الحوثي متربص بكم .. فلا وقت لاختلافاتكم!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٤٩ مساءً

لا ينبغي آن تأخذ الاختلافات البينية، وتضخيمها الكثير من وقتكم؛ فالحوثي يتربص بكم، ليس بكم وحدكم إنما بكل اليمن وثورتيه، والدول المجاورة أيضاً!؛ جميل! أن التئام مجلس القيادة الرئاسي بعد غياب طويل لا مبرر له، ليكون ذلكم درساً لكم، كي تتفقوا على آليات  ومرجعيات للاحتكام إليها عند الاختلاف، فلا ينبغي أنه كلما حصل الاختلاف يتعطل المجلس بانتظار من يستطيع جمعه وحل خلافاته، فالأخرين لهم انشغالاتهم أيضاً، وإذا لم نتمكن من إيجاد حلول الخلافات بين الصف الواحد؛ فكيف سنستطيع التغلب او التوصل لحل مع من يعادينا او يعارضنا؛ الخلافات البنية ممكنة بين مجلس القيادة وبين المكونات المؤيدة للشرعية ولاستعادة الدولة؛ لكن لابد من إيجاد قنوات للحل؛ ويبدوا ان هيئة التشاور والمصالحة هي التي تحتاج لإعادة نظر وهيكلة وليس مجلس القيادة الرئاسي؛ مجلس القيادة الرئاسي ينبغي أن يحدد مهامه بشكل جماعي للقضايا الكبرى انا إدارة الدولة اليومي والقرارات الضرورية التي تترجم التوافق فمعني بها رئيس المجلس؛ انظروا الحل ما أبسطه! الحل لهذه الدرجة من البساطة، والمثال المشهور يقول "إذا كثر الطباخون فسد اللحم"، والحليم تكفيه الاشارة؟! ..   وبينما أنتم ملهيّون في خلافاتكم؛ فإن كل الدلائل والمؤشرات توحي بأن لا موافقة للحوثي على تمديد وتجديد الهدنة، حيث يبدوا أنه صار مكتفي بالهدن السابقة، فقد استفاد منها، وأعد عدته للانقضاض على مواقع ومساحات جديدة وتسجيل مكتسبات جديدة له على الأرض؛ إن لم يجد إرادة سياسية قبل العسكرية تردعه! إن  تشابك أيديكم في الصور التذكارية بالرياض مع الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، لا تكفى؛ فالمطلوب دمج قواتكم في الجيش الوطني، و تشابكها، لتشتبك مع الحوثي الذي تجاوز كل حد، لإنهاء عربدته، وإنهاء خطر مشروعه وفكره على ثورتي الــــ  26 من سبتمبر والـــ١٤ من اكتوبر! إن خطابكم المسالم والذي ما معناه أن مجلسكم هو مجلس سلام لا حرب، قد يفهم على أنه ضعف أو يرقى إلى التسليم أو الاستسلام، مما جعل هذا الخطاب الدبلوماسي الحوثي، يتمادى أكثر ويتحدى ويشترط و يتنمر؛ وإذا ما خضع مجلس القيادة الرئاسي الضغوط، وأرتضى تنفيذ ما صرح به الحوثي ابتداءً، ستبدون وكأنكم تابعين لا أصحاب قرار.. استفيدوا من حامل الملف اليمني في المملكة الأمير خالد بن سلمان بعد أن أصبح وزيراً للدفاع، فلا تطرحوا عليه مشاكلكم الخاصة، بل اطرحوا عليه خطر الحوثي وقوته على شرعيتكم وعلى آمن المملكة والخليج، واطلبوا منه مزيد التسليح والعتاد النوعي حتى تحدثوا فرقا كبيرا في المعركة الفاصلة القادمة؛ اذا ما كابر وعاند الحوثي، الشرعية والتحالف و المجتمع الدولي، وشن عدواناً جديداً، ولم يقبل بالسلام؛ حينئذ تكونون جاهزين، فلا تبقوا أي اتفاق بينكم وبينه قد حصل سابقاً، وخاصة اتفاق ستوكهولم؛ اجعلوا من عدوانه الجديد فرصة لتحرير أنفسكم  من أي التزام وشدوا عزمكم ووحدوا صفوفكم ووجهوا جيوشكم نحو الحوثي وحرروا الأرض والانسان اليمني منه، قبل ان يلتهمكم هو، ويهدد أمن الخليج ايضاً! اجعلوا أكتوبر(تشرين) ينتصر هذا العام لثورة السادس والعشرين من سبتمبر(ايلول)، فكلتيهما مكملتان لبعضهما.. والمفروض الجيش الوطني والمقاومة والتشكيلات العسكرية التي تأسست تذوبان في الجيش الوطني، ليكون جيشا قويا رادعاً المعتدي على الدولة ومؤسساتهم، ويحمي الثروة والسيدة والنظام الجمهوري! وبالتزامن مع نهاية الهدنة الثالثة،والتي تتوافق مع ذكرى رحيل الزعيم القائد جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر، وقبيل انتهاء الهدنة بأربعة ايام، وبحكم أن الزعيم يرحمه الله، ساند ثورة الــ 26من سبتمبر وكان ملهما لكل حركات التحرر العربي ماضياً؛ وهو الاستفادة من تجربه واقوله حالياً؛ وهنا أحاول تذكيركم ببعض أقواله وحِكمه، في ذكرى وفاته الثانية والخمسين، لعلّكم تستفيدون مما فيها، وهي على النحو الآتي: يقول عبد الناصر: "إننا عازمون على المحافظة على كرامتنا وسيادتنا واستقلالنا ضد الاستعمار الجماعي والاستعمار المقنع".. وأذكر هنا مسؤولو الشرعية بهذه المقولة له: "لا مجال للخروج مما نحن فيه سوى أن نشق طريقنا عنوة وبالقوة، فوق بحر من الدم وتحت افق مشتعل بالنار".. وقال أيضا: " لا نقاتل لنغلـب، لكننا نقاتل لنحـرر، ونحن لا نقاتل للتوسـع، ولكننا نقاتل لنحيا…".. وقال كذلك: " ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".. ومن أقواله: "ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد".. ومن دعائه: "اللهم أعطنا القوة، لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء".. ومن أقواله كذلك: "القومية العربية هي التي تقرر كل شيء".. اترككم في رعاية الله.. وجمعتكم مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي