الخيارات " ضيقوها" لا "تفتحوها"!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٢ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:١٩ مساءً

فلم مسيرات الحوثي على ميناء الضبة بحضرموت يوم أمس، كفلم حزب الله على حقل كاريش بالبحر الفلسطيني! رسالة حسن نصر الله من مسيراته على ـ" كاريش" أنتجت استسلام حزب الله للكيان الصهيوني، وربما القيمة كانت ما سيخرجه حقل" قانا" من طاقة بعد سنين!!؛ أربعة عقود من الاستعراضات والشطحات، تسفر عن إذعان حزب الله لترسيم الحدود البحرية مع عدو فلسطين والأمة العربية؛ وبوساطة أمريكية وعرابة الاتفاق كانت فرنسا!؛ المهم أن من يدّعي أنه كان قائداً للمقاومة، ظهر على حقيقته مؤخراً ، وعرف قدر نفسه، واختار له هدف صغير، وتخلى عن كل الشعارات والقيم والمبادئ!!؛ الرجل على (باب الله)، يريد يشتري بعائد النفط أو الغاز (عنب) له ولأنصاره وبعض المواطنين اللبنانيين!؛  الحوتي ماذا سيجني من رسالته التحذيرية غير أكل (تفاح) في الجنّة كما يوهم مقاتليه، طول الليل واعلامه الحربي يقارب بين عملية "كاريش" وعملية " الضبة" وكلا العمليتين تجلبان الخزي والعار لا النشوة بالانتصار؛ فالغاز المنهوب من البحر الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني سيغزو الأسواق الأوروبية قريباً؛ وحسن نصر الله ينتظر سنوات لأكل عنب!!؛ والحوتي أراد ضرب البنية التحتية لليمنين. الوكيلان الإيران لهما نفس الخزي والعار، فحزب الله فرّط ببحر فلسطين ووافق على منحه لكيان مغتصب دخيل في قلب الامة العربية بموافقته ورضاه عن الترسيم مع العدو؛ والحوتي يستهدف البنى التحتية الناجية من الدمار في اليمن حتى الآن، تلك المنشآت يعتمد عليها الشعب اليمني، بحدود أكثر من ثمانين في المائة في نفقاته واستثماراته!!  ونتيجة لفشل الحوتي في الاستهداف؛ فما كان منه، إلا أن يلوك في بيانه كلمات، كما لاك ذاك، فقال في بيانه أن عمليته هي ضربة تحذيرية بسيطة وذلك لمنع سفينة نفطية من نهب النفط الخام عبر ميناء الضبة بمحافظة حضرموت كما زعم وأدعى، وزاد عليها وكأنه يملك السيادة والشرعية على كامل أراضي الجمهورية اليمنية؟!؛ فبرر عمليته لسبب مخالفة السفينة للقرار الصادر عن الجهات المختصة في صنعاء بحظر نقل وتصدير المشتقات...وفي مجمل بيان الحوتي "الضعف" لا "القوة" كما يوهم أنصاره؛ حيث قيل في البيان "إنّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تترددَ في القيامِ بواجبِها في إيقافِ ومنعِ أيّ سفينةٍ" ويبين القدرة على "شنِّ المزيدَ من العملياتِ التحذيرية" ضعوا أكثر من خط على المزيد من العمليات التحذيرية!! إن بيان الحوتي لا أراه سيغير وجه الصراع ولا يرسم معادلات وخطوط حمر؛ إلا إذا ضعفت وخضعت السلطة الشرعية لتهديد الحوتي، وأهملوا تأمين المنشآت والمؤسسات السيادية وأوقفوا تعبية السفينة المعنية!!؛  إن على الشرعية ان تغادر فوراً قاموسها في المرونة والتعامل الإيجابي والمصطلح المطاط الجديد " الخيارات المفتوحة" بعد العملية الإرهابية الأخيرة!؛  مطلوب وفوراً التصدي للحوثة وإسكات كبرهم وغرورهم وتنمرهم!؛ وأضم صوتي إلى صوت هيئة مجلس النواب في بيانها الذي أصدرته أمس؛ حيث دعت فيه" الشعب اليمني إلى الوقوف في وجه هذا الصلف، وأن على جميع القوى وحدة الهدف والموقف وفي مقدمتها مجلس القيادة الرئاسي والقوات العسكرية التي يقودها أعضاؤه لأن خيارات السلام قد أسقطها الحوثي غير مرة، وتجربة المجرب كما يقال نقصان في العقل وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزُّبى ولم يعد هناك مجال للمراوحة أو الحديث عن ذهاب المبعوث الدولي أو إيابه أو حضور المبعوث الأمريكي أو غيابه".. أما الحكومة فقد كان ردّ فعلها كما هي العادة مسالمة ودبلوماسية ومرنة، إذ أكدت أن "كل الخيارات مفتوحة للتعامل مع الهجوم الإرهابي الحوثي، وطالبت كافة الدول باتخاذ "إجراءات صارمة وقوية لإدانة هذا العمل الإرهابي والنظام الإيراني المارق الذي يقف خلفه"؛ وطالبت بتصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية.. الجدير ذكره حتى اللحظة لم نرى موقف مجلس القيادة الرئاسي؛ ولربما التريث فيه "فعل"؛ أي سيكون الرد الشافي الذي يضع حداً نهائياً للحوتي!!  فيا مجلس القيادة الرئاسي و يا حكومة و يا مجلس النواب و يا كل المعنيين؛ استجداء الادانات لم يعد يكفي، وتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية لا معنى له؛ مطلوب وسريعا "غلق" الخيارات او "تضييقها" إلى أضيق نطاق؛ مطلوب صراحة الآتي: " الإعلان اليوم وليس غداً، عدم الالتزام بكل الاتفاقات التي وقعت مع الحوثين لعدم تنفيذه لها في أزمنتها المحددة؛ وبالتالي كرد فعل سريع للعملية الإرهابية تحرير محافظة الحديدة؛ والتصريح بإيقاف تمويل مناطق سيطرة الحوثي بالنفط والغاز، إن هم أعادوا استهداف البنى التحتية اليمنية!؛ والإعلان عن عدم الاستمرار في تفاوض عبثي غير مجدي يطيل بقاء الحوثين ويحوّلهم الى شرعيين أو كأمر واقع؛ والأهم هو الإسراع بتشكيل مجلس عسكري مهمته إدارة الحرب وتحريك كل الجيوش للجبهات وتحرير العاصمة صنعاء وبشكل فوري؛ لا لتشكيل  لجنة للتفاوض مع الحوتي"!! كفى.. كفى.. مراهنة على أن الحوتي، شريك في السلام، وكم قلنا ذلك مراراً؛ وها هو يعتدي بعيب أسود على المنشآت النفطية اليمنية، ملك الشعب اليمني؛ وهو بذلك يرد على من يراهن على جنوحه نحو السلام، ليكذبهم بمُسيرات ايران الموجودة معه!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي