متفرقات مُلفتة!!(5) القمة العربية –الصينية، قمة دعم العمل الدولي متعدد الأطراف.. قمة توصيل رسالة اليمن واليمنيين بوضوح!

د. علي العسلي
الخميس ، ١٥ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٥٥ مساءً

ترأس القمة العربية_ الصينية، صاحب رؤية عشرين ثلاثين، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس الوزراء في المملكة العربية السعودية، بتكليف من جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.. وفي ختام أعمال القمة العربية_ الصينية، التي احتضنتها العاصمة الرياض، القى سمو الأمير كلمة ختامية؛ ومما قاله سمو الأمير محمد بن سلمان فيها: " نؤكد للعالم أجمع أن العرب سوف يسابقون على التقدم والنهضة مرة أخرى، وسوف نثبت ذلك كل يوم"...وقال ايضاً: " تعمل المملكة على تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا، ودعم العمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة، بما يسهم في تحقيق مستقبل واعد للشعوب والأجيال القادمة".. وبخصوص اليمن، أكد سمو الأمير، على دعم المملكة الجهود الرامية إلى الوصول إلى حل سياسي شامل في اليمن، لإنهاء الأزمة اليمنية، وفق المرجعيات الثلاث، وأشاد بدعم جمهورية الصين الشعبية للمبادرات السعودية تجاه اليمن. أما الرئيس الصيني الضيف "شي جينبينغ"، فقد أكد أن قمة الرياض العربية _ الصينية للتعاون والتنمية، هي "حدث مفصلي في تاريخ العلاقات بين الجانبين "، و" ستقود نحو مستقبل أجمل".. جميل جداً تعامل زعماء بوزن الرئيس الصيني على اعتبار كل الدول العربية كتلة موحدة، كأمة واحدة في المشاريع التنموية والاقتصادية ؛ وهذا هو ما حرص عليه ايضاً، منضمي ومستضيفي القمم الثلاث... هذا.. وعدّد، الرئيس الصيني، بعضاً من المنافع المتبادلة، حيث أوضح أنه تم إنشاء (17) آلية تعاون بين الجانبين في إطار منتدى التعاون الصيني العربي؛ وقدّر حجم التبادل التجاري بالعشر السنوات الماضية بنحو (300) مليار دولار أمريكي. إذ بلغ رصيد الاستثمار المباشر المتبادل (27) مليار دولار أميركي. وقال أنه تم تنفيذ أكثر من (200) مشروع في إطار التعاون في بناء الحزام والطريق، والذي قال أنه عاد بالخير على قرابة ملياري نسمة من السكان. من جانبه شكر الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي، المملكة، وثمن مواقف الصين تجاه اليمن الداعم والمساند للشرعية؛ لقد وظف الأخ الرئيس لقاءاته، وكلمته بذكاء؛ فأوصل سالة اليمن واليمنيين بوضوح تام، وحذر من عدم نجاح أي خطط تنموية وتطويرية طموحة، دون القضاء على الاهاب الحوثي، الذي إن استمر سيكون العائق الاكبر لأي خطط استثمارية أو لأي انجاز!؛ الكلمة بمفرداتها وتعابيرها، كانت معبرة. ومما لاشك فيه أنها ستخلق مواقف جديدة تتعاطى مع الموضوع اليمني بجدية أكبر!؛ أنا هنا فقط أحاول تقريب الصوة إليكم من وحي كلمة الأخ الدكتور شاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي في القمة العربية_ الصينية، وبحسب فهمي المتواضع طبعاً!  وبما أن الصينين مدركين أهمية الموقع الاستراتيجي لليمن كحجر زاوية في طرق الملاحة الدولية ومبادرة الصين في "الحزام والطريق"، المحرك الأساسي لبوصلة الصينيين الدبلوماسية والاقتصادية، فقد التقى الرئيس الصيني بالرئيس اليمني على هامش القمة!؛ وتباحث معه حول مجمل الهموم والتحديات التي تواجه اليمن واستعادة الدولة وانهاء الانقلاب وانهاء خطر الحوثي الارهابي لأمن المنطقة وأمن الطاقة في البحار اليمنية؛ وقد كنا منذ زمن نتمنى أن يتوجه اليمن نحو الصين لإنهاء المشكلة القائمة، وطلبها مساهمة قوية في إعادة الإعمار والبناء والتطوير؛ ولقد جاءت هذه الزيارة المباركة بمثابة الفرصة للقيادة اليمنية؛ كي تضع امام القيادة الصينية هواجسها ومخاوفها والتحديات من استمرار الحوثي في  جعل اليمن نقطة تهديد للأخرين!؛ الزيارة واللقاء اعتقد انهما كانا فرصة مهمة، كي تلعب الصين دوراً محورياً في سبيل التخفيف من الضغط الأمريكي على الشرعية المستمر، كي تقدم الشرعية المزيد من التنازلات لصالح منظمة ارهابية اسمها "الحوثة"؛ وللإسهام في الحل السياسي، وفي إعادة الاعمار والتنمية!  جاء الرئيس الصيني اخيراً إلى عاصمة المملكة قائدة التحالف العربي، لاستعادة الدولة اليمنية وإعادة الشرعية للعاصمة صنعاء؛ والتي رغم الضغوط الامريكية لإنهاء تدخلها باليمن، إلا أنها لاتزال صامدة بوقوفها مع اليمن ومستمرة في قيادة التحالف، كما أكد ذلك الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي في كلمته!؛ ومطلوب من الاقطاب الدولية الدعم والأسناد!  وجاء الرئيس العليمي للقمة حاملاً معه قضية اليمن التي استعصى إيجاد حل لها، بسبب المحاباة الامريكية، التي تُمسك بالملف اليمني وتوجهه حيث شاءت؛ فنبّه الأخ الرئيس الجميع أن هذه المحاباة تكلفتها عالية على اليمن، وعلى الدول المجتمع في القمم الثلاث، وعلى العالم بأسره!؛جاء الرئيس العليمي  ليقول للمجتمعين أن مشاريعكم ومبادراتكم كـــ  "الحزام والطريق"، و " الشرق الأوسط الأخضر(اوروبا الجديدة)"؛ هذه المشايع العملاقة ستعاق وستتعرض للأذى إن لم يقف المعنيون بهذه المشاريع وقفة جادة وصارمة  تجاه الحوثي الذي كان سبباً مباشراً لمعاناة اليمنين( نزاعات وحروب، وفقر وجوع وتشرد)؛ أي إن اردتم إنجاح ما تطمحون؟!؛ فعليكم بإنهاء انقلاب الحوثي في اليمن، وضرورة دفع الحوثة نحو القبول بالإرادة الشعبية اليمنية والدولية، ولابد من الوقوف ضد ايران والحيلولة دون تدخلاتها السافرة في شؤون اليمن، ومن ذلك منعها من تزويد مليشيات الحوثي بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا!  ولكي يتحقق الاستفادة القصوى من المبادرات الاقليمية والدولية السانحة بما في ذلك "الحزام والطريق"، و" الشرق الأوسط الأخضر"، لابد من إعادة النظر بما جرى ويجري في اليمن. فقد دمرت الحرب مُدنه وأريافه، وسحقت سبل العيش فيه، وحوّلت البلاد إلى رأس حربة لتصدير العنف والأذى والاهاب، ويزداد ذلك، إذ سيتغذى بمجاميع الفقراء والجوعى، إن لم يكن هناك من تدخل لإعادة الدولة والاستقرار والأمن في اليمن وحصر امتلاك السلاح بيد الدولة!؛ ولا بد من مد يد العون والمساعدة للشرعية، كي تبسط نفوذها على كامل اليمن! وتوقف عبث وطيش وجنون من يحولون اليمن، إلى نقطة انطلاق لتهديد أمن المنطقة.. مطلوب من الصين وغيرها، الوقوف مع الشرعية ومساعدتها في تنفيذ قرارها التاريخي في اعتبار الحوثة منظمة إرهابية!؛ مطلوب الدعم الجماعي كخيار سلمي لإحياء مسار العملية السياسية من دون ارهاب.. ولو تمّ كل ذلك؛ لا شك أنه سيساعد في تحقيق التقدم والازدهار والتنمية لشعوب المنطقة العربية، والشعب الصيني الصديق، وسيجعل من الممكن جداً صياغة استراتيجية مشتركة للتعاون، ورؤى موحدة للسلام والتنمية المستدامة..  ينبغي إدراك الجميع على أن اليمن الحلقة المهمة في إرث طريق الحرير، بمعابره البرية الشاسعة، ومنافذه وجزره الاستراتيجية، لكنه حالياً، يواجه ارهاباً منظماً من وكيل محلي يعمل لحساب إيران الدولة الإرهابية؛ هذا التحدي ينبغي أن ينتهي، حتى تنهض المنطقة بالشراكة مع الصين!! وفي هذه الجزئية ختتم رئيس مجلس القيادة الرئاسي بالقول: "لذلك فإن هذه القمة يجب أن تمثل استجابة واعية، واستشعارا واقعيا لهذه التحديات المحدقة بأمننا الجماعي والتزاماتنا، ومسؤولياتنا أمام المجتمع الدولي".. أختم أنا فأقول: إن توجّه المملكة، هو توجه صائب وجريء وحر ومستقل، ويصنع للأمة احتراماً واهتماماً وحساباً.. مبروك للمملكة نجاح القمم الثلاث، ونؤيد توجهها الجديد.. واهلاً بالصين، وهنيئا لها حجم الاستثمار المقبل في منطقتنا!؛ وليعمل الجميع على استعادة اليمن وعلاج مشكلاتها، ومصر الشقيقة كفيلة بذلك، إن هي تحركت، وقد بدأت بالفعل فساندوها وادعموها!؛ حتى تحمي أمننا القومي؛ وينعم الجميع بالخير والأمن والازدهار!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي