جرائم لا تنتهي باليمن وحان الوقت لإيقافها (1)

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٩ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٣٠ مساءً

منذ اليوم الأسود في الــــ 21 من سبتمبر، 2014، ازدادت مصاعب ومتاعب اليمنيين بشكل لم يسبق له مثيل، فانتهكت كرامتهم، وصودرت حرياتهم وممتلكاتهم، وسفكت دمائهم؛ وهجروا، واعتقلوا وعذبوا، عبر منظمة إرهابية آتية من كهوف مرّان، فشنت حرباً على الإنسان والشجر والحجر، بغرض الاستيلاء على السلطة، وتريد فرض الأجندة (الفارسية) الإيرانية على الشعب اليمني وبقوة السلاح والبلطجة؛ ومُورست شتى صنوف الجرائم على الأبرياء طوال ثمان سنوات خلت!؛  لقد استفادت هذه الجماعة الكهنوتية من ثورة 11 فبراير، بدخولهم إلى صنعاء العاصمة واعتصامهم بساحة التغيير تحت كنف ثورة فبراير!؛ دخلوا صنعاء سلمياً قبل أن يسيطروا على مؤسسات الدولة والمعسكرات بقوة السلاح وبتواطؤ ممن كانوا يحكمون!؛ لكن الثورية لديهم اختفت، وظهرت محلها حقيقتهم السلالية، فاستحضروا الثأر والانتقام، وعشعش بداخلهم الحقد الدفين منذ عقود خلت!؛ فعقب الواحد والعشرين من سبتمبر 2014، سيطروا على العاصمة، فأزهقوا الآلاف من أرواح اليمنيين عقب ذلك !؛  نعم! ثوار فبراير لم يكونوا محاكم تفتيش، فسمحوا لمن يريد أن ينضم لينضم؛ وبموقفهم الثوري الطاهر هذا، فقد تسلل الى الثورة الحوثة والأحزاب؛ مما أفقدهم المبادرة والقيادة، فدفعوا ثمناً باهضاً لثورتهم، وقدموا تضحيات كبيرة، نذكركم ببعض (مجازرها)، حيث تم قتل الثوار الشجعان بدمٍ بارد، وهم سلميّون كانوا يواجهون الموت بصدور عارية! فمن يستطيع ينسى مجازر جمعة الكرامة والتلفزيون وجولة كنتاكي وحرق وقتل من كان في مخيمات الاعتصام بساحة الحرية في تعز وفي مواقع عدة أخرى لا اتذكرها بهذه العجالة! وأظنكم انكم أنتم لم تنسوها، فهي أحداث وجرائم لا تنسى ولا تسقط بالتقادم؛ فهي جرائم بشعة تندى لها جبين الإنسانية، وتتحمل وزرها الدول الديمقراطية والتي تدّعي انهما تدعم الحرية، فلم تقف مع الثوار، وحولت الثورة لأزمة ولعبت في الالفاظ والمدلول، واعطت الثورة والثوار جمل فضفاضة لا سمن ولا تغني من جوع!؛ بل سلمت لاحقا السلطة للحوثين عبر اتفاق السلك والشراكة الذي رعاه بن عمر، ولم تلجم إجرامهم، ولم تحرك ساكناً تجاه المجرمين، بل ولم تعاقبهم على أفعالهم الإجرامية، مع كل آسف! من ذلكم اليوم، في الوحد والعشرين من سبتمبر 2014 لم تتوقف جرائم الحوثي يوماً؛ وبالتماهي معهم من قبل دول المجتمع الدولي، وبالتالي، فإنهم يتحملون مسؤولية الاشتراك في الجرائم المرتكبة!؛ بل أجزم أنهم حموهم وحافظوا على بقائهم، وتعاملوا معهم كأمر واقع، بل وحاولوا ارضاءهم والتودد إليهم، ومارسوا أقصى الضغوط على الشرعية التي تقاومهم! وأرغموها على تقديم مزيد التنازلات، لاسترضاء المجرمين الإرهابيين الحوثيين، والمجرمون مستمرون في اجرامهم، لا يتورعون ولا يتوقفون عن اجرامهم، ويتمادون، ولا يعيرون العملية السياسية والسلام وانهاء الحرب أي اعتبار!؛ مرّت على اليمن أيام وأشهر وسنوات قاتمات سوداويات، من أثر سلوك وتصرفات وإجرام الحوثي وهي كثيرة لا تحصى؛ قتل وتجويع وحصار ونهب ومصادرة وأحياء مناسبات على حساب "البطون الجوعى" من اليمنين، وعلى حساب رواتب الموظفين، ومصارف الزكاة، ووصية الواقفين. ولقد اسرفوا في تغيير روح القوانين والتشريعات، وقاموا بتغيير المناهج، وأساءوا للشخصيات الوطنية والنضالية، واصبحوا يغيرون منظر الطبيعة، والبش، حيث القطرنة، وقاموا بتكريس عادات وتقاليد فارسية على حساب عادات وتقاليد اليمنين، وقاموا بتجريف العلم والثقافة والموروث العظيم لشعب اليمن؛ ويحاولون محو كل ما يمت بصلة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة؛ والعالم لا يزال يخضع لابتزازهم ويهادنهم، ويمنحهم الفرصة تلو الفرصة، ويقبل بهم مفاوضين، وطرفاً نداً في طاولات المفاوضات، إن لم يكونوا الأهم!؛ بل و أوصلوا إليهم مقومات البقاء مالاً وسلاحاً وموقفاً، مما يمكنهم على الاستمرار متحكمين في الأراضي التي لا تزال مغتصبة من أرضى الجمهورية اليمنية، من قبلهم؛ وبما فيها من بشر كانوا أحراراً قبل مجيء هذه العصابة، التي حولتهم إلى رهائن يعملون معها بالسخرة  وليبقوا (بعبع) للمنطقة كلها!؛  كذلك في المناطق التي اغتصبوها سيطروا على المؤسسات والموارد، فشوهوا القوانين والأعراف والتقاليد، وعبثوا بكل ما هو قانوني، ويحاولون تزوير التاريخ والأحداث الكبيرة التي يعتز بها اليمنيون، ومسؤولي العالم يتفرجون عليهم، وربما معجبون بهم، وقد يكونون راضين عنهم وعلى أفعالهم، لولا القوانين وحقوق الإنسان المانعة لهم من البوح بذلك!؛ لكن واضح أن السلطات في دول المجتمع الدولي، تتعامل معهم بإيجابية رغم إجرامهم، ولا يزال رعاة العالم يمنحون الحوثي عمراً فوق ما أمتد في تسع سنوات مضت ، وربما سيبقى الوضع كذلك؛ إلى أن يصحى ضمير العالم (المجاز) في الوقت الحالي. ولقد وجد الحوثي - ومن وراءه إيران_، ذلك فرصاً ممنوحة لهم، للإمعان في الإجرام، ففي كل لحظة يبتكرون ويخترعون أساليب اجرامية جديدة، يتفننون بها ببراعة، ويتمتعون بكل أذى يبتكرونه ضد الشعب اليمني، ومصالحه ومنشآته الحيوية.. يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي