متفرقات مُلفتة!!(2) انتفاضة 2 ديسمبر ضد الحوثي في صنعاء والاحتفاء بها في المخا؛ ما الحكاية؟؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ١١ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:١٥ مساءً

اثنان من ديسمبر، هو عنوان انتفاضة الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، قبل خمس سنوات في العاصمة صنعاء على من تحالف معهم؛ بعد أن غدروا به وحاصروه وقتلوه هو ورفيقه "عارف الزوكا" وآخرين.. خرج العميد (طارق) من هذه العملية بسلام؛ تاركاً ورائه أخ وابن له، رهينان مختطفان عند العصابة الحوثية؛ بخروجه وتنسيقه، استطاع تشكيل حُراس الجمهورية، وشكل حامل سياسي له، سماه المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بدعم إماراتي كامل؛ وبات ربما الوريث الفعلي الأكبر للمؤتمر الشعبي العام بعد انضمام كثير من قياداته إليه، وخاصة من أعضاء مجلس النواب المؤتمريين؛ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون! الخلاصة صار مع العميد (طارق) كتلة وازنة في مجلس النواب!؛  أستطاع الجميع أن يرى (نعيم) دعم الإمارات على طارق وصحبه وعلى عامة الناس في المخا وبعض مديريات اقليم تهامة، حيث بعض منه أنفق كمشاريع ومنجزات مادية على الاض في المخا؛ على عكس ما وظف (الانتقالي) ذلك النعيم عليه وعلى قياداته ومقاتليه!؛ ولم يقام او يلحظ أي مشروع أقيم في إقليم عدن، لصالح الإقليم!؛ مما يدل على كبر حجم فساد الانتقالي وطمعهم!؛  غير أن ألمُلفت حقاً!؛ هو لماذا أحتفى (طارق) بالذكرى الخامسة في مدينة المخا هذا العام، وبحضور مدعوّين ؟؛ رسميّن  وحزبين واعلامين ونشطاء، ووجاهات، ورئيس مجلس النواب؛ ما الحكاية؟!؛ هل أن انتفاضة 2 ديسمبر الصالحية  التي يصفها انصارها بالثورة قد نجحت؟؛ عملياً لم تنجح بعد!!؛ أم أن السبب هو أن المخا بات آمناً وربما الذي تم هو تسويق لأن يكون المخا البديل لعدن في حال استمرار الانتقالي بإعاقة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة من العمل ؟!؛ أم أن السبب هو أن العميد (طارق) أصبح جزءًا من الشرعية؟!؛ حيث يشغل موقع عضو مجلس القيادة الرئاسي، بدرجة نائب رئيس، منذ مؤتمر مشاورات الرياض، اي منذ الشهر الرابع من العام 2022؟؛ أم أن (طارق) قد رسى عليه الاختيار من ((إياهم)) مرشحاً لخلف عمه في  السلطة؟؛ وكأنهم يورثون الاسرة عن بعد ، وبالتالي لا داعي للمزاحمين!؛بعد أن  قرر المخرِجُون ابقاء المؤتمر بالسلطة، ولكن ليس من "بوابة" المؤتمر، وانما من " نافذة" (طارق)، ومُسمّاه الجديد!؛  ومنذ ثورة 11 فبراير ولغاية الآن؛ لم يتحقق أي من آمال الشعب، ومطالب ثوّار التغير، ويبدوا أن اليمن قدرها أن تعود ببطء إلى رموز النظام السابق من أبوابٍ ونوافذ خلفية، وبدعم حصري من دولة الإمارات العربية المتحدة؛  اعتقد أن التغييرين الثوار قد أُفشلوا، وتواروا على الانظار!؛ لأنهم تعكزوا على الأحزاب، الذين اعتمدوا على مبادرات ودعم الخارج، واعتبار ما جرى باليمن أزمة سياسية وليس ثورة؟!؛ شاهدنا قبل أيام من على شاشة التلفاز في حضرة العميد (طارق)، كثير من الوجوه التي كانت تشاهد في حضرة ((صالح))، مع بعض الوجوه الجديدة؛ قيل انهم حضروا للاحتفاء بانتفاضة 2 ديسمبر، وللسلام على العميد طارق رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية!؛ فهل مَن قَبِل الدعوة وحضر؟؛ كان على وعي بمغزى الاحتفالية؟!؛ وهل ذهب إلى المخا بدافع الفضول ليرى ما حققه "طارق" من انجاز؟؛ لم يحققه، من سبقه من المدعومين من قبل دولة الامارات العربية المتحدة، أقصد "الانتقالي"، حيث أن (طارق) قد تمكن من  جمع ما جمع  من الجيش اليمني السابق، وشكله في ألوية حُرّاس الجمهورية، (جيشاً مدرباً ومنظماً وملتزماً ومنضبطاً) ، وأقام مدينة سكنية في المخا "مدينة الثاني من ديسمبر"؛ وقام بإنشاء مطار دولي في المخا يُحسب له كل هذا!؛ والمطار المنجز قد جُرب مؤخراً؛ وسيفتتح رسمياً كمطار دولي بعد ثلاثة أشهر من الآن، تحت إدارة الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد!؛ ولربما جاء الدافع والحافز لإنشاء المطار بهذه السرعة، هو ما تعرض له  طارق وانصاره من مضايقات أثناء دخولهم عدن، وربما ايضاً كان هذا الإنجاز هو لغرض  التواصل مع الخارج  كبديل لمطار عدن، وربما كان أيضاً المحفز؛ ما حصل من أشكال بين مرافقي طارق في قصر المعاشيق وعناصر من الانتقالي، عندما أنزل العَلَم اليمني للجمهورية اليمنية من مقره عنوة، من قبل منتسبي الانتقالي والاحتكاك الذي حصل، وبما لكسب ود التعزيين!؛ كل تلك الأسباب أو بعضها قد أنجزت المطار، وعجلت من افتتاحه كمطار دولي  في المخا!!؛ ومن إنجازات العميد (طارق) ايضاً إيفاد مبتعثين ومتدربين للإمارات في الطيران والبحرية وغيرهما! وكذلك طوّر المينا ليعود إلى تألقه ودوره التاريخي كما كان تاريخياً!؛  لقد صدر بيان عن الاحتفال الذي جرى في المخا بمناسبة الذكرى الخامسة لانتفاضة 2 من ديسمبر ؛ ومما جاء فيه أن:  "المقاومة الوطنية ومكتبها السياسي هي امتداد أصيل للحركة الوطنية اليمنية وثورة الثاني من ديسمبر المباركة وتضحيات صالح..."!؛ ترى هل  الأمر متوقف عند حد إثبات الذات وحق التمثيل؟!؛ أم يتجاوزه؟!؛ لدور ووظيفة ومخطط معدة سلفاً؟!؛ فالمرسوم والمخطط وإن بدا بعض معالمه؛ إلا أن المخرجين لا يزالون يخفون كشف المستور، والمبتغى النهائي من هذه التقسيمات وهذه السلطات الممنوحة لأشخاص وتوجهات مختلفة، ومتخالفة في الفكر والمشاريع!؛ لكن الظاهر والمكشوف الآن، هو أن  العميد (طارق) موجود ومتحكم بالساحل ويراد له ان يتمدد لباقي مديريات تعز؛ وتعز كما تعلمون كانت ولا تزال عصية عن الكسر والتطويع ؟!؛ ولذلك يأتي من يأتي لتعز من باب تقديم خدمات ومشاريع مدنية، افتقدتها الحالمة طويلاً جداً!؛ لعلّ وعسى يمكن أن تكون مرنة، وتتراجع قليلاً من تصلبها ومعارضتها لمن سيحكمونها أو سيحكمون اليمن مستقبلاً؛ بصراحة طارق عرف من أين تؤكل الكتف وحقق لتعز مشاريع لم يحققها لها عمه طيلة  مدة حكمه، منذ أكثر من ثلاثين عاماً؛ رغم ان تعز هي من وقفت معه ومكنته!؛ فتعز هي من توصل الحاكمين لليمن وهي من تسقطهم  عندما تريد؟!؛ وكلكم يعلم أن تعز كانت من أوائل من خرجت سلمياً للمطالبة بالحرية والتغيير ودفعت ثمناً باهظاً لذلك،  ولا تزال؛ فقد ثارت ضد النظام السابق، ونال أبنائها ما نالوا من قتل وقنص وإعاقات وجرحى على أيادٍ من أركان النظام السابق؛ والعميد (طارق)، كان  منهم طبعاً! أليس عجيباً ان يحتفل بذكرى انتفاضة صالح في المخا؟!؛ وماذا كان هدف تلك الانتفاضة التي أعلنها الرئيس السابق صالح؟؛ أليس لطرد الحوثة من العاصمة صنعاء؟؛ قتل على إثرها بعد يومين؛ ولا تزال وصاياه أمانة في أعناق من يدّعون امتدادهم لصالح ولانتفاضته في الثاني من ديسمبر عام 2017، وأولهم العميد ((طاق محمد عبد الله صالح))، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية؟!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي