إحباط معقود بـــــ أمل ؟

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٢١ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٣٤ مساءً

حاول رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن الذي لا يزال مكلوماً.. حاول وبروح وطنية صادقة عمل كل شيء من شأنه إعادة الثقة بالسلطة أي السلطة الشرعية للجمهورية اليمنية المعترف بها عربياً ودولياً!؛ عاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي الأخرين وعناوين شتى.. فُعِّلت بعض المؤسسات واجتمعت ومنحت الثقة للحكومة، واجتمع الأخ الدكتور رشاد بأكثر من جهة ، واستدعى، وعيّن، ووجّه.. وكلها كانت تصب في طريق استعادة الدولة وتثبيت النظام وحاول ويحاول خلق نموذج في المحافظات المحررة! ولا شك أن إدارة اليمن ليس سهلاً.. واجه الأخ الرئيس صعوبات واعتراضات واعاقات تجاوز بعضها؛ والبعض الأخر لا تزال مستعصية وتحتاج لتدخل الرعاة للانتصار لمضمون إعلان الرئيس عبدربه منصور هادي الذي اتخذه قبل حوالي شهرين والذي كلف بموجبه الأخ الدكتور رشاد العليمي رئيساً لمجلس القيادة الرئاسي، والرجل لديه خارطة طريق ولديه رؤية ومشروع في استعادة السلطة الشرعية والدولة ومؤسساتها؛ وذلك كله لا يتعارض إطلاقاً مع توجهات وسياسات دول التحالف العربي!

خصّ بأول زياراته الخارجية الداعمتين الكبيرتين لمجلسه الجديد.. أقصد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.. عاد حاملاً البشارات والتفاؤل بقرب الانفراج للملفات كلها، خاصة السياسية والعسكرية والأمية والاقتصادية!

ظل العليمي الرئيس يعمل في الميدان يلتقي بالفعاليات والمؤسسات ولجنة التشاور والمصالحة، واللجنة القانونية المنبثقة عن إعلان الرئيس هادي الذي فوض بموجبه نقل سلطته وصلاحيته، وتستلم منها عمل ومهام واختصاصات مجلس القيادة الرئاسي، على ما يبدوا لم يروق للبعض ذلك فتصرف بعضهم بعقلية انفرادية جهوية.. فقرر حمل الملفات معه مرة أخرى، وقد ثَقُلت، وأثقلت كاهله!؛ حملها إلى دول الخليج ومصر العروبة "الموقف والدور" .. نعم! زار الكويت والبحرين ومصر وقطر والتقى بالسلطات هناك وتخلى على اتخاذ الموقف من بعض الاختلالات في البرتوكولات المعهودة من أجل وطنه ومن أجل الحصول على ما يخفف عنه وعن وطنه الحمل والثقل!؛ قابل امراء وملوك ورئيس مصر العروبة، وامين عام الجامعة العربية والتقى بممثلي الجامعة والقى خطابا في حظرتهم، كل الذي قام به أعاد الأمل والثقة عند شعبه، ووضع اليمن وسلطتها الشرعية في مكانها الصحيح، بعيداً عن التواءات ومفاهيم الأمم المتحدة التي جعلت القضية اليمنية بين طرفين في اليمن، بل وتضغط على الشرعية ليكسب المنقلب اهدافاً أعاد العليمي الرئيس ملف اليمن وسلطته الى مربعها العربي، وحصل على العدم له ولسلطته!؛ لا يوجد لدي تفاصيل ما تلقاه الأخ الرئيس من جولته المكوكية من ردود، وما احصل عليه من دعم غير أنني كغيري انتظرناه يستكمل جولته ويعود للعاصمة المؤقتة "عدن"، غير أنه لم يعد بعد، فقد عاد إلى الرياض واختفت أخباره!؛ العاصمة عدن على صفيح ساخن.. عدن تعيش ما يسمى بثورة الجياع.. ناس كانوا ينتظرون خدمات وعدت بتوفيرها وتحسين وإنعاش الاقتصاد والعملة دول الخليج لم تصل بعد.. ومكمن الإحباط يكمن إن كان قد عاد الرئيس ا(لعليمي) الى ما كان عليه الرئيس (هادي) لجناحه المخصص بالرياض.. ومعنى هذا إن كان حقيقي أنه لم يحصل على الدعم اللازم لاستكمال ما بدأه، خصوصا ونحن نرى الأوضاع الاقتصادية على حالها معقدة والعملة متدهورة وشركاؤه المدعمون من بعض دول الخليج يفجرون ثورات اسموها بثورة الجياع!؛ اطرح هذا الإحباط وكلي أمل أن يصل مغزاه لدول مجلس التعاون الخليجي الراعية للمشاورات اليمنية والمفروض أنها داعمة دعماً حقيقياً لرئيس مجلس القيادة الرئاسي وزملاؤه.. نجحتم في نقل السلطة دون عناء فلا تفشلوا قادتها بتلكؤكم او تباطؤكم بالوفاء بالتعهدات التي التزمتم بها للمجلس.. أقول لهم إن نجاح الرئيس العليمي هو سر نجاح توجهاتكم وسياساتكم. واليمنيون كانوا ينتظرون الإسراع بضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي لا أن يحبط رئيس مجلس القيادة ويعود إلى أدراجه محبطاً مكسوراً ...!؛ لا تفرحوا الحوثة بانتهاء شهر العسل للمجلس القيادي المبارك من قبلكم!؛ الأمل لا يزال معقوداً على حرصكم بسعة دعم مجلس القيادة الرئاسي لإنهاء الانقلاب، ونناشدكم سرعة ضم اليمن بشكل كامل في قمتكم المقبلة، تتوجون الموافقة بحضور رئيس مجلس القيادة وزملائه والتي سيحضرها شهود أخرين من بعض الدول العربية المدعوة والرئيس (با يدن) عن الجانب الغربي!

اختم فأقول لكم أن اليمن ربما يتشابه الى حد ما مع أوكرانيا فلو كانت أوكرانيا قد ضمت للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لما كانت روسيا قد دخلت الحرب وأصبح اروبا بحالها في خطر أمني محدق؛ كذلكم اليمن إن أسرعتم بضمها في مجلس التعاون الخليجي، تكونوا قد أعدتم اليمن إلى محيطه ووفرتم الأمن لبلدانكم والذي لا شك محدق بكل دولها من قبل الحوثين فيما لو استمرت الحرب! خذوا العبرة واتخذوا قرار بضم اليمن قبل أن تفقدوا الأمن في بلدانكم أيها الخليجيون!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي