من رحم المعاناة.. في تعز تولد الإنجازات والإبداعات!

د. علي العسلي
السبت ، ١١ مارس ٢٠٢٣ الساعة ٠٩:١١ مساءً

أليست تعز مدرسة في كل ابداع و كل انجاز؟!؛  نعم! هي كذلك.. انها مدرسة  لتعليم الدروس العلمية والبحثية والسياسية والتعاونية والوطنية الجامعة؟! .. تعز ترتكز وتستند إلى العلم وتحث عليه،  وتقول للجميع أن العلم والمعرفة  هما الأساس في تطوير البلدان وتنميتها، وفي حل المشكلات وفي تحويل المِحَن لِمِنَح عظيمة؛ هي فعلت ذلك، وحوّلت مِحنها التي لم تتعرض لمثلها، محافظة أخرى إلى مِنَح.. فكلكم يتابع سلسلة لن تنتهي من الجوائز لمبدعيها الحاصلين على الأوائل والتميز في شتى المسابقات على مستوى الوطن العربي والعالم!؛  .. تعز تقول للجميع.. لا تتقاعسوا عن تعليم ابناءكم مهما كانت الظروف والمُدلهِمّات.. فبوعي أبنائها وحرصهم على التعليم يحصدون الجوائز في شتى المجالات!؛ انها تتحدى من أراد إذلالها بالحصار، بالقيام بإنجاز تنمية علمية وثقافية،  ومشاريع في ريفها و حضرها، تفوق بأضعاف كل المشاريع التي انجزت فيها، منذ قيام الثورة وحتى الحصار الخسيس!؛ .. تعز بسبب العلم والمحافظة على التعليم لا تُذل؛ بل هي من تذل المؤذيين لها،  بحصد المرتبة الأولى، وابقائهم، هم في ذيل القائمة في كل شيء، لأنهم أرادوا لأنفسهم ذلك، فحافظوا على جهلهم وشعوذتهم، حيث أحرموا الشباب من التعلم، والزج بهم واقتيادهم للموت دفاعاً عن سيئهم ومشروعه الوافد،  وملازم أخيه الهالك بصفيحات معدودة!  .. تعز بحصدها المعالي، ترد كيد الحوثة  في نحورهم؛ هاهي  إذاً أيها العبيد لإيران تتجاوزإقليمها، بل ووطنها، وتصل للعالمية!؛  .. تعز صارت ايقونة، يتعرف العالم من خلالها عن اليمن وابداعاته وعبقريته، وكذا على معاناته واقصاها قطعاً حصارها الظالم اللئيم، وبه أوصلت القضية اليمنية للضمير العالمي، والذي يتداعى اليوم للضغط على حكومات شعوب العالم،  التي حافظت  وتماهت مع  منقلب، قاتل، مجرم، هو الحوثي (الرسّي)، الذي لا يؤمن بالديمقراطية، ويدّعي الأحقية الإلهية بالحكم له ولأسرته فقط، ومجرم بحق الانسان اليمني،  لا بل الإنسانية باسرها، ارهابه ليس له حدود،  وزرعه للألغام لا يقوم به مجنون، صارت شعوب العالم تريد انهاء الحرب والحصار عن هذا  الشعب اليمني المكلوم،  بفضل تحملك يا تعز لحصارهم الظالم المميت للحياة، لو كان في غير تعز!  تعز بتنوع ابداعها وبمختلف الفئات العُمرية، من الروضة وحتى ما بعد الدكتوراه، في الذكاء الصناعي وحتى تقديم البحوث العلمية الرصينة المساهمة في نهضة وتطوير البشرية، والإتيان بقيمة مضافة للعلم والبشرية، تجاوزت الحصار وأهله.. فتحية لتعز بعمومها،  ولمدرسة نعمة رسام والعاملين فيها، وتحية للمنشدين والفنانين وحافظي القرآن على وجه الخصوص، وألف تحية للحافظة "منار سلطان"، ولمنطقتها  التي انجبتها جبل حبشي على وجه أخص!؛   .. تعز لم يتوقف يوماً نشاطها ومشاريعها وتعاون ابنائها بعضهم مع بعض بالحرب والحصار، بل ازداد، كذا نشاطها الحزبي نموذج في الاداء، في التنسيق والحضور، والمبادرات، ورص وتوحيد  الصف!؛ ..تعز لم تستسلم وتذعن بالحصار، وإليكم الدليل،  فنظرة في ريف تعز المحرر تبهرك،  وأنت ترى مشاريع نفّذت ومشاريع قيد التنفيد،  وترى جبالها مزينة بطرق مرصوفة بشكل بديع  بجانب مدرجاتها المذهلة، وترى المدارس تُصان وتوسع ويُبنى الجديد منها، ومشاريع المياه تنجز، وشق الطرق وتعبيدها مستمر،  كل ذلك يجعل الناظر مندهش، ومن دون شعور يرفع القبعة لهذه المجتمعات التي تحب الحياة!؛ .. تعز سلطاتها المحلية واحزابها موجودة، تعز القانون يُفعل، والقضاء يَعمل؛ انها حقا نموذج لبناء دولة تشيّد بالوعي والتعليم أولا وأخيراً!؛  فمن رحم معاناتك يا تعز، ابنائك يبدعون في كل شيء.. فهنيئا لك انجازاتك وإلى المزيد ورمضانك مبارك مسبقاً،  وكل عام والجميع بألف خير..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي