قمة الجزائر لم تلبي تطلعات اليمنيين!

د. علي العسلي
الخميس ، ٠٣ نوفمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٣٤ مساءً

اعتقد جازماً بأن تطلعات ومطالب اليمن واليمنين في قمة" لم الشمل" العربي؛ قد مثلها خير تمثيل ولي عهد دولة الكويت الشقيقة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والدكتور رشاد العليمي رئيس الجمهورية اليمنية (رئيس مجلس القيادة الرئاسي)؛   فقد دعا الشيخ مشعل الأحمد الجابر -حفظه الله وحفظ دولة الكويت اميراً وحكومة وشعباً- إلى التحرك لردع الأعمال الإرهابية الحوثية ومحاسبة مرتكبيها صيانة للأمن والسلم وحركة الملاحة البحرية.. وأدان الشيخ بكل وضوح الهجوم الإرهابي الذي شنته مليشيات الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، على ميناء الضبة النفطي، بحضرموت، عائدًا ذلك انتهاكا صارخا للأعراف الدولية. وأكد ولي العهد الكويتي، رفض بلاده لموقف مليشيات الحوثي الإرهابية من تمديد الهدنة؛   كذلك فإن رئيس الجمهورية اليمنية أزال أي لبس، ووضح الصورة بأبعادها المختلفة إلى أصحاب الجلالة والسمو والرؤساء والوفود في القمة العربية التي انعقدت في جزائر الاحرار، جزائر التحرير ، جزائر المليون شهيد؛ فقد القى الأخ الدكتور رشاد خطابه في القمة الواحد والثلاثين؛ وشرح القضية بكل جوانبها، ونقّاها من أي لبس أو التباس؛ ومن بين ما قاله ان مجلس القيادة الرئاسي كان ايجابياً مع كل المبادرات والهدن، ونفذ بنود الهدن كلها؛ وكان يأمل أن يأتي إلى القمة العربية  بخبر سار لتمديد الهدنة لستة اشهر أخرى، غير ان الحوثين رفضوا التمديد وقاموا بعمل إرهابي باستهداف ميناء الضبة؛ مما اضطر مجلس القيادة الرئاسي ومجلس الدفاع الوطني ، إلى تعديل استراتيجيته للتعامل مع لجماعة الحوثي المتطرفة، بتصنيفها منظمة ارهابية، ودعا القادة المجتمعين لفعل الشيء نفسه، بناءً على الوقائع، وتأكيداً على قرار مجلس الجامعة رقم 8725، على مستوى المندوبين الدائمين الصادر بتاريخ 23 يناير من العام الجاري، والمصادق عليه في وقتٍ لاحق من قبل المجلس الوزاري الذي يطالب الدول كافة بتصنيف هذه الجماعة منظمة إرهابية" انتهى الاقتباس.. يعني أن المجلس الوزاري العربي للجامعة كان قد صادق على  المطالبة باعتبار الحوثي منظمة إرهابية القرار وكان يتطلب قراراً حازماً وجازماً من القمة؛ تعالوا لنرى ما جاء في "إعلان الجزائر" بما يخص اليمن.. إليكم ذلك: " التأكيد على دعم الحكومة الشرعية اليمنية ومباركة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي ودعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة مع التشديد على ضرورة تجديد الهدنة الإنسانية كخطوة أساسية نحو هذا المسار الهادف إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تضمن وحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه وأمن دول الخليج العربي ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية".. وهنا لي ملاحظات ثلاث على الفقرة الخاصة باليمن..  الأولى: _ الشكر للقمة العربية لدعمها الحكومة الشرعية ومباركتها لمجلس القيادة الرئاسي؛ وهذا يعني أن الحوثين مغتصبون للسلطة والمؤسسات ووجب استردادها بكافة الوسائل والسبل! الثانية: _ أظن أن اعلان الجزائر قد أعد سلفاً، ولم يعدل بحسب كلمات القادة ، وهنا اشير إلى فقرة اليمن، حيث لم تراعى كلمة ولي العهد الكويتي واستعراض الرئيس العليمي للوضع المزري باليمن الذي كان سببه الحوثي لا غيره، وبعد ثمان سنوات حرب، وبعد هُدن وتم انتهاكها جميعها، وعدم الموافقة على تمديدها من قبل الحوثي، والاستمرار بتهديد الملاحة والمنشآت الحيوية، وليس التهديد فقط، بل القيام بالجرم والاعتداء على ميناء الضبة؛ فقد خيبت القمة تطلعات اليمنين في المؤازرة والوقوف بحزم لردع الحوثي وايران في اليمن؛ فالنص القائل بدعم الجهود المبذولة للتوصل للسلام مع من؟ وقد فشلت كل الجهود للتوصل مع الحوثي، والتشديد على ضرورة التمديد للهدنة، وقد رفض تمديدها من قبل الحوثي، جملة غير موفقة وتتعارض مع مطالبة الكويت ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اعتماد ان الحوثين منظمة إرهابية!   الثالثة: _ ورفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون اليمن الداخلية.. فهمي لهذه الجزئية ان القمة تقصد إيران، وكان ينبغي الإفصاح صراحة طالما وإيران لم تخفي تدخلها السافر في اليمن؛ حيث جاء في فقرة سابقة لفقرة الشئون اليمنية الآتي: - "رفض التدخلات الخارجية بجميع أشكالها في الشؤون الداخلية للدول العربية والتمسك بمبدأ الحلول العربية للمشاكل العربية..."؛ ولا أفهم أن صياغة عدم التدخل الخارجي بالشئون اليمنية، يعني أو ينهي تدخل التحالف العربي في اليمن؛ لأن اليمن للأسف تحت الوصاية الدولية أصلا، ولأن التحالف العربي قد أنشئ بناءً على طلب الشرعية اليمنية، ولأن التدخل قد سمح به من قبل مجلس الأمن ومعزز بقرارات دولية، ولأن أمن الخليج والأمة العربية القومي من أمن اليمن! أختم فأقول: أن إعلان قمة الجزائر لم يلبي خطاب ولي العهد الكويتي وخطاب رئيس الجمهورية اليمني، ولا تطلعات الشعبي اليمني، ولا حتى قرارات المندوبين الدائمين ووزراء الخارجية العرب قبل انعقاد القمة!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي