هناك من يستعجل قيام الساعة ومثله من يستعجل خروج المهدي المنتظر؛ مع فارق الأهداف والغايات!؛ اللهم أقم الساعة عليهم وانهي اجرامهم وخرابهم وانقلابهم! ايران وحزب الله اللبناني والعراقي والحوثيون تولوا ترجمة الحديث المنسوب لرسول الله (ص).." لَتُمْلَأَنَّ الأرضُ ظلمًا وعدوانًا، ثُمَّ لَيَخْرُجَنَّ رجلٌ مِنْ أهلِ بيتِي، حتَّى يملأَها قِسْطًا وعدلًا ..."؛ فملأوا المشار إليهم الأرض ظلما ودوناً، فقتلوا النفس البريئة، وتاجروا بالممنوعات، وصاروا يحمون الشركات الصهيونية ومتعددة الجنسيات؛ كل ذلك من أحل التسريع بمهديهم الغائب والذي لا يزالون ينتظرونه بالمزيد من الظلم والإجرام! الحوتة (الحوثة) طغوا وبغوا وتكبروا وحرفوا وشوهوا وزوروا وقتلوا ودمروا ولغموا، ولا من شر في هذه البسيطة مهما كان صغيراً او كبيرا إلا وارتكبوه وببرود أعصاب!؛ ولا من خير صغيراً كان أم كبيراً، إلا حاربوه ومنعوه واعتقلوا صاحبه او صادروا ممتلكاته!؛ ولا من موظف في الجمهورية اليمنية، إلا وامتهنوه ونصبوه وصادروا راتبه!؛ وما أكذبهم وهم يدّعون أنهم قرأنا يسير على الأرض؛ فلاهم قرآن ولا يحزنون؛ ولا مسيرتهم مسيرة قرنية!؛ ومع ذلك دعونا نذكّر أقلهم سوءًا، فنقول لهم أن الله تعال قد قال في محكم كتابه: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)؛ حتماً سيأتي يوم الحساب في الدنيا من قبل هذا الشعب الراصد لكل الجرائم المرتكبة، يتصدون للحوثة ومعهم كل أحرار العالم؛ أما في الأخرة هناك أمامهم" شديد العقاب"، العدل الذي يحاسب كل من ظلم على ظلمه.. هناك يوم الحساب الكل سيقف أمام ملك الملوك المهيمن العزيز الجبار المتكبر؛ لا يغفر ابدا إهانة بني الانسان وظلمه، فيقتص لهم ممن ظلمهم؛ و"الذرّة" في الآية الكريمة جاءت كمضرب المثل في القلة؛ فما بالكم بالحوثة وقد فعلوا كل فعل قبيح، واقترفوا كل جرم صريح، ودنسوا كل مقدس، فاعتدوا على الممتلكات العامة والخاصة وحرّفوا أهداف ووظيفة الوقف..؛ ولايزالون قبل وأثناء وبعد انتهاء الهدنة، يقترفون الجرائم ضد الشعب اليمني بأكمله، وتعز بصفة مضاعفة؛ بل ويقترفون جرائم ضد الإنسانية؛ ولا يعمل أعمالهم، إلا من كان ظلوماً جهولا! ولقد استبشر اليمانيون خيراً، عند أعلنت المملكة العربية السعودية الفزعة مع رئيس الجمهورية اليمنية، لإدراك خبث ولؤم وتبعية البديل، ولمساعدة الجار لجاره!؛فتداعى الاخوة العرب وتجمع اليمانيون في الرياض؛ فانعقد هناك مؤتمر الرياض وتشكل التحالف العربي لدعم الشرعية وانتصاراً لها ولعودتها للعاصمة صنعا؛ تشكل التحالف وشلّ حركة الحوثي واستخدامه البراميل المتفجرة ضد الشعب اليمني! ينبغي الإشارة بإيجابيات ما عملوه وشكرهم عليه، ومعاتبهم على مالم ينفذوه، ومطالبتهم بالوفاء به وتنفيذه، نعاتبهم على ترك الحوثي يكبر ويتضخم بمرور السنين!!؛ ومن حقنا كذلك ان نعاتبهم على ترك تدريب الجيش الوطني وتسليحه، والتوجه نحو انشاء تشكيلات عسكرية موازية لجيش الدولة وبالمخالفة لقوانينها وتسليحها بأسلحة نوعية وترك الجيش الوطني تحت رحمة تلك التشكيلات العسكرية في المناطق التي نتغنى بها أنها محرزة!؛ ولإصلاح ما اختل فرحنا بمشاورات الرياض لتصحيح هذا الغلط وتوحيد الكل تحت إمرة وزارة الدفاع ووزارة الداخلية الشرعية، لم يحصل ذلك حتى اللحظة، نرجو سريعاً ان يتم هذا التصحيح؛ نرى بعض النشاط الخجول في هذا الجانب عبر اللجنة الأمنية والعسكرية التي أقرت في وثيقة اعلان نقل السلطة او إصلاحية الرئيس ونائبه لرئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي!؛ ومع ذلك نرى بعض الانفصام في الخطاب والممارسة من بعض القيادات؟!؛ فلا يزال هذا الأمر ماثلا أمام اليمنين ويحتاج لعلاجه حالاً؛ فعضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي يمارس شخصيتين بآن، شخصية، عضو مجلس قيادة رئاسي ولا يلتزم بخطاب وتوجيهات وقرارات المجلس؛ وشخصية أخرى، رئيس يأمر ويوجه ويصرف ولديه ميزانية ومورد من دولة في التحالف، فيوجه الدائرة المالية للجيش الجنوبي بإعداد الكشوفات لمكافئة الجيش الجنوبي، بُداً عن بقية افراد الجيش الوطني والآمن، فكيف سنحقق الانتصار على الحوثي وهذا التمييز قائم!؛ أليس هذا الذي يحصل مستفز؟!؛ أوليس من حقنا أن نعتب ونحتج وترفض ما قامت به بعض دول التحالف في يمننا من مشكلات؟!؛ كذلك بعد مشاورات الرياض واشتراك الجميع في "المغرم والمغنم"؛ كان ينغي أن يزول كل اجراء مخالف قبل مشاورات الرياض وتعود سقطرى وكل الجزر والموانئ والمعابر الدولية للجمهورية اليمنية تحت قيادة مجلس القيادة الرئاسي؛ عير أننا نقرأ ونسمع عن تجاوزات للسيادة وتسير رحلات من سقطرى واليها دون علم السلطة الشرعية، وكذلك جزيرة ميون والاستثمارات التي تقام فيها بدون موافقة مجلس النواب اليمني ومجلس القيادة الرئاسي، وامثالها كثير.. ألا نعتب ونحتج ونرفض؟!؛ ثم ألا ترون معي ان هناك يبدو قرار سري قد اتخذ بإنهاء التدخل الخليجي في حرب اليمن؛ إن حصل ذلك فمعنى ذلك ترك اليمنين يتقاتلون حروبا أهلية مستمرة، لكن الضرر سيلحق بتلك الدول حكماً إن هي تقاعست وانكفئت!!؛ صرنا نرى تواصل علني وتبادل زيارات بين الحوثة ودولة الامارات والمملكة العربية السعودية، خصوصا من بعد رفض الحوثي لتمديد الهدنة وتوسيعها.. أيعقل أن يتم كل ذلك؟!؛ ومن دون علم الشرعية ومن دون موافقتها أو على حسابها وحساب الشعب اليمني وهم من تعهدوا بدعمها عقب مشاورات الرياض؟!؛ أولا ننقد ونعتب على الأخوة في التحالف ونطالبهم بتصحيح رؤيتهم، ومن واجبنا أن ننبهم لإدراك كنه الحوثي ومشروعه وتبعيته؛ عليهم وعلى القمة العربية التي ستنعقد غداً في بلد المليون شهيد الجزائر أن يتخذوا قرارات ترتقي الى حجم التهديد والتحدي الذي تعيشه اليمن من عصابة تأتمر وتتسلح بسلاح فارس؟!؛ عليهم تفعيل قرار الدفاع العربي المشترك والطلب من ايران وتركيا عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، عليهم جميعا ان يدركوا بعمق أهداف الحوث_ إيراني، ونطالبهم عدم التفريط باليمن فهو عمقهم وامنهم، ولا ينبغي أن يفرطوا بتضحياتهم؛ مرونتهم السابقة جلبت الدمار والموت لكل من في اليمن، وازداد الصلف على تعز أكثر ومن دون رد؛ استمرار المرونة تعني التهام مناطق ومنشآت حيوية أكثر في المناطق المحررة!!.. التصلب عند وقع الفأس بالرأس لا يجدي، سيصبح خيبة وندم، عندها سنقول لكم لا ينفع الندم!؛ فالتالي هو أنتم أو بالتزامن مع التهامهم للمناطق المحررة.. اصحوا يا شرعية ويا تحالف، فلقد استسهلتم كثيرا! ويارب الهم الأخوة في التحالف لرؤية واقعية من أجلهم قبل اليمن؛ فانتصاركم بحق للسلطة الشرعية هو ضمان أمنكم ومنشآتكم وتوحدكم.. أظن أن ساعة الانتصار للشرعية قد حانت؛ أظن أنه لا مصلحة لدول الخليج أن يكون اليمن مقسم، او مُأفرس، أو لا يكون عضوا كامل في منظومة الخليج!؛ ساعة الانتصار للشرعية الآن وليس غدا، من أجل بقاء اليمن أرضا وانساناً عربيا اصيلا مرجعا وعمقا لكل العرب، ولن يبقى ضمن محيطه الا إذا منح كامل العضوية في مجلس التعاون الخليجي! يا رب أقم الساعة على حكام إيران الذين يصدرون لنا كل أذى واذية!؛ التاريخ أيها الأخوة العرب لا يرحم.. حققوا أهدافكم في استرداد الدولة اليمنية ومؤسساتها، المعسكرات واسلحتها، وإعادة السلطة الشرعية للعاصمة صنعاء وانهاء انقلاب ممن انقلب عليها، واستكمال النقل السلس للسلطة بحسب مخرجات الحوار الوطني الشامل!؛ هذا هو هدفكم وواجب الجار لجاره! ويا ايها الحوثة لا تغتروا وتتكبروا وتتنمروا فلربما ساعة قيامتكم كما يوم القيامة ستأتي بغتة عليكم ولن تدركوا من اي اتجاه؟ وممن؟ وبدعم من؟! وتذكروا ان استخدامكم للقوة قد منحكم فرصة الاختبار، فكنتم اسوء المتحكمين؛ فأجرمتم ولم تعدلوا ولم تحافظوا على ثوابت الدولة ومكتسبات اليمنين؛ ففرطتم فيها، وشوهتم معالمها، واسأتم لتاريخها، وسلكتم العمالة والارتزاق بأبشع صورها!
