ثورة فبراير و"المخلافي" و"بحاح" في ذكراها!

د. علي العسلي
السبت ، ١١ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ٠٧:٤٩ مساءً

اولاً:- كل سنة وفي كل  ربيع يمر من ثورة فبراير 2011؛ نقول لكم، كل ربيع وانتم طيبون، وسامح الله المتحاملون على ثورة فبراير  وبعضهم حاكمون قبلها وأثنائها ولا يزالون! ثانياً:- فبراير اتاحت للعقل اليمني أن يتحرر، وللشباب ان يرسموا ملامح المستقبل، وللتغيير أن يحصل، وللديكتاتورين أن يتوبوا ويعودوا لرشدهم، وللتائهين أن أوجدت لهم طريق الخلاص الواحد والوحيد متمثل بـ"مخرجات الحوار الوطني الشامل"! فبراير في ذكرى ربيعها الثاني عشر، نبرق بالتهنئة لكل ثوارها المخلصون الثابتون على مواقفهم ولذين لم  تنحني هامتهم للشدائد العاتيات التي مرت على اليمن، ثم أحي قائد المقاومة في تعز أن ظهر بذكرى الثورة الثاني عشر، واشد على ما قاله،  لكن لي عتب عليه،  باعتبار قائر وقائد شجاع لمقاومة وطنية دوخت الحوثي، ولاعتباره أحد أبرز رجالات الثورة  وحامي شبابها السلميين الاحرار، وقد كان شجاعاً لا يخاف الموت، فلماذا اليوم يخطب خطاباً سياسياً لا ثورياً كما يفترض؟! ومعلوم أن الاخ  العزيز المناضل الثائر/ حمود سعيد المخلافي؛ شجاعاً! فلما التورية؟ ولهذا نعتب عليه  عندما يعمد للتلميح والتشفير، وهو ثائر همام   يفترض أنه إذا لديه معلومات أو حقائق، فإن عليه أن يوصلها للشعب، وأن يبينها بالتفصيل للشعب اليمني، فهو  صاحب المصلحة الحقيقية في التغيير وفي الدفاع عن مكتسبات الثورة والجمهورية ؛ ومع ذلك علينا أن نتنبّه لخطورة ما قاله المخلافي  على مشروعنا الوطني والوحدة وتمكين الحوثة أو غيرهم من اصحاب المشاريع الصغيرة ،  وعلينا جميعا أن نتصدى لذلك؛  ومما قاله المخلافي: " إن دفع اليمنيين نحو تسوية كارثية تقوم على التفريط بوحدة الوطن، وتسلم بحق الجماعات المصطنعة والمشاريع المعادية للدولة اليمنية، لهو حرب قائمة بذاتها.. وأضاف " آن الأوان للتوحد تحت راية الجمهورية اليمنية وملىء الفراغ الذي يهدد وجودنا كدولة و سوف نعمل معاً وسوياً مع كل الجهود الخيرة التي تقر بالثوابت الوطنية للشعب اليمني، وسوف نُبقِي حواسنا وإرادتنا ووجداننا متصلة بما يعتمل في الغرف المغلقة، ويراد له أن يقرر مصير أكبر شعب في الجزيرة العربية بعيداً عن إرادته" كلام لا يمر مرور الكرام، بل ولا يسكت عليه، وليس كلام عاطفي ما قاله، وإنما ينبغي التوقف عنده ومساءلة المسؤولين في الشرعية وكل قادة الأحزاب، وعليهم أن يظهروا إلى الاعلام ويظهروا مواقفهم أو يفندوا ما قاله المخلافي! قبل أن تنفذ على اليمنيين  تسوية كارثية  بحسب ما قال المخلافي، ترتقي لأن توصف بانها هي "الحرب"، لا نقبل مطلقا أن  يحاك مؤمرة ضد الشعب اليمني! لقد قال المخلافي أن التسوية الجارية كارثية وهي بذاتها حرب على اليمنيين؛ لكن بدل المراقبة بأحاسيسنا ووجداننا للغرف المغلقة  والانتظار لما ستخرج به تلك الغرف، علينا أن نمتلك الشجاعة التي امتلكها المخلافي، ونبين مواقفنا بكل وضوح من أننا ضد أية مؤمرة على اليمن، وضد أي عمل يفرض لصالح الحوثي رغما عن الإرادة الوطنية الجامعة، وعلينا أن نصدر المواقف من خلال اصدار بيانات حتى يتم توقيف تنفيذ التسوية الكارثة ..  وثالثاً:- والشيء بالشيء يذكر فـ " خالد محفوظ بحاح"  هو أحد من آتى بعد ثورة ١١فبراير، وجاء كرئيس وزراء لحكومة كفاءات بعد حكومة محمد باسندوة-حفظه الله- أينما كان؛ فالزمن لم يأتي بعده بمثله؛ اقول:  يوم أمس طار لعُمان ولم يزرها منذ أن كان رئيساً للوزراء في العام ٢٠١٥، وغرد منها قائلا أن عمُان تشبه المكلا وعدن ولكن شتان بين الموقعين كما قال؛ وأظهر نفسه بصورة تذكارية من أمام  جامع السلطان قابوس بن سعيد  _يرحمه الله-! لكن كما يبدو أن الصورة والتغريدة والزيارة لم تكن مصادفة وانما لها علاقة شبه مؤكدة  بالتسوية  التي اشار إليها المناضل حمود سعيد المخلافي قائد المقاومة في تعز الحالمة "بدولة وقانون وحرية وترسيخ دعائم الجمهورية".. فهل ما اشار إليه المخلافي مفهوم؟ أم مطلوب منه مزيد من التوضيح والإتيان  بالحقائق والمعلومات التي يمتلكها، والتي اشار لفحواها باتهام خطير للساعين للتسوية والمنخرطين في تفاصيلها؟ أم ننتظر لنرى كيف سيكون المشهد؟  أم اننا من الآن ينبغي علينا أن نعلن تضامننا ووقوفنا صفاً واحداً ولا نسمح ابداً لإعطاء اية مكاسب للحوثي الايراني المنقلب على حساب الشعب اليمني وجمهوريته وثوراته ومنها الحادي عشر من فبراير..وهل أن زيارة  بحاح تحضير وتهيئة له، لموقع سيتقلده قريبا أم أن كل هذا؟ هو مجرد تكهنات و احتمالات ليست حقيقية!  التحية لكل ثائر حر.. والرحمة للشهداء.. والشفاء العاجل للجرحى والمعاقين  .. وربيع ثورة فبراير سيستمر حتى تحقيق كامل الاهداف والمطالب التي خرجت من أجلها الجماهير في أكثر  من أحدى واربعين ساحة استمرت معتصمة في ميادين الحرية والتغيير  لأكثر من عام.. وكل عام والجميع بخير..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي