لقد وقعت يا رئيس مجلس الشورى في الذكرى الثانية عشر لثورة 11 فبراير!

د. علي العسلي
الأحد ، ١٢ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٠ مساءً

  في الذكرى الثانية عشر لثورة 11 فبراير وفي الوقت الذي كان أنصارها يحتفلون بذكراها ويستذكرون شهدائهم، ويراجعون ما تحقق من أهدافهم ومطالبهم، وقد كانوا ثوراً اطهاراً انقياء-لدرجة لم يصدقها حتى جلاوزة النظام السابق-، فاستوعب الثوار معظم أركان  النظام من وزراء ودبلوماسيين وعسكريين  لثورتهم، وتغاضوا بمرارة على منح الحصانة للرئيس السابق وخمسمائة من مساعديه ، وقبلوا المبادرة الخليجية  القاضية بالمناصفة، وصبروا وتواصوا خيراً حتى انجز المشروع الوطني الجامع "الرؤية الشاملة لبناء دولة مدنية اتحادية ديمقراطية حديثة في اليمن".. ذلكم هي  وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل وضمانات التنفيذ؛ أبعد هكذا تسامح؟!؛ وثورة لها  شهداء بالمئات، والالاف من واحرارها جرحى ومعاقين، وساحاتهم هوجمت وأحرقت، واعتقل أشجع الرجال وانضجهم وانشطهم، وتم قنص طلائع الثوار ومحركي الثورة!  هذا كله حصل وهم  سلميّون واجهوا النظام واستخدامه للماء القذر ولمسيلات الدموع وللرصاص الحي  بصدورهم العارية، كانوا حقاً متسامحين ، وكانوا حقاً ثواراً لا جزارين ، لقد تسامحوا مع الجميع، وخصوصا مع من انضم اليهم وفي صفهم في محاربة الحوثي؛ غير أن كثيرين لا يزالون بعيدين عن الواقعية السياسية؛ يغلب على تفكيرهم حب السلطة، وبالتالي الحقد على من خرجوا يطالبون بالتغيير سلميا، ًونسوا أو تناسوا هؤلاء، العدو الحقيقي لهم وللثوار ولليمن "الأرض والانسان، الثورة والجمهورية، مايو وفبراير"؛ تعاميهم هذا عن العدو الحقيقي، بل وتماهي وانضمام عديدهم وكثير من جيش النظام السابق هو ما أخر النصر، وعليهم المراجعة والاعتذار، لا ثوار فبراير واحرارها!؛ إن البعض هذه الأيام يشطح شطحات لا تليق بشخوصهم أو بتاريخهم السياسي أو حتى على خبرتهم السياسية، فتراهم يحملون فبراير كل هذا الواقع الذي نعيش وهي منه براء، ويوصفون فبرير بـــالنثرة"، وبعضهم يصفونها بـــ النكبة"، وهكذا...؛ وكان على المنصفين منهم تقيمها منذ انطلاقها إلى ذلكم اليوم الأسود من الواحد والعشرين من سبتمبر  2014؛ وفي ظل هكذا حملة شرسة من انصار النظام السابق على ثورة فبراير وقَعَ رجل الدولة،وكبير القادة المؤتمرين متأثرا بالحملة الشنعاء على ثورة فبرير وثوارها، ولا نزال نعتبر هذا الرجل أحد مفكري وقادة المرحلة التي نعيش، انه الرجل الثالث في السلطة الشرعية، إنه رئيس مجلس الشورى، إنه الدكتور احمد عبيد بن دغر الذي نحترم ونقدر؛((و قع))، وكنا لا نريد له هذا الوقوع!؛  وما زال بإمكانه توضيح موقفه وشرح رسالته لمجلس الأمن الدولي، فلربما استقطعت استقطاعاً،  فما ورد في مضمون الرسالة هو " تحقيقا للعدالة يطالب برفع  العقوبات التي فرضت على الرئيس السابق( صالح)، وابنه (احمد)"..  وبغض النظر عن تفهم مبررات وحيثيات الدكتور بن دغر من عدمه؛ كان يقتضي منه، وهو رئيس مجلس الشورى  في السلطة الشرعية -وحسنا فعل أن أرسل رسالته باسم المؤتمر الشعبي وليس بصفته وموقعه في السلطة التشريعية_ أن يستعرض  القرار الذي فيه العقوبات التي أشار اليها وذكر بقية فقرات القرار ويطالب بتنفيذ تلك الفقرات بحذافيرها على الحوثيين الذين لا يزالون يعبثون باليمن وبالمؤتمر الشعبي العام واعضائه وقياداته، ثم يطلب إن شاء استثناء زعيمه وابنه لانتفاء الأسباب كما ذكر.. أحد الرفاق البعثيين أشاد بالخطوة واعتبرها انطلاقة لتجسيد مفهوم التصالح والتسامح، ولا اعرف ماذا يقصد؟ فالتصالح والتسامح يأتي  بين اليمنين أنفسهم  وليس من خلال شطب فقرة او فقرات من  قرار لمجلس الأمن الدولي! واعتبر الرفيق  ان الدكتور بن دغر قد دق أصعب جرس مكهرب تهرب منه الجميع كما قال، وهذا غير صحيح فالمؤتمر الشعبي دائم المطالبة برفع العقوبة؛ غير انه كان على رجل الدولة ألا يقع في محظور، وألا يشرعن للحوثي للمطالبة بالمماثلة، بل وقد يجعله يتصلب ولا يتفاوض إلا برفع العقوبات على المنتسبين من الحوثين باعتبارهم ( أثوار) أو ما شابه! وكما يقال لكل جواد كبوة، ولكل فارس غفوة، ولكن ينبغي على الجواد ألا يكبو للنهاية؛ ولا ينبغي على الفارس ان يقامر ويكابر ويغفو للأبد! فهل يقوم الدكتور بن دغر بشرح رسالته والمطالبة بتنفيذ القرار2216 ،وهو أحد المرجعيات الرئيسية التي تتمسك بها الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي!!.. هذا ما نأمله ونتمناه!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي