مالذي سيأتي به التمديد الجديد للهدنة على اليمنيين؟!

د. علي العسلي
الخميس ، ٢١ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:١٣ مساءً

الهدنة وتمديداتها حتى الآن وفرت للحوثي البيئة الخصبة للتجميع والتصنيع والتدريب والتحرك على امتداد المساحة المتحكمين بها دون خوف من حدوث استهداف لهم ولمعاملهم وتحركاتهم من قبل نسور جو التحالف العربي فهم اليوم على مشارب مأرب وتعز وشبوة وأبين وهلم جر...؛ إضافة الى رحلات جوية ووصول مشتقات نفطية.. هذا الإنجاز المتحقق للحوثة! أما الإنجاز المتحقق للشرعية ربما وهو الوحيد، هو تخلي الحوثين عن وصف الشرعية بالعملاء والمرتزقة واستبدال تسميتهم بالطرف الأخر؛ هذا المصطلح تكرر استخدامه من يوم أن أعلن المبعوث الأممي عن الهدنة.. الله.. الله والانجاز الذي تحقق!

بل وصل بالحوثي التحدي والاستفزاز ان يطرحوا مقترح لفتح طريق لتعز من جانب واحد ويشقو طريق فرعي ويتحركوا به لأقرب نقطة من بيرباشا ويقومون بالهجوم على الجيش الوطني هناك!؛ نعم شقوا طريق عسكري الى البوابة الغربية لمدينة تعز، بحجة انها طريق خدمية إنسانية، وبعد إنجازها جربوها بهجوم على غرب تعز راح ضحيته شهداء أعزاء ولا تزال الهدنة ثابته او مُثبتة!

بعد هذا التجريب للطريق التي فتحوها، لا شك انهم في ظل استمرار الهدنة سيشقون طرق جديدة عسكرية حتى يسيطرون على كل مداخل مدينة تعز وبالتالي التجهيز على كل المحافظة إن استطاعوا!

وبعد هجومهم على مدخل تعز الغربية يأتي تصريح الناطق الرسمي باسم الحوثين يقول : " أن اتفاق الهدنة على وشك أن ينتهي كان تعامل دول العدوان بطريقة تنم عن استهتار واستكبار، فما تم من الرحلات 18رحلة فقط من إجمالي 32 رحلة متفق عليها، وتفعيل وجهة واحدة وتعطيل أخرى، والسفن يتم حجزها لأكثر من 20 يوما ما يضاعف التكاليف، ووصل منها فقط24 -يقول المبعوث انها 26 سفينة وليس 24 كما قال فليتهن والهدنة تقول 36 سفينة خلال أربعة اشهر وليس شهري الهدنة، ومع ذلك فــــ26 بثلاثة اشهر خير من 23 سفينة بعام كامل، العام الماضي  في - من أصل 36 سفينة يفترض بها أن تصل" ولم يشير إلى فتح الطرق وهو بهذا التصريح يبدي تنصل كامل ومؤكد من عدم الموافقة على التمديد ؛ وأعتقد انه قرار سياسي بالضد من بيان قم جدة التي دعمت تثبيت الهدنة وتعزيزه وتعميقه..  والمعروف أن الهدنة عند الحوثيين هي ناتجة عن قوة الحوثة على الأرض، فهي في نظرهم أتت استحقاق انتزعوه بالقوة، أي أن الهدنة هي نتاج عمل عسكري لا انساني؛ ويأملون في التمديد بنود جديدة لصالحهم غير البنود الواردة في الهدنة السابقة!

والهدنة القائمة بتمديداتها جعلتنا نسمع عن خروج ما يسمى بوزير خارجية الحوثي في صنعاء، المهندس/ هشام شرف بكل أريحية، وزياراته لعدد من الدول وعودته سالما غانما إلى صنعاء دون أن تمس شعره من رأسه؛ وسمعنا تفاخر وادعاء حسين العزي نائب ما يسمى بوزير الخارجية في صنعاء من زيارته الناجحة لعدن وأن العساكر كانوا يتمموا له ولا يظنهم يتمموا لمجلس القيادة الرئاسي.. فكيف وصل؟ وزار؟ وقابل؟ وعاد؟!؛ والمواطن العادي تخرج نفسه من المشقة و(السين و(الجيم) وربما يعود ولا يصل لمبتغاه عن طريق العاصمة المؤقتة عدن!؛ كيف يحصل هذا يا شرعية ويا قائمين على الهدن؟؟!

وقبيل انتهاء الهدنة واحتمال فرض التجديد يتهم الحوثي التحالف بخرق الهدنة بقصف قواته في محور الضالع؛ وربما هذا مقدمة ومؤشر على أن الحوثين سيرفضون تمديد الهدنة بالبنود الواردة فيه، حيث لم يعودوا بحاجة لذلك، فقد رتبوا صفوفهم وحركوا قطعهم باتجاه تعز و المحافظات الأخرى، بل وزادوا على ذلك قصف قرية خاضعة لسيطرتهم في البيضاء بالسلاح الثقيل، ولو في عالم يحترم نفسه، فإن هذا الفعل القبيح من قبل الحوثي يلغي الاستمرار بالهدنة، ويجعل المجتمع الدولي يتخذ قرارات اممية ردعية ضده، توقفه عند حده، لا الاستمرار بقتل الناس الأبرياء تحت غطاء الهدنة الإنسانية ولافتة الأمم المتحدة! كل ما سبق حدث في ظل الهدن بأزمنة من شهر الى شهرين؛ ترى ما لذي سيأتي به التمديد الجديد والذي مدته أطول على اليمنيين؟؛ شخصيا لا أتوقع إلا مزيد من الغرور والاستكبار والتقتيل من قبل الحوثة في ظل حكومة مكتفية بالتهديد، وتتعكز بالظهور للعالم بالمسؤولية الأخلاقية والقانونية، وطرف منقلب إرهابي غير دستوري ولا يراعي قانون ولا حرمة إنسانية، ويرتكب الجرائم لإنسانية من عمق ملفاتها الإنسانية وببرود أعصاب، وعالم يدعي الإنسانية ويتماهى مع من يرتكب الجرائم الإنسانية!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي