خاطرة في ذكرى الاستقلال

تيسير السامعي
الخميس ، ٠١ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:٥١ صباحاً

هناك سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين من الناس، هو: لماذا لم ينضمّ اليمن الجنوبي إلى اليمن الشمالي بعد الاستقلال مباشرة في ٣٠ نوفمبر 1967 ميلادية؟ الجواب على هذا السؤال -حسب معلوماتي- هو أن  الوحدة كانت من أهمّ أهداف الثورتين اليمنيتين (سبتمبر وأكتوبر)، وكان الثوّار في الجنوب يعملون من أجل تحقيق هذا الهدف. وكان الرئيس قحطان الشعبى -أول رئيس جمهورية في اليمن الجنوبي- وزيراً لشؤون الجنوب في أول حكومة شُكّلت في "الجمهورية العربية اليمنية" بعد الثورة، لكنْ بعد توقيع "اتفاقيّة الجَلاء"، كان لدى ثوّار اليمن في الشمال والجنوب مخاوفُ من سقوط صنعاء في يد "الإمامة"، لاسيما بعد خروح القوات المصرية بعد هزيمة ٦٧، وهنا رأى ثوّار الجنوب -بعد التشاور مع قيادة الجمهورية في الشمال-  إعلان دولة مُستقلة في الجنوب، حتى إذا سقطت صنعاء بيد "الإمامة" تكون لليمنيين دولةٌ يلجأون إليها، وينطلقون منها لمقاومة "الإمامة". الحمد الله، الجمهورية في الشمال انتصرت و"الإمامة" لم تتمكّن من العودة إلى صنعاء، فبدأت قيادة الشطرين الخطوات الأولى للوحدة عام ١٩٧٠، حتى تم تحقيقها في الثاني والعشرين عام 1990. فالمتتبّع مسار الأحداث، منذ عام ١٩٦٧ حتى 1990، سيجد أن النظامين في الشمال والجنوب كانا يضعان قضية الوحدة في قمّة الأولويات، وكل نظام يسعى إلى تحقيقها، لكن ٌ بالطريقة التي يريدها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي