"إنهاء" الإرهاب الحوث-إيراني يسبق "إحياء" الهدنة وتمديدها!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٩ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٤٦ مساءً

لا يزال الحوثيون يهددون الموانئ والمنشآت النفطية ويرسلون طائرات إيران المسيرة الموجودة لديهم باتجاه منشآت وسفن النفط في الموانئ والبحار اليمنية ؛ وهذا شيء لا ينبغي أن يمردون عقاب، أو يأخذ كل هذا التأخير من عدم الرد؛ ولا ينبغي لأحد أن يلتهي أو يلهي الشعب اليمني بأحياء من قد مات؛ أيعقل أن هناك من يريد أن يبعث الهدنة،  التي كان قد قتلها الحوثي بانتهاكاته لها، وحشده باتجاه تعز وقصفه للاعيان المدنية هناك، وبعدوانه أخيراً على المنشآت الحيوية اليمنية؟!! مرّ أكثر من أسبوع على الاعتداء الإرهابي على ميناء الضبة بمحافظة حضرموت!؛ ولا تزال المنظمة الإرهابية الحوثية مستمرة في غيّها؛ فترسل طائراتها المسيرة بقصد أحداث الأذى المعنوي والمادي، حيث قيل هذا اليوم أن مسيراتها قد أرغمت سفينة وقود ثانية على المغادرة فارغة!؛ فلا تمنحوا الحوثة نصراً هو ليس أهلاً له!؛  صحيح أن شرعيتنا مشكورة قد اتخذت قرارات كبيرة وشجاعة؛ حين وضعت الحوثي في موقعه الصحيح، فصنفته منظمة ارهابية، وهو كذلك؟! ومع ذلك نقول أن ذلك ليس كافياً!؛ بل يحتاج الأمر لتفعيل القرارات على الأرض!؛ ولابد من إظهار العين الحمراء على الحوث-إيراني؛ التي بسبب الهدن وتمديداتها، قد تفرغت لتخريب عقول التلاميذ في المدارس بمنهج فيه قصائد لمهرجين و(دواشين)لسبدهم، بعد أن كانت تحوي قصائد معلقات تمجد الوطن واليمن وهويته بقصائد من وزن البروفيسور الأديب عبد العزيز  المقالح، وتفرغت كذلك لتجريف الهوية والتاريخ اليمني وتسفيه الثوار والفدائيين؛ إذ انها لم تجد من مكان إلا للذهاب إلى المتحف الحربي، فنبشت وثائقه وكتبت على المناضلين والثور، بغرض التزوير؛ فيا ايتها الشرعية و يا أيها التحالف أين انتم من هذه الأفعال الشائنة التي لا تقل ابداً عن ارهاب السفن  والشركات والموانئ! كل الذي لا نزال  نسمعه من تهديد من قبل عصابة الحوثي.. هو ناتج عن تأخر الرد على الهجمات الإرهابية بما يناسب الجرم الشنيع؛ وبسبب عدم الرد أيضا؛ فقد تحوّل الأمر من قبل الدول والمبعوث إلى اتصالا مكثفة من أجل استئناف الهدنة وتمديدها أو إحيائها، وكأن شيئاً لم يحدث، يكفيه إدانة - ليست بقيمة الحبر المكتوبة به_، والسلام !؛لابد من موقف حكومي تجاه التحركات التي لا تضع للقرارات الدولة اليمنية حساباً او اعتباراً!؛ بل يجب على الكيانات والافراد والدول والمنظمات اخذ هذه القرارات الشرعية ومتطلباتها موضع التنفيذ والاحترام!؛ قلنا لقد اتصالات هاتفية في اليومين السابقين بغرض إحياء الهدنة والعودة بالأطراف إلى الالتزام بها وتمديدها؛ بين وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك َن جهة، وبين نظيره العماني السيد بدر البوسعيدي؛ والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن (هانس غروندبرغ،  من جهة ثانية ، ناقشوا جميعا مستجدات الأوضاع في اليمن عقب هجمات المليشيات الحوثية على المنشآت النفطية وتهديداتها للملاحة الدولية وعرض عليهم معالي الوزير قرار مجلس الدفاع الوطني، بتصنيف الحوثة كمنظمة إرهابية!؛ هذا وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بيان إدانة بالهجمات الحوثية على ميناء الضبة في حضرموت والخاطر الكببرة على السلام والاستقرار في اليمن وعلى حرية الملاحة الدولية!؛  وحسنا ذلكم التعليق الممتاز من سعادة السفير السعودي لدى اليمن السيد محمد آل جابر على بيان مجلس الأمن؛ حين قال أن اجماع المجتمع الدولي على ادانة الحوثين لهو رسالة واضحة موحدة؛ ويدل على ان الدول باتت على فهم عميق بان تصنيف الحوثي كجماعة ارهابية اصبح خياراً طبيعياً، يجيء وقرر نتيجة لأفعال الميليشيات الحوثية، ومن عندي أقول وليس للطالبة اليمنية منذ ثمان سنوات؛ وحسناً كذلك توصيفه بأن الحوثي في سلوكه هذا الإرهابي، قد جاء نتيجة للقراءة الخاطئة للموقف الإقليمي والدولي؛ وان الحوثي بسلوكه هذا قد جعل الشعب اليمني رهينة عنده!؛  وأعتقد أن رسالة سعادة  السفير الذي أعتبرها كثيرون انها بمثابة عرض مغري للحوثي، بينما أنا اعتبرها ليس كذلك، وإنما رسالة ذكية الي الشعب اليمني تبين من يقف ضد مصالحهم وخدماتهم؛ فعند الإشارة لرغبة المملكة " وقف إطلاق النار، ووقف نزيف الدم اليمني، وتوسيع الرحلات للعديد من الوجهات ومنها جدّه لتسهيل سفر المعتمرين ولنقل اكثر من ٢ مليون يمني وأسرهم ممن يعملون في المملكة ويحوّلون اكثر من ٤ مليار دولار سنوياً، ويعيلون أسرهم في الداخل اليمني؛ ولصرف مرتبات موظفي الدولة المدنيين".. هذا القول كله ليؤكد للشعب اليمني أن من قد يحرمكم هذه الميزات إن لم يجنح للسلام هو الحوثي وعليكم أن تثوروا ضدّه وليس مساندته لإحداث الأذى باليمن وبالمملكة! صحيح إننا رأينا عقب هجوم الحوثي على ميناء الضبة قرارات وإجراءات واجتماعات تعبر عن حضور الدولة الشرعية الذي تمنى أن يراها  الشعب منذ أكثر من عقد من الزمان؛ لكن ذلك كله لا يكفي؛ بل ضرورة الرد الرادع للحوثي، وانهاء هذا الطيش الدال عن عدم المسؤولية، ولا أي اعتبار لمصالح الشعب اليمني؛ والمطلوب سرعة التحرك العسكري على الأرض؛ بعد التسليح النوعي للجيش الوطني وفي أسرع وقت ممكن؛ وجميل أن تحركت السلطة الشرعية وصنفت جماعة الحوت منظمة إرهابية وهذا يستدعي محاكمة رموزها كـــــ" إرهابين محليين"، بالإضافة الى مطالبة العالم باعتبارهم "ارهاببن خارجين"، وجميل أن فاتحت الحكومة مجلس الأمن لاعتماد جماعة الحوثي منظمة ارهابية، غير انه ربما لم يستجب لحد اللحظة، حيث ادان العملية واعتبرها تهديد خطير للملاحة الدولية؛ وطالما هي كذلك؛ أفلا يتستحق أن توصف فعلتهم الشنيعة بالعملية الإرهابية ومنفذوها بالإرهابين! وجميل أيضا أن فاتحت الحكومة دولة لبنان لإغلاق قنوات التحريض وتدمير النسيج المجتمعي ونطالب بالمتابعة حتى يتم تحقيق ذلك؛ وجميل جدا أن يعاد تنظيم القوات المسلحة تحت امرة وإدارة قيادة وزارة الدفاع اليمني حصراً!؛ كل ما اسلفناه يذكرك بفعل الدول المتجهة نحو حرب لحماية شعبها ومصالحه!؛   إن اعتداء الحوتين في الواحد والعشرين من أكتوبر لميناء الضبة على سفينة شحن؛ وتهديدهم المستمر للشركات العاملة باليمن وفي الامارات وفي السعودية؛ وفي المقابل تأثرت هذه الشركات بالتهديد لأنها ام ترى من يردعه، فبدأت هذه الشركات، تهدد بالتوقف إذ لم يسمح لها بالعمل وتصدير النفط والغاز.. وما يمارسه الحوثي يدل على أنهم قد اتخذوا قراراً بتوسيع عدوانهم!؛ في الوقت الذي ينادي البعض بالعودة لإحياء التهدئة، ويكافئون الحوثين على ارهابهم _لا بمحاسبتهم_؛ بتقديم عروض تلبي شروطهم ومطالبهم! على العالم وهو الذي يعلن بصفة دائمة، أنه مع مجلس القيادة الرئاسي وداعماً له؛ عليه أن يبارك قرارات مجلس الدفاع الوطني، ويترجمها تنفيذ فوري على كافة الصعد، وكل فيما يخصه!؛عليهم دعم التحولات الكبيرة المستمرة في يمن الشرعية، يمن قيادته رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وحكومة الكفاءة السياسة!؛ ولا شك أنه يلحظ كل ذي بصيرة تلك التحولات في القرارات وفي المواقف وفي الإرادة؛ مستبشرين ومنتظرين قريباً ان نرى الأثر الطيب على الأرض اليمنية، وعلى مستوى المحافل الإقليمية والدولية!؛  إن قرار التصنيف بأن الحوثي منظمة إرهابية، يتطلب حزمة من الإجراءات والخطط القانونية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لحماية مصالح الشعب اليمني!؛ وعلى الحوثي الإرهابي ان يدفع ثمن عملياته الإرهابية أولاً، قبل الحديث عن استئناف الهدن ووقف إطلاق النار وتوسيع الرحلات وغير ذلك من الخدمات!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي