انه ليس انقلابا للمبعوث.. إنما تماهــٍ مع رغبة الحوثي في الإذلال بطريق الروث!!؟

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٦ يوليو ٢٠٢٢ الساعة ٠٦:٢١ مساءً

رسالة الوفد الحكومي بخصوص فتح طرق تعز ضعيف ومخزي.. رسالة ناعمة دبلوماسية في مكان لا يستحق كل هذا الاطراء، بل القوة وتحديد الموقف!

المبعوث يشعر أن منصبه وبقاءه يأتي من قبل الحوثي، فالمبعوث تابع للحوثي وليس العكس! فلو افترضنا ان المبعوث طرف طالما يطرح مقترحات على الحوثي لا على التقريب بين الشرعية  والحوثي.. فقد اثبت انه ليس بميسر، لأنه لم يلتقي بالشرعية ولم يعرض عليها مقترح الطرف الاخر؛ تعمد طرح مقترح فقبله الوفد الحكومي من دون تردد؛ ورفضه الحوثي بكل غرور.. فما كان منه إلا أن يقبل بمقترح الحوثي ويريد فرضه على الشرعية ويا ليته كان طرفا يساوم الحوثي باسم الشرعية ليصل معهم الى حل وسط بين مقترحه ومقترحهم؛ لكنه معهم!؛ ولذلك تبنى مقترحهم!؛ والسبب بسيط هو الموافقات المفتوحة من قبل أطراف الشرعية بشكل إيجابي عند أي طرح او أي مبادرة، أو اي هدنة! فالشرعية أينما يسير المبعوث تسير وراءه؛ ولم تدوس على (البريك) وتتوقف منذ سبع سنوات! 

فيا رئيس وفد الحكومة لطرق تعز.. طالما والمبعوث لا يدعوكم ولا يفسر لكم أسباب تمنع الحوثي عن تنفيذ المقترحات وأهمها مقترح المبعوث الذي وافقتم عليه، وطالما ان المبعوث منحازاً كلياً ويدعم ما يطرح من قبل الحوثي؟؟ فلماذا مصرون على السير معه حتى النهاية؟! وتوجهون له رسائل استعطاف!؛ ولماذا لا تصدروا موقفا معبرا عن الرفض لهذه المهازل وإعلان انتهاء الهدنة وتحميل المبعوث والحوثي المسؤولية كاملة؟! بهذا ستكونون عبرتم عن تعز وعن كل الشرعية وانصارها!

أما أن تقبلوا بطرق فرعية كما قلتم عنها أنتم أنها لا يعرفها أبناء تعز لينتهي الأمر بطرح طريق وحيد غرضها إذلال تعز وابنائه بإجبارهم على المرور بطريق الحمير.. طريق ((الروث)).. طريق الإمام القديم.. فلا وألف لا!

حددوا موقفكم وانهوا الهدن وتمديداتها التي لا تخدم إلا الحوثي وبعض من في الإقليم، فتعزز من تصليب مواقفهم وما يتمنونه!؛ وتعيدكم إلى الوراء ليس إلى الصفر بل الى أرقام سالبة!  قولوا للمبعوث أن مقترحه بتاريخ 3/يوليو الماضي هو تدشين فتح جبهة جديدة للحرب، وحملوه المسؤولية؛ قولوا له هذه ليست فتح طرق لانتقال أبناء تعز بكل يسر وسهولة منها وإليها؛ وقولوا له أن عصر التعاطي الإيجابي قد انتهت صلاحيته!

أما مقترح لجنة الحكومة الوارد بالرسالة الموجهة للمبعوث بخمس طرق.. أكدوا عليه برسالة تعقيبيةتحمل موقف واضح قولوا له ينبغي فتح جنيع الطرق المؤدية إلى تعز دون شروط ودون مفاوضات ودون ترتيبات؛ فمثلها مثل كل الطرق الأخرى المفتوحة على امتداد الأرض اليمنية!؛  وحذار حذار أن يؤثر عليكم الإحباط فتقبلوا في التمرّحل؛ فالأمر كله يحتاج لقرار وإرادة بفتح كل الطرق ومرة واحدة ..وعلام المراحل يا ترى؟ فالآليات والاحكام والضمانات وتشغيل الخدمات وعدم فرض جبايات على المواطنين.. أرى إقرارها قبل فتح الطرق وليس تركها لحين اجراء جولة مفاوضات جديدة!

أختم باعتراضي على ما افتتح بالرسالة الموجهة للمبعوث من قبل رئيس لجنة التفاوض الحكومية لفتح طرق تعز؛ عندما أكدت اللجنة للمبعوث بما يعلم به وهو الحديث عن فتح طرق تعز باعتباره "ملف انساني بحت"؟! فمن قال أن فتح الطرق هو ملف انساني.. هذا خطأ هو عمل سياسي بدليل تمثيلكم لطرف الشرعية.. هو ملف عسكري-سياسي-اقتصادي-انساني؛ فالإنسانية فيه، نتيجة وليس أصل!؛ وعلى محور تعز ومجلس القيادة الرئاسي بعد أن جربوا الهدن والمفاوضات الإنسانية أن يستعدوا فعلا لتحرير تعز وكل شبر في اليمن السعيد! وخلاصة الخلاصة أن المبعوث لم ينقلب على مقترح قدمه؛ بل كان ذلكم المقترح ترويض وتكييف للمفاوض الحكومي وتهيئته للمقترح الأصلي الذي يبتغيه الحوثي..

إذاً هو دور مرسوم ومنظم للمبعوث، وهو مشترك شراكة صميميه مع الحوثي في المحاولة البائسة بقصد إذلال أبناء الحالمة ولن يستطيعان!؛ فتعز بقدر تحملها وصمودها وصبرها؛ فقد أثبتت أنها عصية عن الاذلال أو الكسر!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي