لقاءات مجلس القيادة الرئاسي عبر "الزووم"..ما يزيد عن حدّه سينقلب إلى ضده؟!!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٣٩ صباحاً

لقد أصبح عالم اليوم، متصل اتصالاً وثيقاً بالتكنولوجيا، من بينها؛ "عصر تكنولوجيا المعلومات"، "عصر الإنترنيت"، "عصر الرقمنة"!؛ فبروز النهضة الرقمية وتكنولوجياتها المتطورة، واستعمالها على مستوى الرئاسات والحكومات والمؤسسات وإدارة والأعمال بات واقعاً مثمراً في أكثر من موضوع !؛ فالإنترنت والبرامج التطبيقية المستعملة له؛ باتت جزءاً لا يتجزأ وركناً أساسياً من الحياة اليومية؛  ولا يمكن اغفال أنه بوجود الأنترنت  أصبح  المسؤولين بما فيهم المسؤول الأول قادر على  الاتصال والتواصل مع أي مواطن أو أي كادر، كذلك المواطن او الكادر يستطيع أن يوصل أية قضية او مظلومية أو رؤية لأي مسؤول وفي أي مستوى كان، وبأي وقت ! وقد يضطر مستوى قيادي كما هو مستوى إدارة شركة الالتقاء والاجتماع عبر الزووم ؛ لكن ذلك ليس بشكل متواصل وعلى طول الخط؛ لأنه لا يستغنى عن الاجتماع المباشر  لفوائده العديدة؛ إذ أنه هو أفضل بكثير من الاجتماع عبر الزووم مثلاً!؛ فالاتصال المباشر يعمل على إيصال الأفكار والمشاعر والمعلومات فيما بين الأشخاص بشكل واضح وصريح ومفهوم!؛ بحيث يكون هنالك انسجام يؤدي الى تفاهمات وتوافقات للمجتمعين حول عديد القضايا المطروحة في جدول الاجتماع. إن التواصل المباشر يعني الصلة بين الأفراد وإيجاد نقاط مشتركة أكثر فيما بين المجتمعين، ويحقق حل للقضايا المعروضة بشكل ديمقراطي. ويعمل على تقليص الفجوات ومسببات الخلافات والمشاكل وسوء الفهم أو سوء التفاهم! إن من عيوب الاجتماعات عن بعد، الصورة الذهنية السلبية عند المتلقي، وشروده في التخمين والتنجيم عن الأسباب التي كانت وراء عدم حصول اللقاء المباشر بين مستوى قيادي معين، وبالتالي هز الثقة بين القيادة والمتلقين من أبناء الشعب. إضافة إلى أنه قد يخلل الاجتماع معوقات، بحيث لا يدار بالشكل الملائم تقنياً وتكنلوجياً، كأن تنطفئ الكهرباء فجأة اثناء الاجتماع، أو انقطاع الانترنت أو مخاوف أمنية تجعل الراغب في الحديد التحفظ خوفاً من الاختراق أو ما شابه ذلك؛ ومع ذلك فهناك ابتكارات لمعالجة أي اختلال أو إشكاليات فنية او تقنية!؛ من خلال التطور تكنولوجي الحاصل في هذا الشأن؛ بحيث يكون الاجتماع ناجحا ومفيداً، عن بعد وعند الضرورة للاجتماع عبر الزووم!  .. ومن باب النكتة نستطيع أن نقول أن شركة "زووم" Zoom) ) قد استفادت خلال عام 2020  من جائحة فيروس كورونا؛ وعام 2022 من اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي اليمني المبالغ فيها؛ فإذا توقف مجلس القيادة الرئاسي عن الاجتماع عبر الزووم؛ وانتظمت اجتماعاته المباشرة دون وسائط، فقد يبدد ذلك طموحات الشركة في تحقيق أرباح عالية!! إن عدم انتظام اجتماعات مجلس القيادة الرئاسي بشكل مباشر أمر غير مرغوب وغير محبب إلا إذا كانت هناك ضرورة قاهرة!؛ ويمكن استخدام التكنولوجيا عبر الزوم أو أية وسيلة أخرى وفي بث حي ومباشر لمتابعة الوزارات والمؤسسات المختلفة مع الرئيس او أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بغرض الاطلاع على النشاطات والمشكلات؛ والتوجيه الفوري بحلها؛ وكذا الرقابة المباشرة على الأداء وعموم النشاطات!!؛  خلاصة الموضوع لا يستغنى ابداً عن الاجتماعات المباشرة بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي في هذه الظروف الاستثنائية التي تتطلب ظهورهم بمظهر الفريق الموحد، والرأي الواحد الموحد، وبالتالي القرار التوافقي الموحد! أختم بالغمز إلى قياداتنا في مجلس القيادة الرئاسي؛ فأقول لقد أسرفتم في الاجتماعات عبر الزووم؛ أو الانقطاع الطويل عن الاجتماعات المباشرة أو عبر الزووم!؛ فأحب أن أذكركم هنا بالحكمة القائلة؛ بأن ما يزيد عن حدّه سينقلب إلى ضده!؛ المطلوب والمحبب أن نراكم مجتمعين معاً، وتديرون المعركة والإصلاحات في كافة القطاعات بعزيمة وإرادة واحدة؛ لا أن نرى كل واحد فيكم حاكماً لمنطقة جغرافية ومتحكم فيها، ويديرها كما لو انها منفصلة عن باقي الجمهورية، أو متميزة عن باقي المناطق والمقاطعات التي تشكل جميعها السلطة الشرعية!؛ والسلام ختام!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي