متفرقات مُلفتة!!(3) الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب وزيارة تعز بعد غياب طويل.. وتصريح الخط الأحمر!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٢ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:٤٩ مساءً

زار مؤخراً الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النوب المخا، حضر هناك احتفالية أقيمت بمناسبة انتفاضة 2 ديسمبر الصالحية، واطلع على المينا والتطور الحاصل فيها، وتفقد بعض مديريات قضاء الحجرية؛ ثم التقى في مدينة تعز، بممثلي فروع قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية.. ناقشوا جميعاً مجمل القضايا وفي مقدمتها استكمال تحرير محافظة تعز من المليشيات الحوثية الإرهابية، والأوضاع المتعلقة بتطبيع الحياة العامة وأوجه تعزيز الشراكة بين مختلف المكونات والقوى، وتثبيت الامن والاستقرار بالمحافظة! .. مفتاح الزيارة كان هو "التحرير والتطبيع؛ وخاصة تطبيع قيادة المؤتمر مع أبناء تعز، ومحاولة اقناع أبناء تعز في أن يطبعوا مع قيادات واركان النظام السابق"!؛  تعز وما جرى لها، لا يتحمله غيرها، لكنها تعز وهي الباحثة عن الدولة وإعمال القانون، في سبيل ذلك تضحي بالنفس والنفيس.. تعز هي، السياسية الحزبية التعددية الديمقراطية!؛ تعز العطاء لا الأخذ!؛ تعز من منحت الشرعية دعم لا حدود له؛ غير أن الشرعية في الواقع لم تقدم أي شيء لتعز، وأبناء تعز!؛ تعز تبحث عن قائد ومنقذ ورجل دولة يقود السفينة ويستعيد الدولة وينهي الانقلاب ويصون السيادة، ويحفظ كرامة اليمنيين ويقدر تضحياتهم؛ ما قدّم لتعز لا يذكر، شيء بسيط جداً مما تستحق، والتقديم جاء عبر العميد (طارق) وقبل أن ينضم للشرعية، وبمديرية واحدة من تعز، في مديرية المخا، ونسأل من الله أن يكون ما قُدّم لصالح اليمن وليس على حسابه أو أجزاء منه!؛  ومعلوم أنه في العمل السياسي، ليس هناك من ثابت؛ فالسياسة تتغير بتغير المصلحة؛ ومن كان في الماضي خصم وند، قد يكون اليوم حليف وشريك!؛ والقاعدة في التفكير السياسي الديمقراطي طبعاً، تختلف وتتقاطع مع التفكير "السلالي و المناطقي والثأري"!؛ فالعدالة واعمال القانون تسود في الدولة المدنية!؛ وينبغي في جميع الأحوال الحوار والتصالح شريطة ألا يوظف في منح حصانة أو حماية لقتلة؛ فالمجرم من أيٍ كان، يقتضي تقديمه للعدالة، أما الاختلاف في الرأي وارد ولا يفسد للود قضية!؛  تعز تحتاج لرص الصفوف وتوحيد الجهود، لإنهاء وبسرعة مشروع وأصحاب مدعو الأحقية بالحكم؛ وكما قال رئيس مجلس النواب، ينبغي  توحيد كل المكونات في سبيل تحرير تعز، ولن يتم التحرير إلا بالاعتماد على أبنائها مجتمعين، فما "يحك لك جلدك، غير ظفرك"، فهي التي تكتوي بالحرمان والتنمر والحصار والقتل والقنص؛ وتلكم الأشياء لم تتوقف يوماً، منذ ثمان سنوات وبشكل متواصل؛ ووجب الاستنهاض والتحرير، لتكون قدوة وسباقة لباقي المحافظات التي لا تزال ترزح تحت عذابات المغتصبين لها، انصار انفسهم! غير أن الملفت حقاً أن رأينا الشيخ سلطان البركاني كان بجوار العميد (طارق) في المخا، عند قدوم عدد من المسلمين عليه والاحتفال معه بذكرى الثاني من ديسمبر؛ وكأن المشهد يعود بك بالذاكرة الى زمن صالح!؛ عندما كان الشيخ سلطان بجانبه وهو يستقبل بنفس الكيفية!؛ ولا اعلم لماذا أتى من أتى للمخا؟!؛ هل للانضمام؟؛أم تأييد للانتفاضة والتعهد بتنفيذ وصايا صالح؟؛ أم لتزكية العميد طارق ليكون ممثلهم في قيادة المرحلة؟!  إن زيارتك يا شيخ سلطان بعد غياب طويل ينبغي ألا تكون ((روتينية)) أو ((عادية)) او ((مجاملتيه)) للعميد طارق أو غيره!؛ عليك أن تتصرف من مكانتك وموقعك في السلطة!؛ فما بعد زيارتك يفترض ان يغير وجه تعز عمّا قبلها!؛ أقصد المفروض ان زيارتك مخططة ومدروسة!؛ لم تأتي إلا ومعك قرار التحرير، وقد أبلغته المعنيين في تعز، والمسالة مسألة وقت لانطلاق تحرير ما تبقى من مديريات تعز وفك حصارها، خصوصاً بعد أن  ظهر حقد الحوثين على تعز، وتمنّعهم من تنفيذ بند فتح الطرق من وإلى تعز!؛ ومن أنك قد نقلت آسف واعتذار السلطة الشرعية عن التأخر في تحرير أهم محافظة ولائها، مائة في المائة للشرعية!؛ جئت تحمل بشارات التحرير، كرد جميل لها على صبرها وتحملها بسبب موقفها الداعم للشرعية!! حذاري أن تتحول الزيارة إلى مجرد "حرق" لشخص مرموق وذو منصب كبير ، هو رئيس السلطة التشريعية، وهو شيخ له وزنه في تعز؛ ولا أظن مجيئه إلا انتصارا لتعز المخربِطة لكل الأواق والحسابات؛ كيف لا يكون كذلك؟؛ وهو رجل حكيم وشجاع في تقدير الأمور، وصاحب قرار وموقف؛ وقد أثبت ذلك؛ عندما اختار الشرعية، ولم يتلوث بالتحالف مع الحوثة؛ ولم يجاري صديقه الذي أحب _اقصد صالح يرحمه الله_، عندما تحالف مع الحوثي؛ فكان قرار الشيخ سلطان البركاني صائباً وحراً وموفقاً؛ حيث اختار طريق الشرعية، فكان قراره السياسي ممتاز وموفق(فاق قائده ومعلمه صالح)، هو ورفيقه الداهية السياسي الدكتور المرحوم عبد الكريم الارياني، وغيرهما؛ من الذين اختاروا طريق الشرعية برئاسة الرئيس هادي يحفظه الله! غير أن الملفت كذلك والذي لا ينبغي ان يمر مرور دون إشارة إليه، هو تصريح الشيخ الجريء والشجاع والذي لم يسبقه إليه، غيره من المسؤولين، والذي صرح به في تعز الحالمة الصابرة الثائرة.. تصريحه ذاك، عندما قال أن: " السفير الأمريكي عندما كان ((الجيش الوطني)) عند فرضة (نهم)؛ كان قد أبلغ رئيس الوزراء آنذاك ((الدكتور أحمد عبيد بن دغر)) بأن صنعاء خطٌ أحمر”!؛ ولذلك لا غرابة إذاً من موقف بن دغر الذي كان ولا يزال متميزاً عمن سواه في التشبث بالوحدة والجمهورية والسيادة، والمجاهر الأكبر بالعداء للحوثين ومشروعهم، لأنه ادرك المخطط، فقاومه ولا يزال!؛ تحية له في هذا المقام!؛ لكن من خلال التصريح شديد القوة والوضوح للشيخ؛ يتضح ان الحرب كلها بإمضاء أمريكا!؛  ولذلك هي اليوم تهرول وتضغط على التحالف لإيقاف تدخلهم، وترغب بإنهاء الحرب كيفما كان!؛  وهذا يعني انه لمصلحة الحوثي!! وقد اكد الامريكان اكثر من مرة، بضرورة  الذهاب لتسوية سياسية على أساس تفاوض مع الحوثي باعتباره قوة أساسية، فتوقف الحرب والذهاب للسلام على الوضع القائم!؛ لا شك يخدم الحوثي ويجعله يفرض منطقه وشروطه!؛ وهذا ما لا تقبله تعز وسائر القوى السياسية المناصرة للشرعية!؛ أعتقد أن الشيخ اخرج المخبأ ووضخ الصورة!؛ فما يجب على القوى الوطنية ومجلس النواب بعد هذا التصريح؟؛ أرى عليهم الاجتماع والالتقاء فوراً ومناقشة الموضوع واتخاذ مواقف قوية تجعل أمريكا تعيد النظر في سياستها الخاطئة، وارى أن يلتقوا بالسفير الأمريكي، وأن يرسلوا وفداً منهم ومن مجلس النواب والشورى لمقابلة الإدارة الامريكية والكونجرس، يشرحون فيه جرائم الحوثي ويطالبون الإدارة الامريكية بالتراجع عن دعم الحوثي، ويطالبونها بإعادة تصنيفه منظمة إرهابية كما كانوا!؛ واقناعهم بتغيير السياسة الامريكية؛ وبضرورة انهاء خطوطها الحمر على : "دخول صنعاء و الحديدة، وربما تعز!؛  وخطوطهم الحمر كذلك بعدم تسليح الجيش اليمني"؛ فقد حان اليوم للقول لأمريكا كفى خلق ((بعبع)) باليمن لتخويف المنطقة بدماء اليمنين وانهيار دولتهم وتمزيقها؛  ذكروهم باليوم العالمي لحقوق الانسان في العاشر من ديسمبر من كل عام؛ وقولوا لهم أن اليمنين يقتلون ويجوعون ويحاصرون من قبل تلك العصابة المنظمة الإرهابية التي اسمها ((حوثية))، أو حركة انصار أنفسهم!! المهم يا شيخ ((سلطان))؛ أأنت متأكد من أن أمريكا منعت من دخول صنعاء فقط؟! ولم ترفع لكم الكرت الأحمر لمنعكم من دخول تعز!؛ فلماذا لا تحرروا تعز وتدخلوا الحوبان؟؛ لأنه لو كانت قد قررت أمريكا المنع لكانت قد بلّغتـ، ولكُنت قد قلتها لأبناء تعز بزياتك!!؛ وطالما الأمر لم يحصل، فلتكن البداية إذاً بتحرير تعز كمقدمة للتحرر من الخطوط الحمر؛ ومن ثمّ يتم الدخول للعاصمة صنعاء!؛

الحجر الصحفي في زمن الحوثي