الحوثة رَبَوِّيّون مائة في المائة؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٧ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٤:٥٥ مساءً

إن الربوية تنمو في عقيدة وفكر وعقل الحوثة كما ينمو السرطان في جسم المُصاب به، فالمراباة جزء أساسي من تكوينهم و استمرار حياتهم البائسة،  فيتقوّون بالجشع وداء الاستزادة في كل مناحي الحياة.. هذا وقد كان أجمع العلماء المعاصرون على أن الربا في الشريعة الإسلامية قسمان: "ربا ديون"، وربا الديون أو ربا النسيئة  هو الزيادة المشروطة التي يتقاضاها الدائن المرابي من مَدِينه نظير الأجل، واذا ما عجز المدين عن السداد فإن الزيادة تتضاعف وتتضاعف، وهذا "الربا" كان مشهوراً في الجاهلية، ولذلك يسمى ايضاً بربا الجاهلية.. ربا واضح وجلي ولذلك فهو محرم بنص القرآن الكريم.. قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ صدق الله العظيم.. واضح أن الحوثة فيهم مس من الشيطان منذ أن قرروا الانقلاب والاعتداء على كل شيء، وكذا تلذذهم بممارسة الربا..؛ وقال تعالى ايضا:  «وَذَرُوا۟ مَا بَقِىَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا۟ فَأْذَنُوا۟ بِحَرْبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَٰلِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ  (279)» وبحرب الله ورسوله على الحوثة المرابين  نبشر المدافعين عن الجمهورية والحرية والديمقراطية والشرعية أن النصر حليفهم إن هم قرروا الاستمرار في انهاء هذا الانقلاب البغيض وتخليص اليمنين من مرباة الحوثة الواضح للعيان وبدرجة  مائة في المائة، فحربهم بنص القرآن.. فهم مُحَاربُون من الله ورسوله، كونهم لم يتوبوا ولا نيّة لهم للتوبة!؛  القسم الثاني من الربا هو  "ربا البيوع"؛ وربا البيوع جاء تحريمه من أحاديث الرسول "ص" في السنة المباركة، وهو على نوعين: "ربا الفضل "، فضل مال بلا عوض في معاوضة مال بمال، أي من جنسه ذهب بذهب وكيل بكيل، وابتدع الحوثة اطلاق إنسان بعشرة أو بمائة من اتباعهم؛ والنوع الثاني في هذا القسم هو "ربا النَّساء"، وهو بيع مؤخر البدلين أو بيع المال الربوي بجنسه أو بغير جنسه مؤجلاً، فالشيء الذي لا يعتبر فيه ربا هو، كما جاء في معنى الحديث، الذهب بالذهب، والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلاً بمثل، فمن زاد أو استزاد ففد أربى...)؛  وفي زماننا الحالي  ابتدع الحوثة الربا في قضايا الانسان أو في القضايا الانسانية الصرفة.  نعم يُحسب عليه " ربا الأسرى"، حيث  أظهر الحوثي فيه  وجهه  الحقيقي القبيح غير الانساني، وبيّن عدم إنسانيته بشكل تام، رأينا ذلك من خلال  عملية تبادل الأسرى التي جرت مؤخراً، حيث ساوم وقايض الحوثي في مفاوضته جهات عدّة، لتكون النتيجة الشكلية  لصالح المرابي الحوثي ، فبادل الحوثي الواحد من التحالف بثلاثة عشر من   عصابته، وقايض وبادل بعض مكونات  الشرعية  الواحد  منهم بمائة نفر من عصابته القتلة.. هذا هو الحوثي الربوي في الفرعين الاسلامين المجمع عليهما من قبل جميع العلماء ، مضاف إليهما ربا الأسرى الظاهر جلياً في عملية تبادل الاسرى  الأخيرة ورأيتم كيف كانت انسانيته؟؛ وكيف أخرج المسجونين بتلكم الحالة الصحية المزرية، وكيف كذب على عوائل مقاتليه، حيث تم إخبارهم من أن ابنائهم قد قتلوا وأمر بدفن جثث مجهولة باسمهم، تبين من عملية التبادل الأخير أنهم احياء، فهو لا يهتم بالتحري ولا مصداقية عنده على الاطلاق؟!؛ ومعلوم ومعروف أن الحوثي يستخدم ملف  الأسر والأسرى  للمقايضة والربا وللاسترزاق، فكثير ممن اختطفوا تم اطلاقهم بفدية عبر وسطاء محليين، مم يعني أن الاعتقال ليس له أي وجه قانوني أو حتى أمني، وإنما لغرض الاسترزاق، وابتزاز أهالي الضحايا والاستزادة من المال بدون وجه حق ..  تهانينا للمفرج عنهم  ولأسرهم، ونتمنى أن يتخلى الحوثي في المرات القادمة عن ممارسة الربا في ملف الاسرى الذي هو ملف انساني  صرف.. عليه أن يلتزم بما تعهد به وهو اطلاق الكل مقابل الكل، لا بمقايضة الاطلاق بفديات   أو عملية المراباة والمرابحة في الاسرى لصالحه، او للضغط  على اخراج ارهابين مقابل صحفيين ابرياء  حكم عليهم بالإعدام لتحقيق غرضه الخسيس .. وخواتم مرضية..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي