مطار صنعاء وزوار الفجر في الظلام.. ترى ما الأمر وما كان الغرض؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٠٢ مساءً

يبدو أن الهُدن قد أفقدت الشرعية حتى التحكم بأخذ الإذن بالدخول إلى الجمهورية اليمنية، وربما لم تعد تمنح التصاريح للطائرات والسفن والمسافرين من وإلى كل اليمن!؛ مؤخراً  تمّ  تداول بعض الاخبار _طبعاً_ الشحيحة عن وصول طائرة لم تحدد هويتها  ولا غرضها إلى مطار صنعاء في آخر ليل الخميس الماضي.. وأشارت المصادر إلى دخول موكب حوثي إلى مطار صنعاء، خلال إطفاء أضواء المطار، وخروجه منه، قبل عودته في وقت لاحق ومن ثمّ إقلاع الطائرة. ولا زال الغموض يكتنف تلك الزيارة والوجهة التي أتت منها وعادت إليها تلك الطائرة الليلية!! تحركات مُريبة بعيداً عن الأنظار والأضواء الكهربائية  والخبرية!!؛ إن هذا التكتم يدّل على أن شيء خطير قد حصل، فهل كانت الطائرة تنفذ صفقة أبرمت؟ أم تحمل شخصيات أو أشياء من عيار ثقيل؟ أم ماذا؟؛ و يا ترى من كان في الطائرة؟ ومن هم المستضيفين المستقبلين؟ و من غير المعقول أصلاً ان تهبط بعيداً عن علم التحالف؟!؛ ما القضية بالضبط ؟!؛ قضية لا تزال غامضة وتشغل بال الكثيرين والمؤيدين الشرعية منهم على وجه التحديد!!؛ الغريب أن  إعلام الحوثي وإعلام الشرعية وإعلام التحالف لم يوضح أو يفند الحركة الغريبة التسلل في الظلام في مطار صنعاء الدولي؛ والعجيب أن ذلكم الشيء لم يثير حفيظة أي منهم؟!؛ فهل كانوا   جميعا على علم بها!؛ وفقط الشعب اليمني هو الغائب أو المُغيّب؟!؛  لم يفصح أحد عن سبب وصول تلك الطائرة التي لا تزال مجهولة لحد اللحظة إلى مطار صنعاء؛ سوى تغريدة محمد المقالح عضو المجلس السياسي للعصابة الحوثية الانقلابية السبت الماضي؛  حيث ألمح إلى ما يشبه النقد للواقعة التي حدثت؛ فممّا قاله أن: "المفاوضات السرية فيما يخص مصائر الاوطان دون أن تعلن اهدافها للشعب لا تعني سوى الخيانة خصوصا إذا كانت مع ضباط الاستخبارات لا مع السياسيين".. إن امتعاض محمد المقالح ينُمْ عن حجم الصراع فيما بين الحوثين وعدم توحد خطابهم ومواقفهم!؛ ويدّل كذلك على أن هناك خلافات جوهرية حول مبدأ المفاوضات الحاصلة التي تجري بشأن اليمن تحت الطاولة، حيث أن من بين اسباب الخلاف المفترض تجيير المفاوضات لصالح بعض الأشخاص في الحركة الحوثية على حساب البعض الأخر؛ وليس له  علاقة  بالوطن والخروج من أزماته التي كانوا جميعا هم أسبابها ونتائجها الكارثية!؛ فليس للزيارة الظلامية الليلية بأي تفاوض بأمور البلاد والاقتصاد ورواتب الموظفين، ولا بالوطن الجمهوري الموحد الحر والمستقل!؛   فأي إعلان وأي شفافية يا (مقالح) من جماعتك الإرهابية تريد؟!؛ وهي كما تعلم وقبلت بانضمامك إليهم، وهم لا يؤمنون لا بالدولة ولا بالديمقراطية ولا بالشفافية ولا بالحكم الرشيد؛ جماعتك هي جماعة إرهابية أتت من كهوف مرّان؛ ويفترض أن تعود الى مخابئها هناك مرّة أخرى.. جماعتك يا (مقالح) لا تؤمن بالعمل بالنور وفي وضح النهار، مثل انها لا تؤمن بالحرية، وعملها منذ النشأة في الظلام ؟!؛ ثم أي أوطان تتحدث عنها يا ((مقالح))، وجماعتك أصلاً قد أنذروا أنفسهم ليكونوا وكلاء لإيران الفارسية، ويعملون بكل قوة من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها!  وجميل إقرارك بأن جماعتك الحوثية  يتفاوضون سراً، ومع ضباط استخبارات!!؛ مما يعني أنهم يتفاوضون ليس من أجل الوطن على الاطلاق؛ بل يتفاوضون من أجلهم، ويبتزون الخليج والعالم من أجل الحفاظ على ما كسبوه من نهب المال العام والخاص، ويتفاوضون من أجل إملاء جيوبهم ليس إلا؟! يتفاوضون كي يبقوا أثرياء، لا أن يعودوا كما كانوا قبل انقلابهم المشؤوم!؛ جماعة الحوثي لا يعنيها الأوطان ولا لها علاقة بالوطنية، ولا تهتم بالندية ولا بالتكافؤ الذي اشرت إليه في تغريدتك يا (مقالح)!؛ هم جماعة مقاولون ووكلاء ومُشغّلِّين لحساب المالك الأصلي لهم، والذي  يستخدمهم ليقوى تفاوضه هو مع العالم والمنطقة بندية وبتكافؤ!! وإذا أردت أن تعرف المفروض في  أي تفاوض حقيقي ؛ هو ببساطة وبوضوح وبشفافية مطلقة أن على جماعة الحوثي: " إعلان العودة عن انقلابها، وإلغاء جميع الإجراءات التي اتخذتها عقب الانقلاب، وتسليم الأسلحة والمؤسسات  للسلطة الشرعية، وإطلاق جميع المخطوفين، وإعادة جميع الأصول والأموال المصادرة والمنهوبة من الاموال العامة والخاصة؛ ثمّ المفروض يتم دفع جميع رواتب موظفي الخدمة المدنية للسنوات الماضية كاملة؛ ثم حل الجماعة وعودة قادتها إلى وضعهم السابق في كهوف مرّان، وتقديم من تورط منهم بارتكاب _وكلّهم اعتقد اجرموا_ جرائم ضد الشعب (قتل وتجويع وحصار وإحرام المرضى من الادوية، والشعب اليمني من لقاح كورونا)، وجرائمهم التي يمكن عدّها  وحصرها ضد الوطن؛ والتي أسهمت بتعريض الوطن للتقسيم والتشظي، وللدول الخارجية في التدخل، وكذلك على  اقلاقهم للسكينة العامة طيلة الثمان سنوات الماضية، وعلى ارتكابهم جرائم شتى بحق الانسان، وجرائم ضد الإنسانية ؛ تستوجب جرّهم إلى المحاكمة العادلة في المحاكم المحلية، ومحكمة الجنايات الدولية"!  أختم.. فلا زالت المعلومة شحيحة عن لغز وصول طائرة مجهولة حتى اللحظة إلى صنعاء واقلاعها بعد مدة قصيرة وكل ذلك تم من غير أضواء في مطار صنعاء.. يحتاج الأمر لإجلاء.. ترى ماذا حملت الطائرة في آخر الليل؟ ولماذا حرص الحوثة على التكتم؟ ولماذا تم اطفاء الأضواء؟ فما الأمر يا ترى؟؛ وما  كان الغرض ؟   هنا يحق لنا نحن في صف الشرعية أن نطالبها بالشفافية والوضوح ومكاشفة شعبها فيما يدور في ظلمة الليل من تأمر أو تنازل، باعتبار أن مسؤولي الدولة الشرعية، هم مسؤولون عن كل اليمن وجميع اليمنين؟!؛ عليهم التوضيح!؛ وإلا اعتبرناهم غائبون أو مغيبون عن كل شيء.. مطلوب هنا فعلا ان ترفع الأصوات وتقول نريد شفافية ووضوح ومكاشفة الشعب اليمني بما يجري!!؛ على السلطة الشرعية أن تبادر وبسرعة، لإزالة الغموض والالتباس فيما وراء زيارة طائرة الليل،  وما قصة زوار الفجر إلى مطار صنعاء الخميس الماضي!!؛  اما بالنسبة للتحالف وتفاوضه السري أو العلني مع جماعة لا تقيم وزناً للتفاوض والحوار؛ فقد نصحناهم بما فيه الكافية؛ وأظن أن رسائلنا التحذيرية والتنبيهية قد وصلت إليهم؛ وأعتقد أنهم لو ارتكبوا أي خطأ واتفقوا مع الحوثي، فسيحصدون قيمته اروحاً عزيزة عليهم،  وإثارة القلاقل في أوطانهم، واستهداف منشآتهم الحيوية التي  أنفقوا عليها كثيراً!؛ مع تمنياتنا ألا يقع أي من ذلك!؛ ولكننا متأكدون أنه  ليس للحوثة أي التزام بعهد؛ وهم لا يؤمن مكرهم وخداعهم!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي