دعوني أتحدث لكم عن العالية

عبد السلام القيسي
الثلاثاء ، ٠٤ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً

 

أمس شاهدت حلقات أولى،حدود الثلاث،من مسلسل العالية بتمعن ودقة ولمحت رسالة باهرة المعنى الخفي للحكاية،الرسالة الأهم والأجدى بالحبكة،العقدة،كل شيء،الجلي والخفي،هناك شيء واضح يريد المسلسل قوله: إزالة اللبس بين الفئات الإجتماعية اليمنية من خلال دور الشيخ المحترم الذي لا يتخلى عن أرضه،الشيخ الشجاع .

لنعد الى قبل فترة، وقد دأبت الدراما اليمنية وفق هوى جمعي أفاد السلالة بتشويه الشيوخ،تصويرهم كطغاة ونهابة،وبلا شرف،والسلالة وحدها أستفادت من هذا الصراع الإجتماعي،فالغريم التأريخي للسلالة طبقة المشائخ،بغض النظر عن سلبيات هذه الطبقة،ولكن التشويه الذي لحق بكبار هذه البلاد من شيوخ كل بلدة أفاد الهاشمية وقادت سلالة الكهنة هذا التشويه منذ عقود وأوحوا للناس أن كل خلل خلفه شيخ

في مسلسل همي همك أفادوا السلالة،صوروا الشيخ اليمني بصورة طفاح،وهذه فرية كبيرة،وعندما بدأت المليشيات بإلتهام البلاد وجدت مجتمعاً كاره للشيوخ،يتشفى بمصير الشيوخ،فكل شيخ بنظرهم طفاح،وبالمسافات البعيدة بين الشيوخ والمجتمع تغلغلت الكهنوتية وهي الى اللحظة تدرك قوة القبيلة وتفكفك القبيلة عبر صراعات من عمق التفاصيل الحياتية وقد أدى هذا الدور هو ابن أخ الشيخ في مسلسل العالية،عبره يستطيعون تنفيذ مؤامرتهم من الشيخ القوى 

هكذا حقيقة يفعلون في كل مكان،في حاشد أستمالوا شاباً من بيت الأحمر،من ابناء عمومة الشيخ عبدالله،غرروه بأن يمنحوه كل حاشد وبه قسموا القبيلة وهي تصارع الكهنة وحدها وبعد أن فككوا حاشد وسقطت كل البلاد تخلصوا من الأحمر الصغير،نسيت إسم الرجل،وفي كل بلاد هذا ما يحدث،الى هذه اللحظة،واستغلال الصراع المشيخي

ما لمحته بالحلقات الأولى لمسلسل العالية أذهلني،رد إعتبار لطابور يماني خالص،فالشيوخ جزء من المجتمع،ووحدهم للحفاظ على مكانة تخصهم سلبتها المليشيات بإمكانهم النضال،لأنفسم أولاً وللجمهورية

هذه لوحدها معركة،وجدية هذه الدراما لتغيير المجتمع اليمني باهرة،وأشكر الكاتب،أشكر نور ناجي،أشكر هذا النص اليمني الخالص.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي