عن صديقي والأيام

أسامة عفيف
الاربعاء ، ١٤ سبتمبر ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٠٨ مساءً

غدا يحتفل صديقي الجميل أصيل الحداد بتخرجه من قسم الإدارة في جامعة تعز، أصيل صديقي الجميل، الذكي، المجتهد، الحاصل على الترتيب الثاني في الدفعة بالبكالوريوس، أحبك يا أصيل، لقد كنت على مدى خمس سنوات، الصاحب الأقرب إلى قلبي، رفيق الليالي وسهرات القراءة، الالتقاء على صوت أم كلثوم وحليم ومحمد عبد الوهاب، تلك أيام لا تنسى يا صديقي، أيام مشهودة ومعمدة في أعماق الروح، أحبك لأنك على امتداد السنين، كنت البوصلة التي أعود إليها في تخبط أيامي، وكنت الرفيق الذي لا يُمل، أحبك كثيرا، وأشعر بالفخر، حتى أنني فخور بنفسي لأنني عرفتك، فخور بالأيام التي جمعتنا، فخور بأول يوم التقينا فيه، حينما شددتني إليك وأنت تشرح لي عن كتاب لشكسبير، وقوله فيه، "يا عزيزي إن الحياة مسرح كبير، ولكل واحد منا دور يؤديه"، هذا الاقتباس وحده شدني إليك منذ الوهلة الأولى، ومن حينها التقينا كثيرا، وكثيرا عشنا لحظات مشهودة، تجليات في كل المجالات، صحيح لم نعد نلتقي، لم نعد نتواصل على الواتساب، ولكنك صديق محفوظ على جدار القلب، ومسكون في شغاف الروح، يا أعزائي من يعرف أصيل، يعلم أني لا أقول هذا الكلام، كنوع من المجاملات التافهة الحقيرة، من يعرف أصيل سيعلم لماذا أكتب هذه الحروف، من وسط انشغالاتي وبعثراتي التي أعيشها وجدتني أكتب هذه الحروف يا صديقي، وجدتني أشتاق لك، تذكرت كل اللحظات التي جمعتنا، غرفتي الجميلة في حي الثورة، وجلساتنا المليئة بالقراءة والغناء والمناقشة، أتذكر حينما كنت تأتي إلي ومعك شيء جديد تبهرني به، أغنية، قصيدة، نص، رواية، كتاب، وهكذا هكذا لم يحدث أن جئت يوما وأنت فارغ اليدين، أتذكر كل شيء يا صديقي، وأشعر بالامتنان لهذه الحياة، أنت من يجعلني أشعر بالامتنان الآن، فلتسامحني على هذه الثرثرة يا عزيزي، ولكن الحديث عنك لا ينتهي، فكم وكم سأقول عنك، وفيك، أقسم أنك أكثر شخص استوقفني طوال هذه السنين، أكثر شخص اندمجت معه، رغم اختلافات أفكارنا، رغم رزانتك وطيشي، رغم كل شيء، لم أجد صديقا مثلك، ولن أجد، الأيام التي جمعتنا يا صديقي ستظل عالقة في رأسي وخالدة حتى الأبد. وأنت أيضا، وأنت أيضا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي