هذا السلوك الانفصالي المذهبي سيستمر!؛ أختم فأقول: كلي ثقة ويقين بأن رئيس  مجلس القيادة الرئاسي الدكتور/ رشاد محمد  العليمي وحدوي، جمهوري، وليس مَعْبراً لأي انفصال أو لأي متسلق في الدولة الشرعية من أجل الانقضاض على الشرعية وتحقيق الانفصال!؛ وهو ما يحتم عليه أن يضع  حساسية شعبه قبل حساسية وردود أفعال  الاشخاص!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي