ماذا لو كان منشأ الحركة الحوثية من تعز أو إب أو من الحديدة أو من المحافظات الجنوبية ، هل كانت محافظات ذمار وصنعاء وعمران وصعدة ستفتح ذراعيها للحركة ؟! وتناصرها ، وتسمح لحوثيي تعز أو إب أو الحديدة أو حوثيي المحافظات الجنوبية باجتياح مناطقها ، أجزم أنها لن تسمح لهم ، حتى ولو كانوا سلميين ، طالما أتوا من خارج المكون الجغرافي المقدس ، بل إن آل بيت مناطق شمال الشمال ، هم أول من سيقاتل آل بيت المناطق الوسطى والجنوبية ، ابتداء من إب وانتهاء بالمهرة ؛ لأنه على امتداد حكم اليمن ، ولقرون عدة ترى منطقة شمال الشمال نفسها هي الحاكم المقدس ، الذي لا يمكن لمن خارجه ، أن يحكم إلا بقدر ما تسمح له به .
لذا فإن تمدد الحوثي بهذه السرعة في المناطق الشمالية ، يعزو بدرجة أساسية للتعصب للمنطقة الجغرافية ، وبدرجة ثانوية للمذهب ، وأغلب القيادات الحوثية العسكرية والسياسية تنتمي للإطار الجغرافي لشمال الشمال ، فهل يعي متحوثو تعز وإب والحديدة فحوى التحوث وموقعهم فيه ؟! أم أن قدر هذه المناطق أنها تجيب كل ناعق يأتي من الشمال !