العود اليمني فقد ريشته يا أحمد الشيبة

محمد المقبلي
الجمعة ، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٢:٢٨ صباحاً

كانت ريشته تعزف الخريطة اللحنية لليمن وكان الفنان الشاب احمد الشيبه اكثر من فنان كان ناسك يتصوف بالعود لقد تماهت روحه تماما مع العود وحدث الحلول والاتحاد بين الفنان الشاب وبين الآلة الموسيقية التي ارتبطت باليمنيين وارتبطوا بها.. وفي الأمر شجون وشؤون متصل بسر اليمن

 كان اليمني اسطورة العود من النغمة الأولى الى القنبوس الى العزف الذي مثل احمد فتحي واحمد الشيبة نافذة العزف اليمني عربيا وعالميا وعازفين كثر كحمود السمة ومحب مثلا لم يتأهلوا اكاديميا رغم عبقريتهم بالعزف اضافة لنجم الدين النجمي العازف والفنان الساحر الذي قطفه الموت مبكرا وبحادث مروري كما حدث لأحمد الشيبه وكم قطف الموت مواهب يمنية في وقت مبكر ولله في امر الفقدان شؤون.. 

في النقوش اليمنية القديمة ظهر العود ضمن المنحوتات اليمنية وعرف اليمنيون قديما آلة العود وظهرت اميرة يمنية في لوحات رخامية ومرمرية وهي ممسكة آلة العود

منذ اول اطلالة لأحمد الشيبه. لامس في عزفه اعمق نقطة في وجدان السميعة اليمنيين متذوقي العزف.. كان احمد مقصد مجاذيب العزف بل كان المجذوب الأكبر الممسك بالأوتار كناسك شكور يرتقي بنا روحيا باتجاه المصدر العمومي للجمال وتحديدا في فهمه للخارطة اللحنية في اليمن فهو يدرك ان لحن بديع مثل لحن انا ياابوي انا لحن السهول وابناء الحقول الذين ارتبطوا بالساقية والمهاجل والمعينة.. لحن الذوبان بلا تحفط في الجمال بتنوعاااته

وعندما يعزف احمد شدت جمال العوالق ليتني عولقي كان يتحدث قبلها احمد عن جمال اللحن الشبواني وهو اللحن الذي يلامس المساحات المفتوحة من عتق الى حريب الى برط المراشي الى صرفيت الى الملاحيظ والطوال لحن اليفر والترحال لحن العولقي سايس الجمال والخيول والنخوة

وعندما عزف احمد الصنعاني كان يدرك سر الحميني وكان يذوب فيه ويتلمس الطاقة اللحنية للموشح والحميني وهو يلامس الشعور العميق ويقطب جبينه.. وهو يعزف ليرتقي هو ونرتقي نحن ايضا كسميعة يسيلنا اللحن والعزف اليمني ويعيد تشكيل وجداننا كما يشاء لا كما نشاء نحن.. اوووبا

في العزف الذي خص به لحن ايوب واحمد ابن احمد قاسم اتقن احمد حتى التنغيمات الدقيقة في العزف وعندما سألت ايوب في جلسات مطولة عديدة في اسطنبول عن عزف احمد الشيبه لأغنيته ابتسم ايوب وقال الولد رهيب ثم افصخ ايوب على ان احمد الشيبه وياسر العبسي اروع من عزفوا الحانه.. كنت افتح لأيوب معزوفات احمد فيتصوف بها

اما عزف احمد لرائعة احمد ابن احمد قاسم ياساحل ابين فقد فقد جعل كل وتر يغني بصوت احمد قاسم وعزفه وفتحت الذاكرة خيالات معبد العشاق في الساحل الذي يقع في حضن خور مكسر ويمتد ليلامس اقدام صيرة وخطواتها في البحر وهي ترتدي الخلاخيل التي تلف ساق اسمر ومبروم ومنقوش

اختتم احمد معزوفته بالنشيد الوطني ووصفه بخلاصة الألحان الوطنية وهو يفصح عن حس فني رفيع ولذلك يفقد العود اليمني ريشته في وفاة احمد الشيبه فمن يلتقطها من جيل الشباب؟؟ واحمد ثالث ثلاثة وفق تقديري نقلوا ريشة العود اليمني الى مرحلة تجاوز المألوف.. احمد فتحي وفيصل علوي واحمد الشيبه.. لقد كانوا براهين فنية ليمنية العود.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي