المرحلة الراهنة مرحلة حرب!

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٧ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٣١ مساءً

 

هكذا قال الحوثي الليلة.. المرحلة الراهنة هي مرحلة حرب.. يقول الحوثي الرسي قبل قليل انه  لا يزال في حربه ضد الشعب اليمني وانه فقط اوقف تصعيده بالمسيرات والصواريخ تجاه المملكة ودول التحالف استجابة وإعطاء فرصة للوساطة العمانية لكن بدأ الوقت ينفد وفي أي لحظة قد يكون التصعيد! إذاً هي  مرحلة حرب ضد الشعب اليمني لا تتوقف من قبل الحوثي، ودعا تابعيه للجهوزية، وكرر شروطه للسلام بخروج التحالف وترك اليمن وشعبه فريسة له!؛  وزاد على ذلك أنه جاهز وحاضر للتدخل من أجل فلسطين، يعني الرجل ليس في وادي السلام اطلاقا، طالما انه لا يزال  يشعر بالقوة ويمتلك السلاح لإحداث الأذى!؛ وكان قد شخص موقف الحوثي قبل ظهور عبد الملك، رئيس مجلس القيادة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، بأن  الحوثي كما افهم مخادع ومراوغ ولا يلتزم البتة ببنود الهدنة وبمساعي السلام،  واكد في لقائه اليوم مع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن،  الذي التقاه  على هامش اجتماعات مؤتمر الأمن الدولي التاسع والخمسين، على ارتياح اليمن للموقف الأمريكي الثابت إلى جانب القضية اليمنية، ومجلس القيادة الرئاسي، والحكومة على مختلف المستويات، مثنيا على التدخلات الإنسانية الأمريكية لتخفيف معاناة الشعب اليمني التي تجاوزت العام الماضي المليار دولار. واشاد الاخ  رئيس مجلس القيادة الرئاسي بدور البحرية الأمريكية، والحلفاء الإقليميين، والشركاء الدوليين في اعتراض المزيد من شحنات الأسلحة، والمخدرات الإيرانية المهربة للمليشيات الحوثية، وشبكات العنف المدعومة من طهران ومشروعها التخريبي في المنطقة، فضلا عن إجراءات الحكومة الأمريكية لمنع تهريب الآثار اليمنية، والإتجار بها..  وكان دولة رئيس الوزراء في حديث لقناة الحرة قد أكد فشل مشاورات السلام مع الحوثيين، وأكد دولة الاخ  الرئيس ، أن سلوك الحوثيين نزع كل التفاهمات ونسف مبدأ حسن النوايا. وقال لقد  تنصلوا عن فتح طرق تعز ومنهجهم قائم على العرقلة. وقال الميليشيات الحوثية ردت على مسارات التسوية بهجمات إرهابية. وهذه النقطة بالذات هي ما  تباهى بها عبد الملك  الحوثي في كلمته الليلة، حيث قال استطعنا توقيف تصدير النفط نتيجة لاستهداف السفن والموانئ، بل لقد قال: اننا استطعنا أن نستهدف بدقة "بزبز" النفط، فهل هذا الرجل بكلامه هذا يريد سلاما!؛ لقد ادلى بحديث متناقض هذه الليلة، مما يدل على انه رجل متناقض، فهو يتناقض مع نفسه بنفس الخطاب عندما يقول أن من حق الشعب اليمني ان تنتهي معاناته الانسانية ويستفيد من  ثرواته النفطية،  لكن ثرواته، هو من يستهدفها وهو من يزيد معاناة اليمنيين!؛  وحسنا ان قال دولة رئيس مجلس الوزراء أن ميليشيات الحوثي تعمل على تفخيخ اليمن ونشر أفكار طائفية، مضيفاً أنهم حولوا البلد إلى منطقة تهديد للممرات البحرية. ونؤيد ما قاله رئيس الوزراء من أن الحكومة اليمنية مستمرة في التواصل مع الخارج لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.  وكان الاخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي  قد التقى يوم امس  بالممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية جوزيب بوريل بمقر الاتحاد في بروكسل، حيث اكد له الرئيس، أنه لا سلام دون الضغط على جماعة الحوثي وإيران. وأشار إلى صعوبة الوصول إلى السلام المستدام في اليمن دون ممارسة الضغوط القصوى على قيادة الميليشيات (الحوثية) وداعميها الإيرانيين، وتفكيك رؤيتها القائمة على التعبئة العدوانية ضد دول الجوار والديانات والحقوق والكرامة الإنسانية، وفق ما نقلته وكالة الأنباء اليمنية.. وكان قبل ذلك قد اصدر  محلس الامن الدولي قراراً بالإجماع على استمرار العقوبات وتمديد للجنة الخبراء لولاية جديدة مدتها عاماً.  وكذلك رأينا  سفراء الولايات المتحدة الامريكية، وبريطانيا، وفرنسا، يصدرون بياناً دعوا فيه الاطراف الى سرعة إجراء  حوار يمني- يمني،  مما يوحي بفشل المحادثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية، وطالبوا السفراء الثلاثة، الحوثيين  بوقف هجماتهم على البنية التحتية في اليمن، و تقديم مصلحة الشعب على المصالح الشخصية والانخراط البناء مع جميع الأطراف في جهودهم لتحقيق السلام في اليمن، وأكد السفراء رفضهم للإجراءات التي يفرضها الحوثيون على النساء في مناطق سيطرتهم معتبرين أنها "تعرض عملية الاستجابة الإنسانية للخطر، وتشكل انتهاكا ممنهجا للحقوق الأساسية للنساء والفتيات".   اختم فأقول: أن كل هذه المواقف  وكل هذه المعطيات تؤشر على احتمال استئناف المعارك في اية لحظة وعلى القوى الشرعية اليقظة والجهوزية العالية بعد خطاب الحوثي الحربي الذي يرفض تمديد الهدنة؛ وتشير كذلك  إلى استمرار تعنت الحوثي واصراره على اشتراطاته مستحيلة التحقق على ارض الواقع؛ وأقول ايضا لمن روجوا عن طائرات الدولارات وقرب دفع الرواتب، لم يعترف الحوثي الليلة سوى بانفراجه بسيطة في مطار صنعاء ووصول السفن، أما ما سواه فكله ذهب الليلة بكلام الحوثي في الهواء.. والوضع ليس كما صور.. والسلام  كما يبدوا انه بعيدا جدا من قاموس الحوثة ومن يتبعون!؛ نسأل من الله أن يهديه او يأخذه اخذ عزيز مقتدر حتى يرتاح الشعب اليمني من زلزاله المدمر!؛رجل لا يستحي، يحدثنا عن الزلزال وهو ما فعله يفوق أي زلزال.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي