تكاليف الابتعاث- نستطيع ندخر ونضاعف الفائدة!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٢٥ أغسطس ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٤٤ صباحاً

 

قبل سنة تقرببا طلبت ارقام من التعليم العالي بخصوص الابتعاث ورفضوا لان ذلك اسرار دولة. اليوم رجعت لمقالة لي تتحدث عن فشل التخطيط والتنفيذ لان الوزارة تعتبر نقاش برفيسور معها حول تحسين العمل تدخل في اسرار الدولة ويستغربون بعدها لماذا كل البرفسورات اليمنيين ابتعدوا عنهم وعن فشلهم .

فتكاليف الابتعاث الى الخارج يكلف اليمن في السنة مابين 50 الى 56 مليون دولار هذا هو المبلغ الواضح الى الان امامي، وهذا مبلغ صغير لغيرنا كبير لنا. فبهذا المبلغ نستطيع انشاء "جامعة جديدة" في سقطرى او اي جزيرة بعيدة عن الصراعات فريدة في المنطقة مع توائمة حقيقية وليس استنساخ للمدارس الثانوية، والتي يطلق عليها جامعات، لاسيما اذا اعتبرنا هذا المبلغ القيمة التشغيلية للجامعة الجديدة، والتي سوف تكون القاطرة التي تسحب العملية التعليمية برمتها، وقفت الحرب او استمرت ما فرقت لان المنطقة معزولة. فكيف يكون ذلك؟

هل تعلمون اننا ب 14,5 مليون دولار يكفي ان نستقطب 208 بروفيسور ودكتور من اوروبا الشرقية مثلا الى اليمن براتب متوسط 5800 دولار شهريا او 416 يمني مؤهل عالي براتب 2400 دولار شهريا في جزيرة سقطرى او المهرة بعيد جدا عن الحرب والصرعات القادمة، والذين يستطيعون ان يغطوا اكثر من 30 تخصص علمي بمعدل 7 بروفيسورات في كل تخصص مع دراسات عليا. المبلغ 5800 دولار شهريا اكثر من مرتبات السعودية والامارات للدكاتر من بولندا والمجر، والتي تتراوح في الغالب مابين 3300 دولار و 5800 دولار. والجزء الثاني ال 14,5 مليون دولار ينفق في البحث العلمي بحيث يأخذ كل بروفيسور 70 الف دولار سنويا تقريبا حتي يتم انشاء بيئة بحثية خصبة لمجموعته تستقطب القطاع الخاص للمنطقة كا رافد اضافي للبحث العلمي وبذلك نكون حفرنا قاعدة بسيطة لنقل ولتوطين المعرفة دون تكلفة.

و الجزء الثالث ال 14,5 مليون دولار يمكن تقسيمها الى قسمين: اما الاول اى 7,25 مليون دولار فهي للشئون الادارية كمرتبات والتزامات شهرية بمعدل 610 الف دولار تكفي رواتب 750 موظف يمني بمعدل 600 دولار شهريا اي تقريبا اكثر من 250 الى 320 الف ريال وبإضافة 22 كادر اداري اجنبي عالي الخبرة لتحقيق الارتباط الخارجي ومعايير الجودة والتوائمة الحقيقية، و ال 100 الف الباقي لفنيين والسائقيين (عدد 100 موظف) و ال 70 الف دولار منها منح دراسية داخلية تكفي 700 طالب فقير متفوق بمعدل 100 دولار شهرياً. الجزء الثاني من 14,5 مليون دولار اى 7,25 مليون دولار يكفي ان تكون ميزانية ل30 تخصص و بمعدل 250 الف دولار سنويا كإدارة تشغيلية لكل تخصص "للمعامل و الورش ومساعدي التدريس وغير ذلك"، والتي لا تتوفر اصلاً في الجامعات الحكومية.

لا ننسى ان مثل هذه الجامعة سوف تكون ورشة انتاجية مربوطة بالخارج وبالقطاع العام والخاص في الداخل ان وقفت الحرب او المنطقة، مما يزيد من الروافد المالية وبذلك الامكانيات البحثية، التي سوف تعمل على نقلة نوعية كبيرة في المجتمع. الجامعة سوف نحشد لها دعم دولي بحيث تكون منارة للفكر والمعرفة. طبعاً بشرط ان الادارة لا بد ان تكون غير يمنية، اذا اردنا النجاح، غير ذلك استنسخوا الفشل. اي نريد هنا فقط دعم الدولة مرحلي يتقلص مع السنوات لاسيما وهناك سوف يكون موارد إضافية من رسوم التعليم الموازي ومن بعض الجهات المانحة، التي تقدم البرامج المتخصصة والدعم الفني للجامعات في شكل مشروعات تلبي احتياجاتها لكي تطور نفسها وتستقل بمواردها فلا تشكل اعباء اضافية كبيرة وتحدث نقلة تنموية جبارة تكون هي عقل البلد، فهل فهمنا ان التعليم العالي و الحكومة لا تستغل تلك الموارد الاستغلال الأمثل نتيجة لغياب الرؤية الاستراتيجية وايضا اكبر وافضل واحد في الدولة الله الشاهد لن اقبله انا عندي هنا في عالم موظف عادي.

يبقى من المبلغ المذكور ال 56 مليون 12,5 مليون دولار سنويا، والذي يمكن ان ينفق في الابتعاث لطلاب دراسات عليا ونادرة الى المانيا، والتي تكفي 1531 طالب وطالبة وبمنحة مالية اكثر من الموجودة اى 680 دولار شهريا لاسيما والدراسة والرسوم الجامعية في المانيا او فرنسا او كثير غيرهن بدون مقابل. وهذا ما ادركه الاخرين، فعندي في قاعة المحاضرات في تخصص واحد فقط 80 طالب اجنبي من الهند والصين وباكستان و تقريبا 4 عرب. والسؤال الاخير كم سوف تكون الطاقة الاستعابية لهذه الجامعة؟

لكي اسهل لكم الاجابة سوف تكون القدرة الاستيعابية في المرحلة الاولى 11 الف طالب وطالبة و 600 باحث وبعد 6 سنوات يمكن نتحدث عن 22 الف طالب وطالبة ونحن نتحدث عن جامعة بامكانيات تعليمية غربية وليس وطنية. فجامعة تعز وميزانيتها في ايام الاستقرار اي قبل الحرب كانت لا تتجاوز 6,61 مليار ريال سنويا تقدمها الدولة من اجل 24 الف طالب, حتى نستطيع ان ندرك اننا نتكلم على اكثر من هذا العدد بجودة عالمية ولتستمر الحرب او تتوقف نكون صنعنا في سقطرى او المهرة معجزة و منفذ حياة تكون قاطرة تغيير.

الان واحد بيطلع و يقول هل هناك دراسة لذلك نبدأ العمل بها الان من دون اضاعت وقت، سوف اقول نعم مع مخطاطات هندسية وانشائية و دراسة اقتصادية كاملة، ممكن تعطينا الامكانيات نبدأ حتى الان. واحد اخر بيقول طيب ليش ما نسيب الناس تبتعث للخارج، فهل عندك مشكلة مع ذلك؟ ياخي المبالغ تصرف في تخصصات يمكن تدريسها في اليمن و نحن دولة فقيرة نريد نحدث تنمية داخل البلد، من دون اهدار وقت وشباب ومال والابتعاث بقصد اكتساب مهارات او خبرات وثقافات يمكن ان نحققها بتوئمة حقيقة وابتعاث فصلي كما يعمل بقية العالم. كثير من الجامعات، التي يدرس بها طلاب اليمن خاصة في الاردن والهند وماليزيا وغيرها، اي اغتراب ومستوى ليست بذلك الحجم، واذا كنا نريد نستمر في الابتعاث، فيجب ارسال الطلاب لالمانيا او فرنسا على الاقل. طيب ليش المانيا بالذات او فرنسا؟

السبب بسيط الدراسة في المانيا بلاش كما نقول بمعنى سوف تتدخر اليمن الرسوم الجامعي وهي مبالغ كبيرة، وامكانيات العمل التعليمي للطلاب المتفوقين موجودة وبشكل متوفر، اي الطالب يمكن يعمل 20 ساعة او 40 ساعة في الشهر في معمل في ابحاث يستفيد منها ويتعلم الكثير عند بروفيسور معين والقانون يسمح. لذلك توجد ميزانيات، لكن لا نختار الا المتفوقين اما الطلاب العاديين نقول لهم اجتهدوا ثم تعالوا. وطلاب الدراسات العليا لديهم امكانيات افضل بشرط ايضا الانتاج البحثي و المثابرة والتكامل مع الفريق في التدريس والبحث، لذا سوف يجدون اعمال في اقسامهم وفي ابحاثهم يستفيدون مابين 400 الى 700 دولار شهريا حسب نشاطهم زيادة على منحة اليمن.

طيب ما بدنا نعمل جامعة، وبدنا نظل نعك في التخطيط، هكذا كما وجدنا من هم قبلنا، كم ممكن نبتعث طلاب الى المانيا بما انك تريد المانيا؟ بالمبلغ المذكور اي الذي تنفقه الدولة يمكن ان نبتعث 6862 شخص الى المانيا، اي اكثر مما ابتعثنا ب 500 طالب وبجودة المانية افضل من الابتعاث الى جامعات خاصة لا يعترف بها بسهولة. اي يمكن نجمع كل طلاب اليمن هنا في الغرب بدل عبث الابتعاث والجعثثة في دول وجامعات لاتختلف كثير عن حالنا في اليمن.

هل يمكن تنسيق ابتعاث بهذا الحجم لدولة او دولتين فقط ؟ وهل يمكن المتابعة والمراقبة التعليمية وربطهم باليمن بمشروعات نقل المعرفة و العلوم؟

ياخي انت بدك فقط تكارح على الفاضي. اولا عندنا في العالممابين 45 الى 51 سفارة يمنية وقنصلية مع الملحقيات الثقافية والسياحية . كل الملحقيات لم تقوم بانجاز خطوة واحدة لنقل المعرفة برغم حجم الابتعاث اي الكل يشتغل فقط بريد وسع الكريمي . ثانيا ممكن لو عرفنا اننا نعيش في مطلع القرن الواحد والعشرون اي الاتمتة للعمل والمتابعة والمراقبة بوجود عدد قليل من المشرفين والموظفين، اي بدل من45 الى 51 ملحقية او حتى 35 ملحقية في العالم في كل ملحقية ثقافية 2 الى 4 موظفين اي نتحدث نحن عن100 الى 200 موظف فقط في الملحقيات، نحن قادرون ب 60 موظف او اقل من ذلك فقط ننسق كل العمل بما في ذلك الورش لنقل المعرفة. ايش سوف تستفيد الدولة من تغيير كل ذلك؟

اذا شكلك لم تفهم ما كتبت يمكن تعيد قرأة المقال فما سبق كان مثال لترتيب الأولويات من بند الابتعاث التي تمنح دولة خالية من الفوضى و الضغوطات والفساد والظلم، ويمكن ان تعيد ترتيب الأولويات بنفس السياق في الصحة والعلاج في الخارج او غير ذلك.

اخيرا ليش ماتقومون انتم كبرفيسورات باصلاح التعليم والابتعاث للحكومة اليمنية وتتركوهم هم فقط للفسح والسفريات والتجارة وشراء الشقق؟ والاجابة هي اخي البلد فيها مجموعتان امامنا مجموعة تفكر دون أي إمكانية لتنفيذ ونحن منهم ولذا نذهب إلى الفيس بوك، ومجموعة تنفذ دون ان تمتلك قدرة على التفكير او ذرة منهجية في العمل ولذا البلد تنعصد اكثر معهم ونحن نعيش اليوم بفشلهم ومن سيء الى اسوء.

فالحكومة اليوم مثلا تجد 4 مليار دولار ايرادات انجاز كبير لها، لكن نحن الفريق الأول نلبس نظارات شمسية لانشوف ذلك برغم اننا الفريقين نعرف ان في 2013 كانت 12 مليار دولار ايرادات واسعار النفط وقتها كانت اقل بكثير من الان ولو كان الحرب لم تكن لكانت اليوم الايرادات تتجاوز 20 مليار دولار فماذا يسعنى ان نقنع حكومة تسوق فشلها كانجاز. واعطيك مثال الوزير احمد الاصبحي عندما كان وزير التربية والتعليم وقتها ايام الجمهورية العربية اليمنية امتلك رؤية لبناء 450 مدرسة، ورفضت وزارة المالية بحكم لايوجد مال، ولكنه حشد الدعم لتحقيق ذلك من كل مكان ونجح، ولم يترك الوزارة الا وترك 450 مدرسة جديدة معها، ونحن كحكومة من 4 سنوات لم نبني مدرسة، باستثناء كم واحدة على حساب الكويت وتركيا.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي