سراب الحل السياسي وحقائق الحرب في اليمن

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ١٣ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٣:٢٢ مساءً

 

لو افترضنا أن الحرب التي تدور رحاها في اليمن ، منذ ثماني سنوات ستحل سياسيا ، ولو اعتقدنا أن هذا الحل ليس بعيد المنال ،  وأنه في متناول اليد ، ولو صدقنا أن جهود الأمم المتحدة ستككل بالنجاح ، في تحقيق حل سلمي للحرب في اليمن ، فلن يكن.هذا الحل  إلا كأي حل بين قوى قوى متحاربة ، ونتاج موازين قوى قائمة على الأرض  ، وانعكاس للعلاقات الأمريكية الإيرانية من جهة ، والعلاقات الخليجية من جهة أخرى .

 لنجاح أي حل سياسي للحرب في اليمن ، لا بد من توفر شرطين :  الأول :  ضرورة وجود تغير جدي وملموس في سياسة الغرب وبالذات أمريكا ، وفي سياسة إيران لتكونا أقل عدائية لمصالح الشعب اليمني وجيرانه ، والثاني :  هو تغير موازين القوى في الداخل لصالح الشرعية ، فلا يكفي مطالبة الحوثيين بالتراجع عن انقلابهم ، ما لم يحدث تغيير عسكري جدي يجبرهم على الانصياع لإرادة الشعب ،  الذي يريد استعادة دولته ووطنه المسلوب .

تكتفي الأمم المتحدة والدول الغربية بالتنظير بأن الحل السياسي هو الممكن والوحيد ، في مقابل حل عسكري ينظر إليه بأنه مستحيل ، وتكتنفه مخاوف من احتمالات الخروج عن السيطرة ، وكأن المليشيات الحوثية تحت السيطرة أو كأنها لم تتسبب في خروج الوضع عن السيطرة .

أليست ثماني سنوات من التفاوض والحوار كافية ؟!  كي نقتنع بعبث التحاور مع مليشيات حوثية ،  تتخذ السلاح بديلا للبرنامج السياسي  ، والرصاصة بديلة للفكرة ، لقد أصبح من المؤكد أن الحل السياسي الذي تروج له وتدعمه الدوائر الغربية هو إنشاء ورعاية جماعة مذهبية عنصرية ، تكن سيفا مسلطا على الشعب اليمني،  وخنحرا في خاصرة الخليج منفذة لأجندة إيران ، حين تريد وكيفما تريد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي