لا يمكن ترتاح حتى ٥ دقائق!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٢٩ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:٥٠ صباحاً

قلت اليوم ابكر اخذ فطوري الساعة ٦ صباحا والساعة ٧ اكن في المكتب واسبق الموظفات، المهم وصلت افتح الايميلات حقي ولقيت موظفة في الادارة قد ارسلت لي ايميل على الساعة ٧ الا ربع، بمعنى قد وصلت المكتب اقلها ٦ ونصف، واحتمال شربت قهوة، بمعنى صحت الساعة ٥ صباحا وجهزت نفسها وركبت المواصلات, وفعلا كما يقول الفرنسيون على الالمان شعب يعيش لكي يعمل وانا اقول يقدسون العمل. لكن لماذا اذهب انا مبكرا؟ 

السبب هو التعود فقط حتى لو لم يكن معي مواعد. رجعت بالذاكرة الى ايامي وانا طالب جامعة، كنت اشتغل في الاجازات في شركات مختلفة من البناء للسباكة لتوزيع الصحف وبعدها شركات الميكانيك والالكترونيات والمعلومات وغيرها. 

في بعض الاحيان كنت امر على شركتين او اكثر في اجازة واحدة لانه الاحتياج شهر او اسابيع. خلال ٦ سنوات لم اخذ اجازة لليمن الا مرتين فقط و١٠ اجازات صيفية وشتوية كنت اعمل بها. 

بدأ الامر مع الشركة الاولى انني كنت اسكن في مدينة اسمها تيوبنجن. في الاجازة اصحى الصباح الساعة ٥ واخذ الباص ٢٥ دقيقة الى ان اصل لمحطة القطار. اركب القطار تقريبا ٢٠ دقيقة، واقطع من محطة القطار لشركة على الاقدام ٢٠ دقيقة، واصل اختم الساعة بالضبط ٧ في الشركة وهكذا مع البقية من الشركات. 

الساعة ٥ او ٥ ونصف صباحا اصحى من النوم واقول يكفي. المهم في تلك الشركة كنت اظل واقف على خط الانتاج للساعة ٥ عصرا، دون راحة الا ١٥ دقيقة الساعة ٩ وراحة الغداء ٣٠ دقيقة على الساعة ١٢. وطول الوقت واقف، ولايمكن ترتاح حتى ٥ دقائق الا اذا اعطيت خبر لمن هو بجانبك انك تريد الحمام، لان البضاعة في خط الانتاج سوف تتراكم بشكل كبير وهذا عملني الصبر، ساعات وايام تصل الى شهرين . 

ومن زهق وتعب العمل كنت اعمل لي جدول او منافسة في داخلي، مثل كيف احطم الرقم القياسي اليوم، في سرعة العمل عن اليوم التي قبلها او قلة الاخطأ. كانت تلك هي التسلية الوحيدة لكن مع الوقت صرت استمتع بالعمل مثل الالمان لان لكل يوم معي هدف اقيس قدرتي عليه. تعلمت فعلا الاتقان في العمل والسرعة ومراقبة الذات، ووصلت في اخر يوم بعد شهرين عمل الى تغليف وترتيب ١٢٠ كرتون وهذا كان عدد كبير لاسيما في البداية كنت اصل الى ٧٠ كرتون وانا مثلي مثل غيري من هو واقف. 

الاهم انني خرجت من الشركة على قناعة انني لا اريد ان اعمل هذا العمل الى التقاعد لاسيما كنت انظر لكبار السن وهم بجانبي ومعنا كانت رئيسة خط الانتاج امراة تصيح كلما حصل شيء، المهم كانت تفجع. هذه الشركة الاولى تعلمت اصحى الصباح واشق خط ومنهج ومتعة اخرى لي. ومن كل شركة كنت اخرج بدروس واثار محفورة في نفسي  جعلتني انظر لما حولي بشكل اخر واقول مريت بهذا الطريق واعرف ماذا اريد فعلا .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي