نحو استراتيجية وطنية يمنية للأمن الغذائي

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٤ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٤٢ مساءً

تحدثنا سابقا عن التصنيف المرحلي.. فماذا يعني يا ترى هذا التصنيف؟؛ التصنيف المرحلي الأممي للأمن الغذائي يمر بمرحل خمس: المرحلة الأولى ((أمن غذائي بشكل عام)): " يُمكِن لأكثر من 80٪ من الأسر، تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية"؛ المرحلة الثانية((مرحلة الإنذار _ أمن غذائي(على الحدود) )): "

عندما ما لا يقل عن 20 في المائة من الأسر المعيشية، تقلل استهلاك الغذاء ولكن في الحد الأدنى؛ المرحلة الثالثة ((المرحلة الخطيرة (أزمة غذاء ومعيشة حادة) )): "

في هذه المرحلة يعاني ما لا يقل عن 20 بالمائة من الأسر من ثغرات كبيرة في استهلاك الغذاء، ويكونوا قادرون فقط على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية من خلال استراتيجيات التكيف"؛ المرحلة الرابعة ((إغاثة إنسانية- مرحلة الطوارئ)): " تواجه 20 في المائة على الأقل من الأسر ثغرات شديدة في استهلاك الغذاء، مما يؤدي إلى مستويات عالية للغاية من سوء التغذية الحاد والوفيات المفرطة؛ المرحلة الخامسة ((مجاعة / كارثة إنسانية(مرحلة الوضع الكارثي ) )): "

تواجه ما لا يقل عن 20 في المائة من الأسر نقصًا كاملاً في الغذاء و الاحتياجات الأساسية الأخرى ويتجلى الجوع والموت والعوز؛ وانتشار سوء التغذية الحاد يتجاوز 30٪؛ ومعدلات الوفيات تتجاوز 2 من كل 10ألف في اليوم الواحد".  وتُعبِّر المراحل "3، 4، 5" عن انعدام الأمن الغذائي الحاد الشديد. 

ونظراً لأهمية الأمن الغذائي فقد أعتبر عنصراً أساسياً في خطة التنمية المستدامة لعام 2030 (الهدف الثاني من إجمالي سبعة عشر هدفاً للتنمية المستدامة).

إن اهداف التنمية المستدامة تلك قد التزم بها اليمن، واهم الأهداف فيها، هو الهدف 2: "القضـاء عـلـى الجــوع وتحقيــق الأمن الغذائي وتحسـيـن التغذيــة، وتعزيــز الزراعــة المستدامة". وهناك العديد من أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى الهدف الثاني تتطرق للأمن الغذائي فــ (الهدف 1) يتعلق بالفقر، ولــ (الهدف 3) يتعلق بالصحة وهكذا... ووفقا لذلك، ينبغي توسيع نطاق المنظور للأمن الغذائي بما يتجاوز مجرد توفر الغذاء. 

ويحقق الهدف 2" عالما ًبلا جوع وأمناً غذائيا" إذ اتبعت الركائز الخمس الآتية: (تحسيـن أدوات شـبكات الحمايـة؛ اسـتهداف أفضـل مـع تركيـز قـوي علـى الفقـراء وتحسـين المراقبة والتقييـم. تعزيـز الإنتاج الزراعـي المستدام. معالجـة العبء المزدوج لسـوء التغذيـة.

زيـادة فـرص التوظيـف خاصـة بـين الشـباب والنسـاء.

إصلاح سياسـات التسـويق والتجـارة والتسـعير). وعلى كل حال ينبغي على أية دولة تحترم شعبها ألا يعيش الأفراد أو الأسر أو المجتمع، في جوع أو تهديد بالموت جوعًا.

وللآسف يحتل اليمن المركز 179 من بين 189 دولة في تقرير التنمية البشرية لعام 2019؛ إذ بلغت قيمة مؤشر التنمية البشرية في اليمن حوالي 0.47 لعام 2019 - مما يضع البلاد عند العتبة الدنيا من فئة البلدان ذات التنمية البشرية المنخفضة.

وكانت اليمن قد احتلت المرتبة 153 في مؤشر التنمية البشرية، قبل انقلاب الحوثي. وعند الحديث عن عامل عدم المساواة، تخسر البلاد 32% من قيمة مؤشر التنمية البشرية المنخفضة أساساً، ويرجع ذلك إلى حد كبير لعدم المساواة في التعليم. ويعود هذا المركز السفلي بحسب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة كذلك الى ارتفاع نسبة وفيات الأمهات 39%لكل ألف مولود حي.

إن المجاعات والأمن الغذائي: هي تعبير يستخدم لوصف عدة حالات تبدأ بنقص امداد الغذاء زيادة معدلات الوفيات بسبب سوء التغذية ونقص الطعام وتنتهي بموت جماعي بسبب الجوع، وهي بالتالي من مؤشرات نقص الغذاء. ويعتبر عدم أو ضعف الإنتاج الزراعي عاملا أساسيا في حدوث المجاعات.

ويعزى من أسباب حدوث المجاعات إلى فشل مشاريع التنمية والعائد لتشجيع المزارعين على زراعة المحاصيل النقدية أكثر من المحاصيل الغذائية، والذي ينعكس سلباً على انتاج الغذاء.

وقد تحدث المجاعات بسبب الاستهلاك أكثر من الإنتاج، وتحدث أحيانا في ظروف وفرة الغذاء. وهذا يعني وجود أسباب أخرى غير نقص الغذاء لحدوث المجاعة، مثل عدم ترشيد الغذاء وسوء توزيعه. ويعتقد أيضا أن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى المجاعات، تلك التي ترتبط بسقوط أحقية الفرد المشروعة في الحصول على حاجاته الأساسية. لهذا فانه يُرفض ربط حدوث المجاعة بإنتاج الغذاء طالما أن الغذاء يمكن جلبه من مناطق أخرى من العالم. فينبغي عن طريق مؤسسات العون الإنساني التي يمكنها أن تتحرك بسرعة لتنقذ المتأثرين من السقوط في هاوية المجاعة، ولا عذر للعالم الغني تقاعسه، فالمسؤولية الأخلاقية والإنسانية والقانونية تلزمه انقاذ ملايين الجوعى من الموت المحقق؛ ولو بالتدخل العسكري إذا أي طرف يتاجر بهم، ليربح مواقف سياسية له.  يتبع..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي