من التنبؤ بـــ "زوالها" عام 2022.. إلى الاعتراف بــ" وجودها" ؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٧ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ١١:١٤ مساءً

يوم السابع والعشرين من أكتوبر، 2022 يونم أسوداً في تاريخ فلسطين وأمتنا العربية؛ يوم فيه يتباهى العدو الصهيوني بأن دولة عربية كانت تظهر أنها معادية له، وفيها حزب مسلح كان يوهم الأمة بأن تسليحه لتحرير أراضي لبنانية ومقامة وجود الاحتلال الصهيوني بمنطقتنا العربية .. ها هو اليوم يترك الكيان يشفط ثروة فلسطين من قاع بحرها دون ان يواجهه كما هدد مراراً.. هذه الدولة وحزبها مدعي المقاومة يقفون اليوم وأمام شاشات التلفزة موقعين ومعترفين بإسرائيل كدولة جارة و يرسمون حدودهم البحرية معها، انه يوم تاريخي ومفرح للكيان الصهيوني؛ وإنجاز سياسي واقتصادي لرئيس وزراء الكيان الصهيوني(لبيد).. لبنان اليوم يعترف بوجود إسرائيل، وقطعاً بموافقة ومباركة حزب الله الخامنئي المدّعي  مقاومته للاحتلال الصهيوني منذ اربعة عفود! يوم حزين على الشيعة إن كانوا حقا يرفضون العدو والتطبيع معه، حيث أن قادتهم وحكامهم  في كل أدبياتهم التعليمية للأجيال المتعاقبة عدوهم القريب (العرب)، وقد يكون عدوهم البعيد جداً (أمريكا)؛ أما اليهود فلا عداوة لهم !؛ اقول إن كان عند عوام الشيعة، وهذا قد يكون صحيحاً، هو بعض حب لفلسطين ومقدساتها؛ فعليهم إعلان البراءة  مما يمارسه حكام طهران ومليشياته في لبنان واليمن!؛ ونقول لهم لقد ظهر بعض المدّعيين للتشيع بمظهر لا يليق بمن يتشيعون لآل البيت، ظهرت جماعة منكم مدّعية التحدي والبطولة ، لكنها اليوم تعرّت وظهرت  بمظهر "الذلة"، وليس بــــ"" هيهات منا الذلة"، لقد أظهروا فقدان المصداقية والالتزام بالقيم النبيلة؛ فهرولوا لأحضان العدو الصهيوني، ووافقوا على الاعتراف به، بل والتعهد بحماية منشآت نفطية له، استخرجها من بحر فلسطين العربية!؛ أيرضيكم هذا؟! ألا تزالون تراهنون عليهم وعلى أدورهم وسلاحهم؟!  حزب الله اللبناني ينسب نفسه إلى الشيعة ويتشيع نظريا لعلي والحسين وجعفر الصادق وعمليا، لأكل العنب والاتجار بالبحار والممنوعات.. يحاول أن يلطخ شيعيّتكم أيها الشيعة!؛ بالحب للكيان الصهيوني؛ لم يعد هذا اليوم، ولا هذا العام، كما روجته اساطيركم وقصصكم وتنبؤاتكم!!! بأنه عام زوال اسرائيل من الوجود!؛  بل هو عام الاعتراف المهين والمذِّل ممن يسمون أنفسهم بشيعة (علي بن أبي طالب ) رضوان الله عليه؛  وينتمون لمحور المقاومة والممانعة؛ لكنهم اليوم يطبعون ويوقعون سلاما وتعاونا أمنيا واقتصاديا بترسيمهم الحدود البحرية مع كيان لقيط جمع من اصقاع العالم ورموا به  إلى فلسطين!  لقد نجمتم وتوقعتم وقلتم أن قوتكم باتت على جهوزية لإزالة إسرائيل من الوجود في العام 2022 ، ونظر لهذا رموز ومرجعيات شيعية عدّة؛ فتحوّل إلى عام معاهدة واعتراف ببقاء هذا الكيان جاثما على صدر هذه الأمة.. هذه الجماعة الــــ "شيعية" أوهموا أمتنا العربية لعقود أربعة من أنهم ضد الكيان الصهيوني، ومع كل آسف صدقهم كثير من أبناء أمتنا. أصبح ضروري عليكم أيها المتشيعون مراجعة كتبكم وأحاديث ((آيات)) غير العظمى؛ كونها كانت مضللة!! هل نسجل إذاً هذا العام بأنه يوم زوال مدّعو الشيعة من الوجود، وبأن فكرهم أصبح متصهيناً ؟؛ أم أن هذا اليوم هو تدشين الأمة لتفتح صفحة جديدة من المعاناة، والتضحيات، والشهداء؟!؛ بسبب تقارب وتفاهم (كيانين متطرفين عنصرين) يدّعون السمو بسبب أمهاتهم!  سجل يا تاريخ هذا اليوم، يوم الفضيحة الكبرى غير المسبوقة من أيام  المدّعين بعداوتهم للكيان الصهيوني الدخيل، المغتصب لقلب الامة العربية فلسطين الحبيبة السليب، لكننا نراهم يهرولون باتجاه ارضاء العدو، مثلهم مثل من انتقدوهم من المطبعين!! يوم أظنه ختام لصفحة ((المدّعيين))؛ وبداية صفحة ناصعة البياض جديدة ستدشن  للـــــ ((المحرّرين)) من أبناء فلسطين وامتنا العربية!؛ يوم ستدشن فيه عمليات التحرير الناجز للأرض والمقدسات على أيادي المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس!؛ وإن شاء الله فرحة الكيان لن تطول!! أيها المتشيعون زوراً وبهتاناً لرسول الله (ص)، نطالبكم من اليوم تغيير شعاراتكم المزيفة الى الإفصاح عما يدور في بواطنكم؛ من أن أمريكا لم تعد ((الشيطان الأكبر)؛ فأحرقوا كتبكم المطبوعة بهذا الكلام، وكل توثيقاتكم المسموعة والمرئية بهذا الخصوص، واطبعوا غيرها، قولوا فيها.. بأن أمريكا هي "حمامة السلام" بالنسبة لكم، وهي الداعم الرئيسي الذي كنتم تخفونه قبل هذا اليوم، فهي وربما الوحيدة من تسعى لتمكينكم في التحكم بلبنان وسوريا والعراق واليمن!؛ وتحاول انقاذكم كلما اقتربت هزيمتكم!؛ علينا أن نقول لكم أن مصطلح "هيهات"، أصبح ملكا للأحرار؛ فنقول لكم ولها "هيهات هيهات" ان  تخدعوا الأمة بعد اليوم؛ فقد خبرتكم  واستوعب كل فضائحكم وكذبكم وتضليلكم؛ نعم! لقد (صحيتّ) الأمة؛ و "باتت" تعلم علم اليقين بارتباطاتكم وعمالاتكم!! حولّوا شعاركم وصراخكم الصاخب، إلى شعار وصوت ناعم؛ وعلى النحو الآتي: " الموز والدولار لــ(إسرائيل).. النفط والغاز لأمريكا والغرب.. العنب لحزب الله.. التفاح للحوثين.. واللعنة على هذا اليوم الأسود الذي وقّع فيه اتفاق مهين ومذل مع الكيان الصهيوني؛ يمنحه فيه الاستثمار الآمن  بحراً وربما بعده براً؛ توقيع بدد فيه حق لبنان  ايضا في حقل  (كاريش)، ومنح منافع لكيان لا يمتلك شيئاً في هذه المنطقة، فهو بكل التوصيفات الشرائعية والدولية محتل غاصب؛  والحق والجوار لفلسطين؛ وسيأتي اليوم الذي يستثمر فيه النفط لصالح لبنان وفلسطين وكل أمة العرب!؛ على الأخوة المقاومين في فلسطين الآبية رفض الترسيم، وتوحيد الصفوف والعتاد لتحرير الأرض والمقدسات؛ وكلكم "عرين الأسد"!؛ ولا نامت أعين الجبناء والمتآمرين على القضية الفلسطينية، والأقصى،  وثروة الشعب الفلسطيني واللبناني! وجمعتكم مباركة احبتي..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي