مجزرة الفقر يجب ألا تمرّ دون تحقيق وعقاب؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:٤٤ مساءً

أقبل العيد علينا  بحزن شديد، كيف للعيد أن يكون فرحة وسعادة، وهناك مئات  الأسر مكلومة جراء سقوط عدد  كبير  من شيوخها واطفالها ونسائها في مجزرة رهيبة مفزعة حدثت في صنعاء  جراء تدافع عقب اطلاق نار  حوثي،  المتسبب الأول  لكل شيء يحصل في اليمن، من قتل وتشريد وقطع رواتب، وتعميم الفقر والجوع والحرمان على اليمنين والتربح والإثراء لعدد محدود جداً من عصابة الحوثي الانقلابية الارهابية.. ولاشك أن تحقيق محايد وأمين سيفضي إلى التوصل إلى  أن الحوثي هو سبب رئيسي لكل كوارث اليمن الذي حلّت  وفي طليعتها الفقر والجوع، وينبغي أن يحاسب على تلذذه الدائم  بأنين الجائعين الموجوعين المكلومين وأسر الضحايا والمهمومين، لدرجة أنه بلغ قمّة الوقاحة والجشع عندما يتدّخل بمنع المتصدقين والمزكّين من أداء زكاتهم  لمصارفها الشرعية، ويريد يقاسم الفقير ما يتلقاه من معونة عيدّية  من فاعلي الخير والتجار، حتى أن أسراه العائدين لم يسلموا، فقاسمهم ما حصلوا عليه من مكرمات من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية كما قِيل، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. حادثة الفقر في باب اليمن في صنعاء ليلة أمس  يجب ألا تمرّ دون تحقيق ومساءلة وعقاب.. مطلوب لجنة دولية للتحقيق بشكل فوري، لا أن يكافئ المجرم باستمرار على إجرامه عقب كل مجزرة مروعة  يرتكبها.. مطلوب كذلك من الشرعية باعتبارها مسؤولة عن كل يمني أن تتحرك وأن توقف كل اتصالاتها مع الحوثي حتى انتهاء التحقيق في المجزرة، لا بل عليها أن تطلب من الاشقاء أيضاً التضامن مع الضحايا وتجميد التفاوض مع الحوثي حتى  انتهاء التحقيق  ومحاسبة الجاني  في مجزرة صنعاء  الموحشة، مجزرة الفقر، مجزرة الجوع، مجزرة  الموت من أجل الحصول على أية مساعدات لمواجهة التزامات  العيد، الذي لن يكون سعيداً هذا العام في اليمن بسبب عدد ضحايا الحاجة والفاقة..  إن أحد الأسباب للذي حصل طبعا في العاصمة صنعاء هو عدم دفع الرواتب، ويجب أن ينتهي هذا الملف نهائيا بعد هذه الفاجعة التي حدثت ليلة أمس في صنعاء، ولاشك أن الحوثي المجرم هو السبب الرئيسي في ذلك، وكذا الشرعية مسؤولة ايضا، والمجتمع الدولي وكل مبعوثيه الدوليين إلى اليمن، وكل المنظمات الانسانية والاغاثية التابعة للأمم المتحدة.. الجميع  مسؤولون قانوناً واخلاقاً، الجميع مسؤولون عمّا آلت إليه الاوضاع في اليمن  من مجاعة وفقر واحتياج.. فسارعوا  في التحقيق بالمجزرة، وسارعوا في دفع الرواتب، وسارعوا في محاسبة كل من يؤذي اليمنين برزقهم ومعيشتهم وأمنهم! عيد حزين نقول فيه البقية في حياتكم أيها اليمانيون بهذا المصاب الأليم.. ونؤكد على  ضرورة التحقيق المحايد ومحاسبة المجرمين، و كذا  نطالب بسرعة التدخلّ وايجاد الحل الجذري للأسباب، لا كما نرى دائماً اللجوء للحلول الترقيعية .. وفي الختام نقول عظم الله أجر اليمنيين بهذا المصاب الأليم، وإنا لله وإنا إليه راجعون..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي