رسائل جِدّ مستعجلة إلى التحالف العربي! (2)

د. علي العسلي
السبت ، ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠١:٥٨ مساءً

  تابع رسالة دعم مجلس القيادة الرئاسي .. فأما البعد الاقتصادي في اليمن منهار، والعملة المحلية في أدنى قيمة لها أمام العملات الأجنبية؛ والوديعة الموعودة كدعم للقيادة الجديدة، لم تتحرك إلا في نهاية هذا الأسبوع الماضي، وبدأت بالقطارة وليس كدفعة واحدة! وهذا يُعد خذلان لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، لان الوضع النقدي في أسوأ حالاته؛ كما أن المنشآت النفطية عقب انتهاء الهدنة عرضة للتدمير من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية دون امتلاك الجيش الوطني سلاح فعّال يردعها!؛  وبالنسبة للجانب العسكري عموماً، وعلى المستوى  التالي خصوصاً؛ فكل الجبهات ساكنة إلا من رد مصادر نيران الحوثي،  كلما حشش مقاتليه يقومون بضرب أو قنص الأحياء المدنية أو الموانئ والمخيمات، ولم نعد نسمع عن طلعات جوية من قبل التحالف، وتُرك الجو والبر، وربما البحر للحوثي ومبادراته ومبادأته، يعبث كيفما يشاء!؛ فهل في ظل هكذا وضع يمكن أن يُدّعى أن مجلس القيادة الرئاسي مدعوماً من قبل التحالف ودول مجلس التعاون الخليجي ماذة في المائة!؛  الدعم لا يزال ممكناً وهو ضرورياً.. والنصر المؤزر لا يزال وارداً بما يمتلك التحالف من إمكانيات تفوق الخصم بعشرات الأضعاف .. ولكن  فقط  مطلوب الجدية، ومطلوب اتخاذ دول مجلس التعاون الخليجي ((القرار والإرادة والفعل))، كما فعلت أثناء استعادة السلطة في دولة الكويت الشقيقة؛ فدول الخليج إذاً تملك  تجربة ناجحة، فلماذا تقبل أن تُفشّل في اليمن وهو عمقها وأمنها القومي؟!؛ ينبغي على مجلس التعاون الخليجي المراجعة والتقييم والتصويب! ... حالياً جميعنا يعلم كيف هو حال دول مجلس التعاون الخليجي؟؛ وكيف هي سياسة ومواقف دوله؟؛ فبعضها قد خرج من التحالف العربي المتدخّل في اليمن، ولم تعود تلك الدولة  بعد إصلاح الشأن، والبعض يتعامل مع الحوثي ويحتضن قادته، بل أن بلدهم مقر دائم الحوثي وتسويق أفكاره ومحاولة التأثير على بعض مسؤولي العالم بدعم وترويج من قبل تلك الدولة!؛ وبالمخالفة لأهداف التحالف العربي والقرارات الدولية، ومعلوم أن بعض دول المجلس علاقتها لإيران مميزة جداً!؛ وياليت استخدمتها في التأثير على إيران بمنع تسليح الحوثي، والاسهام في إجبار الحوثي على السلام.. إخواننا الأعزاء المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي راجعوا وقيموا وسددوا الخلل؟!؛  الرسالة الأخيرة.. الحوثي ليس أداة سلام مطلقاً، ولا مبعث استقرار، ومُستخدم ليكون ((بعبع)) لاستنزاف خيراتكم؛ فهو ارهابي التكوين والمنشأ والختام.. والكل يدرك ويعي هذا الشيء؛ فلماذا إذاً يتم التعامل معه؛ وبعض الدول تريد إبقائه في المشهد السياسي وإشراكه في حكم اليمن؟!!؛ وهو إرهابي مجرم يقتل ويعذب ويغتصب ويمنع حرية الرأي.. فيا أمريكا أعيدي النظر في سياساتك تجاه الحوثي؟!؛ خلاصة الخلاصة.. السياسات المتبعة في الأونة الأخيرة، تؤسس لعدم استقرار اليمن، وإدخاله في حرب أهلية مستمرة؛ وحتماً سيصل غبارها وأضرارها إلى الدول المجاورة!؛ وعليه؛ فعلى دول التحالف العربي إعادة النظر في السياسة العامة تجاه اليمن باعتباره أمن قومي لكل دول الخليج والملاحة البحرية الدولية، وخطر على تصدير النفط من دول المجلس ؛ وواجب الوقوف معه اليمن ليس فقط من أجله؛ وإنما دفاعاً عن أمن ووحدة دول المنطقة أيضاً، وضمان حركة الطاقة!؛ فالمخطط كبير؛ والغاية هو اخضاع واذلال وعدم تنمية دول الخليج وافشال تحقيق وتنفيذ رؤاها الطموحة..  إن التراجع من الوقوف بحزم ضد الحوثي إلى الوساطة والإدانة؛ اعتقد أنها سياسة غير ناجعة.. وعدم تسليح الجيش الوطني قد تقود لهزيمة _لا سمح الله_.. كذلك فإن ممارسة الضغوط القصوى - استجابة لضغوط امريكية-، على قيادة الشرعية لتقديم المزيد من التنازلات للحوثي هو إعطاء نصر مجاني للحوثي الذي لا يستحق ذلك .. أعيدوا التقييم، وامعنوا النظر في ما يجري!؛ وادعموا الشرعية في بناء جيشها الوطني وقدراتها العسكرية يا قادة التحالف العربي؟!!  وانظروا للمقلب الآخر واستخلصوا العبر.. ألا ترون إيران منحنى التسليح متصاعد جداً؟!؛ رغم تكرار النفي بعدم دعم الحوثي؛ غير أن فتدفق الأسلحة للحوثيين منها مستمر و بكثافة؛ اخواني القادة؛ فالوضع القائم لم يعد يحتمل!؛  فإما اعتبار واعتماد أن الحوثين إرهابيين وواجب ملاحقتهم وتقديمهم للعدالة وتجفيف تمويلهم وتسليحهم وهذا هو السيناريو الأول المفضل والمطلوب؛  وإما البديل الثاني السيء هو إعلان واعتماد أن اليمنين رهائن تحت تصرف الحوثين؛ وفي هذه الحالة فإن الصورة ستكون واضحة جداً؛ بأن الحوثين سيغيرون معتقدات الناس بالقوة، وسيستمرون في تجنيد الأطفال، وفي نهب الثروات لتطوير مجهودهم الحربي، الذي سيستخدم في المستقبل ضد دول الجوار؛ فالمنطق السياسي يفترض اعتماد السيناريو الأول!؛  برجا ألا توصلوا اليمنين للإحباط والقبول بمهادنة الحوثي حفاظاً على سلامتهم!؛ فأنقذوهم وأنقذوا بلدانكم من هذه الجماعة الإرهابية.. أيها الخليجيون أمنكم في خطر، واجهوا من يستهدفكم، فالعودة للخلف والتحوّل من الفعل لرد الفعل فشل!؛ أيعقل بعد أن كان التحالف المفوض الرئيس من مجلس الأمن الدولي في ملف اليمن يتخلى بسهولة عن ذلك؟!؛ ليعود ليستجدي مواقف المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات شديدة على الحوثي في مكان يهم التحالف ويؤثر على أمنه واستقراره؟!؛  ما الذي يحصل يا دُهاة السياسة في التحالف؟ أخبرونا أين المشكلة؟ أهي في سياساتكم _أي فيكم_؟ أم في أمريكا والغرب؟ أم في اليمنين _أقصد_ الشرعية؟؟!!؛ ختاماً.. من ينظر للصورة اليمنية بشكلها المُكبّر؛ فإنه يرى انتهاء الحرب من دون تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها؟؟! مطلوب إعادة النظر!!!  نسأل الله السلامة والأمن لليمن ولدول الخليج ولباقي الدول العربية كافة.. ودمتم جميعا بسلام وآمان واستقرار وازدهار!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي