افتخروا واعتزوا بأبحاثكم لا بتكريم الحوثي لكم!

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٢ فبراير ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:٢١ مساءً

 كوكبة كبيرة من علماء جامعة صنعاء رغم الأوجاع والإهمال وعدم دفع رواتبهم من قبل من يفرض عليهم البؤس والفقر والمرض؛ والتدريس غصباً بدون راتب!؛ إلا إنهم ربطوا علي بطونهم، وقبلوا التحدي وانتصروا على التجهيل الحوثي،  وكافحوا وأنفقوا-على حساب أقوات أسرهم- على ابحاثهم القيّمة التي نشروها في المجلات العلمية المحكّمة المحلية والعربية والعالمية، ويستحقون على ذلك الشكر والتقدير من كل أبناء اليمن، إلا من أولئك الجماعة الذين دمـّـروا التعليم وعبثوا بقوانينه واعرافه الاكاديمية،  قبول التكريم  من تلكم الفئة الباغية الظالمة هو بمثابة عفو  وسماح و اعفاء لهم عن ظلمهم وبغيهم على أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم..  نفتخر بكم أيها الزملاء وأنتم تواجهون التحديات والصعاب بالبحث العلمي، وتدفعون الرسوم المطلوبة من قوت أولادكم.. وأنتم ترفعون الرؤوس في كل ما تقومون به؛ إلا أننا كنا نكبر بكم أن تحضروا تكريم جاهل لعالم، لا يعطي للبحث وزناً، فشهاداتهم التكريمية واحتفاظكم بها اعتراف بسلطتهم ورعايتهم للتعليم .. لكم أن ترفعوا رؤوسكم وتفتخروا بما أنجزتم، فإنجازكم هو رفع لرؤوسنا وجامعاتنا خصوصا المغتصبة من قبل عصابة الحوثي الارهابية!؛ فلماذا هذا العمل الجبار تهدونه للحوثي بقبولكم الحضور والتكريم وتعطوهم "فضل" لم يستحقوه بمد أياديكم الى أياديهم، كأنكم تسلمون مفاتيح العلم للجهلة، وتسلمون جهدكم لشهرتهم، وأنتم الأعرف بما واجهتم اثناء بحوثكم من عدم تعاون واهتمام؟؛ فلماذا اذاً تقبلون تكريمهم؟؛ إن قبولكم لذلك، بوحي وكأنكم  تقبلون بالولاء لهم ولقيادتهم؛ وكأنكم تعترفون لهم بأنهم رعاة علم وبحث علمي؛ وكأن ابحاثكم جاءت كرد على "العطوان والحصار"، ومن ان الحوثة مهتمون بالعلم والبحث العلمي!؛  وكلكم يعلم ويعي أن كل همّهم فقط  هو ما يجنوه من العملية التعليمية ولولا  العوائد لأغلقوا الجامعات قبل أي شيء، إضافة إلى استخدامها منابر واماكن للتوعية والندوات والتدريب والتأهيل لكوادرهم وللأخرين بما يخدمهم، وبخاصة، همّهم الأكبر هو تثقيف وتوعية الاكاديميين بملازم حسين بدر الدين، بل وتوجيههم بالأبحاث للترقية عنه وعن ابيه واخيه وجده!؛ آسف أن ترى زملائك وهم يتسابقون في نشر صورهم مع من كرمهم في جامعة صنعاء؛ وتراهم فرحين ومفتخرين بذلكم التكريم الذي غرضه تسويق أن الحوثي مُهتّم بالعلم والتعليم والبحث العلمي؛ ومن أن الجامعة في عهدهم قد حافظت على تصنيفها، بينما الجماعة قد عينت بالمخالفة للقانون ((السلاليين)) بدرجة أساس؛ وأوقفت تخصصات اسلامية وفتحت تخصثات باللغة الفارسية،  وغيرّت ولعبت بالتوصيفات والمساقات  العلمية، وعينت مشرفا جاهلاً مهمته مراقبة الابحاث وهو من يحق له أن يمررها أو لا!؟؛ الحوثيون غيروا المناهج التدريسية وكرسوا تمجيد الإمامة والسلالة؛ وحرفوا العملية التعليمية عن مبتغاها! زملاء ينشرون تكريمهم ومفتخرون بها من وزير حوثي جاهل.. فلا حول ولا قوة إلا بالله.. اللهم عجل بزوال هذه الجماعة الإرهابية حتى يعود للعلم والعلماء والبحث العلمي المكانة اللائقة بهم، وللباحثين حريتهم الأكاديمية باعتبارهم عقل الأمة في البلاد. ولليمن حريته واستقلاله ونموه وتطوره!   افتخروا واعتزوا بأبحاثكم لا بتكريمكم من قبل من يحارب  العلماء والعلم والبحث العلمي؛ تهانينا لمن نشروا ابحاثهم في ظل ظروف وأوضاع تعليمية مأساوية!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي