شتّان بينهما!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٨ اكتوبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٨:٣٢ مساءً

شتّان بين الواقع والخيال، وشتّان بين الصدق والكذب، وبين المبدئيين والانتهازين، فشتّان بينهم (المقصود المبالغة في الافتراق والاختلاف)؛ وشتّان ما بين النور والظلام، وشتّان بين الفضيلة والرذيلة، وشتّان بين هذا وذاك؛ فإليكم بعضاً منهما: .. فشتّان بين اتفاق عدم الحرب وفق هدنة وبين عدم الحرب بدون الهدنة..  فاتفاق الهدنة فيه عناصر مفيدة لبعض اليمنيين، غير وقف الحرب؛ كفتح المطارات، وفتح الموانئ، وفتح الطرق، ووصول المساعدات لمستحقيها، ودفع رواتب للموظفين، وإطلاق السجناء والأسرى والمعتقلين والمخطوفين؛ بينما عدم الحرب بدون اتفاق على هدنة أو إنهاء الحرب؛ يعني لا "حرب" ولا "سلم"؛ وهذه تؤدي إلى جعل الطرفين في أعلى الجهوزية بما، ما يتطلب ذلك من تمويلات ونفقات، والناس بحاجة ماسة اليها لسد الفاقة، وأي غلطة من هنا أو من هناك تفجر حرباً غير مخططة كردّة فعل، وتكون أضرارها على المدنيين أكبر؛ إضافة إلى ارتفاع سقف التوترات و المعاندات والمكابرات حتى للأشياء المسلّمة والمنطقية.. لذلك نؤكد على ضرورة إجبار الحوثي للعودة للهدنة وتوسيعها بما يخدم كل اليمنين ودول الجوار! .. وشتّان بين الوطنية والعمالة..  فالوطنية تعني التمسك بالدستور والقوانين النافذة وعدم التفريط لا بالأرض ولا بالمكتسبات، واعلاء الولاء للوطن على حساب كل المشاريع والمصالح الشخصية؛ والادعاء بالوطنية المحك الحقيقي له، الممارسة على الواقع؛ فمن يدّعي الوطنية ويخوِّن غيره وهو يرتمي في أحضان الأجنبي، ومن يصف الاخرين بالمرتزقة وتوابع للعدوان، وهو في الوقت ذاته يتفاخر بتبادل الوفود وإنجاز اتفاقات معهم، ويطالب بأموال وبرواتب مقاتليه ممن يتهمهم بالعدو والمعتدي عليه!؛ ولا يقبل اللقاء والتفاهم مع ابن بلده هذا هو العميل والخائن لوطنه، ولا يحتاج الأمر لجهد كبير لإثباته!؛ فالكل يشاهد ويلاحظ ويقيم! .. وشتّان بين القومية وحب فلسطين وبين الفارسية وبيع فلسطين.. فالحوثي يدّعي أن إبداعه قد أوصله لاختراع شعار (ما بعده ولا قبله) وهو، الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. والنصر للإسلام.. وجالس يغسل أدمغة المحبين لله ودينهم واسلامهم، ويوهمهم بأنه سيمنحهم مفاتيح الجنّة، ويعدهم بأكل ((التفاح)) فيها، والناس يصدّقون الفِرية فيموتون في سبيلها، ويقتُلُون! إخوانا لهم في الإسلام وفي الوطن وفي العروبة؛ ذلك كله خدمة للفرس ومشروعهم؛ كذلك كلكم تابع حزب الله المدّعي أنه رأس حربة بين قوسين  للمقاومة والممانعة ضد الكيان الصهيوني، لكن عندما جاءت لحظة الحقيقة والثبات، ظهر على حقيقته فوافق على التطبّع ورسم الحدود مع كيان لقيط، واعترف بحق الشعب العربي الفلسطيني بأنه حق العدو الصهيوني؛ والحُجّة تافهة "نريد نأكل ((عنب))"؛ يعني يتأمل بخروج غاز في حقل "قانا" البحري الذي لم يكتشف بعد، ولا يعرف أنّ فيه أو ما فيه  غاز، بينما الكيان الصهيوني خلال أيام سينعم بثروة الشعب الفلسطيني ويصدّرها لأوروبا من حقل (كاريش) وبموافقة ومباركة حسن نصر الله، وكل هذا الفعل خدمة للمشروع الفارسي وإنقاذاً لمشروعه الفكري وحفاظاً على مفاعله النووي  من تدميره من قبل الكيان الصهيوني والإدارة الامريكية، التي تحاول جاهدة خدمة بلاد فارس، فها هي تتماهى مع الحوثي (الحوتي) ، وتفرض وقف الحرب حتى لا ينهى انقلابه، فهي تريد إهداء اليمن أو جزء منه  للحوثي(الحوتي) إرضاءً لإيران، وتوسطت لإعطاء حزب الله اللبناني حقل (قانا)، بترسيم الحدود البحرية مع كيان مغتصب،  إرضاءً لإيران، وإعطاء السلطة في العراق للموالين لإيران، أيضاً إرضاءً لإيران!!  .. وشتّان بين الحوثي والحوتي.. فشتّان بين الحوثي كأسرة كما كل الاسر اليمنية، فيها الصالح والطالح، ولا مشكلة عند الشعب اليمني من وجود هذه الاسرة، وحتى وصول بعض شخوصها للحكم عبر صناديق الاقتراع، شريطة الالتزام والاحترام للدستور والقوانين النافذة؛ وبين الحوثي كــــ ـ"حوت" كبير، التهم دماج، فعمران، فصنعاء، فكل اليمن، بمؤسساتها ومعسكراتها وبنوكها وكل ممتلكاتها بقوة السلاح، واغتصب السلطة والثروة واستعبد الناس، واغتصب رواتب الموظفين، ويستغل المناسبات الدينية للجبايات، وصادر الأموال الاحتياطية في البنك المركزي بما فيها التأمينات (حقوق المتقاعدين والمتوفين) ، وقتل وهجّر واعتقل ولغمّ.. هؤلاء الناس أرجو أن يطلق عليهم من بعد اليوم جماعة "الحوتي" نسبة إلى الحوت وليس لرسول الله(ص) كما يدّعون؛ أو جماعة "أحوات"، وهي التي تتغذى بالافتراس على حساب قُوت وممتلكات الشعب اليمني، فهذه الجماعة ترتكب جرائم انسانية كبيرة باليمن وعلى العالم اصطيادها أو حجزها في كهوف مرّان.. ينبغي تصنيف عبد الملك ومن والآه بالحيتان الذين يلتهمون اليمن بحراً وبراً، شجراً، وحجراً، وانساناً، فتوصيفهم بـــ" الحوت" هو التوصيف الطبيعي والمستحق! قبل أن الرئيس مجلس القيادة الرئاسي قد عاد إلى العاصمة الموقتة "عدن"؛ لعلّه خير وبداية جديدة ترتقي إلى ما يحيط بالشرعية والمناطق المحررة من مخاطر وتحديات، وما يتطلب بالمرحلة المقبلة من انهاء الانقلاب والحرب بعد ذلك!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي