متفرقات مقلقة وبعضها خطير وضار!!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٩ يناير ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٤٣ مساءً

هذه المرّة سأكتب عن متفرقات ليس ملفتة، كما جرت العادة أن أكتب؛ وإنما هنا اشير لمتفرقات مقلقة و بعضها خطير وضار على الأوضاع في اليمن ومستقبله.. سأحاول أن أورد المتفرقات من الأحدث وهبوطاً، وعلى النحو الآتي:- * قيل أن المملكة قد أوفدت لصنعاء سفيرها لدى اليمن معالي السفير السيد محمد آل جابر؛ فإن كان الأمر صحيحاً؛ فأطن أن  هذا  الخبر سيعدّه الحوثي نصراً، وهذا بجعل أنصار الشرعية في قلق كبير من تحول المملكة نحو عقد سلام مع عدوها اللدود، والذي اثق أنه  لن يعطي المملكة سوى لحيظات التوقيع!؛ أما مضمون ما تم الاتفاق معه، فسينتهكه قبل أن يجف حبر التوقيع، وسيكون محصلة الاتفاق حاكماً ضرراً  على اليمن والشرعية وانصارها!؛  إذ أن الحوثة  قد حكموا عليهم ابتداءً، فجرموهم وخونوهم لأنهم تعاملوا مع "العطوان" وفق تعبيرهم، وكونهم وافقوا على تدخل المملكة باليمن لصالح السلطة الشرعية، فكون السفير المعتمد لدى اليمن والذي يمسك الملف اليمني من أول سطر إلى آخر سطر فيه، فإذا كان هو الذي يقود وفد التفاوض مع الحوثي وبطلب منهم، فذلك قد يُعد اعترافاً بعصابة متمردة منقلبة و إرهابية أيضاً بتصنيف المملكة قبل غيرها!؛  وحتى لو تفهمنا حُسن النية من قبل أشقائنا في المملكة في مسعاهم هذا؛ إلا أننا نعرف ومتأكدين من أن الحوثة سئين وسينقلبون على المملكة عند أول محطة اختلاف في تفسير بنود ما اتفقا عليه، كما هو ديدنهم دائما وابداً!  * الخبر المقلق الأخر  هو الإحاطة الأخيرة للمبعوث الاممي والتي لم تحمل جديد يعتد به؛ غير أن المبعوث تباهى أنه يلقى الإحاطة من اليمن، فاليمن عنده صنعاء  التي يتحكم فيها الحوثي!؛ ويعتبر ذلك اتتصار وإنجاز كبيرين له ولدبلوماسيته، وهذا المبعوث وقبله لم يكلفوا أنفسهم إلقاء احاطات  من العاصمة المؤقتة  عدن المتواجد فيها الشرعية والأمر متاح دوماً!؛ فعلام يدّل هذا؟ أفلا يدل على دعم غير محدود واستمالة مبالغ فيها  للحوثي، بما تحمل من دلال وتقدير واعتراف؟! ؛  *يقال أن من بنود الاتفاق السعودي- الحوثي بوساطة عمانية هو مطالبة الحوثي بثمانين في المائة من عائدات النفط؛ لكي يسمحوا بتصديره، وهذا لو تمّ، فهو اعتراف آخر بشرعيتهم وتحكمهم في المناطق التي اغتصبوها من اراضي الجمهورية اليمنية!  * الخبر الأخر هو عقد مؤتمر في أمريكا مؤخرا كخيار ثالث للحل في اليمن، المقلق والخطير في الأمر، هو تقلّب أمريكا وعدم حسم موقفها في اليمن و سماحها بالعبث الذي يحصل باليمن من تشتت وتمزق وتعدد في المشاريع المتضادة!؛ فقد ايدا مؤتمر التشاور اليمني في الرياض والآن تسمح بما يناقضه في أمريكا؟!؛  * الخبر المقلق، بل والمفجع كذلك!؛ هو اتخاذ الحكومة الشرعية جملة من الإجراءات الاقتصادية منها جرعة سعرية؛ حيث تم رفع سعر البترول بحدود ثلاثين في المائة؛ وهذه القرارات تشرعن للحوثة سوقهم السوداء، وتزيد حجم الأعباء على عموم اليمنين دون أن يقابل حزمتهم المعلنة هذه، تحسين الأجور والخدمات المقدمة؛ هذا الفعل يخدم الحوثي، ولذلك؛ فإنه عقب ذلك اتخذ الحوثي جملة من القرارات؛ كرد على تصنيفه إرهابي، وعلى هذه الإجراءات الحكومية؛ فأرغم أصحاب البنوك والتجار ألا يخضعون للإجراءات المتخذة من قبل السلطة الشرعية إلا بمقدار حصصهم في مناطق سيطرة الشرعية ومنعهم من دخول مزادات البنك المركزي بعدن وخلافه!  * بعد إعلان رئيس مجلس القيادة في قناة العربية بقرب عودته وعيدروس الزبيدي وبقية الأعضاء للعمل من عدن؛ هاهي المدة قد طالت واستطالت وهذا يضرب المصداقية والارادة واستقلال القرار، ويمتن قوة وإرادة الحوثي وحصوله بالضغط على ما يريد! أحسموا أمركم ووحدوا صفكم وعودوا لإدارة معركة انهاء الانقلاب  من ووطنكم!؛  * لقد كان  الأخ رئيس مجلس القيادة  متواضعا ومتفاعلا  ومنفتحا مع عموم المواطنين، يرد التحايا ويتبادل الأفكار والرؤى والهموم؛ لكن لما قرر إصلاح مؤسسة الرئاسة وجاء بكفاءة معتبرة تساعده وتخفف عنه؛ اختفى الرئيس مما كان يعمل ولم يقوم المساعد بما كان يعمله الدكتور رشاد العليمي!؛ ربما بسبب ضغط العمل أو أمور أخرى قد جعلته وجعلت الموقع ذاته كلغز الأطرش والأعمى والأخرس، والحليم تكفيه الإشارة.. برجا تلافي هذا الوضع غير السّوي في اقرب الآجال !  خلاصة المقال.. لا ضغوط قصوى تنفع مع جماعة الحوثي، ولا مفاوضات تنتج معه سلام، ولا ينبغي أن يكون الشعب اليمني  رهينة لنزوات وطيش وجنون هذه الجماعة، وعلى من يريد أن يجرب من دول الإقليم مع الحوثي ، عليه أن يعي ويدرك ان الحوثة ليسوا أهل سلام، على الأقل في الوقت الراهن؛ فمن سابع المستحيلات أن تخضع هذه الجماعة للسلام دون أن ترى العين الحمراء؛ أعني القوة على الأرض والجو والبحر، فالحوثة باستجابة الشقيقة للتفاوض معهم، هم في قمة النشوة وينتظرون لحظة التوقيع لإعلان انتصارهم على التحالف؛ أما الشرعية فلا وزن لها عندهم، طالما هي اختارت لنفسها ان تكون فقط متفرجة على للأحداث وليست بصانعتها!؛ وعلى الجميع أن يعلم أن اليمن واليمنيين أيضا ليسوا مختبراً لامتحان نوايا الحوثة؛ وعلى الحكومة الشرعية إن كانت حقاً تمثل الشعب اليمني ألا تنتظر توقيع اتفاقات، خارج طاولة اليمنيين؛ بل عليها أن تسخن الجبهات التي وحدها، هي من ستأتي بحل عادل وشامل لليمنين بعيداً عن الإمامة المتخلفة والسلالية المقيتة، والتي تحاول بشكل جدي تغيير الهوية اليمنية والوطنية الحقة! وخميسكم مبارك وجمعتكم مباركة مقدماً..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي