اليمن وإدارة الدولة بمنهج الأزمة !

عبدالواسع الفاتكي
الجمعة ، ١٠ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١٠:٤٠ مساءً

 

تكاد اليمن تتميز منذ عقود بمنهح الإدارة بالأزمة ،  ففي كل أزمة نمر بها نصاب بحالة من التنظير ، والإسهاب السردي ، والتوصيف السطحي لها ، دون رؤية وقدرة على اتخاذ التوجهات والقرارات السليمة ، سلسلة من الأزمات :  أزمة نظام الحكم ، وأزمة الوحدة والانفصال ، وأزمات اقتصادية ، وأزمة التفتيت الوجداني للذات اليمنية ، وزراعة الكراهية ، والتشظي الوطني ؛ نتيجة غياب العقل الاستراتيجي للدولة ، الذي له علاقة مباشرة بضعف الرؤية الوطنية الجامعة ، وغياب المصالح الوطنية العليا ، التي تعبر عن الدولة والشعب اليمني ككل ؛ ما أدى رغم كثافة الفعل السياسي ؛ لارتباك وانقسام الساحة الوطنية ، وحدوث التصدعات في النسيج الوطني ، فوجدنا أنفسنا في موطن تلبية مصالح الآخرين على حساب مصالحنا ، دون مسار وطني محدد.  ودون إرادة حقيقية تحقق مصالحنا الوطنية المتفق عليها .

الوضع الكارثي الذي وصل إليه اليمن ، هو محصلة  إضعاف وتعطيل المنظومة ،  التي تتم فيها عمليات التفكير والتخطيط الاستراتيجي للدولة ؛ أي العقل الاستراتيجي لها ، الذي يحلل الأزمات وفق أسبابها ، واضعا لها الحلول الناجعة ، مخططا للمستقبل ، ضابطا مسار الدولة نحو الغايات الوطنية ، ويمثل غيابه بقاءنا متناحرين منقسمين ، ندور في حلقة مفرغة ، دون رؤية وطنية واضحة ومحددة المعالم ، ومحصلة إضعاف وتعطيل المنظومة المسؤولة عن عمليات الهندسة الإنسانية لليمنيين ؛  أي عمليات تشكيل البنية المعرفية والثقافية لليمنيين ، وهندسة بناهم الاجتماعية وبنائهم النفسي ،  ويمثل الفشل في مجال البناء الوجداني ، والتشكيل المعرفي والثقافي للإنسان اليمني فشلا في تأهيل المورد البشري القادر على تحقيق النهضة ، وإخلالا بمفاهيمنا وفلسفتنا للحياة ، المستندة لمبادئنا وقيمنا الحضارية المتجذرة في عمق التاريخ .

حان الوقت  للنظر بعمق ومسؤولية لمشاكلنا في إطار وطني ، ولإدارة الدولة وفق رؤية عصرية ، تتجاوز العصبيات الحزبية والمناطقية والمذهبية ، بالاعتماد على منظومة القيم الوطنية والثورية ، التي سكب اليمنيون من أجلها أنهارا من الدماء شمالا وجنوبا ؛ للتحرر من الاستعمار والاستبداد ، وعلى صلابة الهوية اليمنية السليمة ، واحترام القانون والنظام والبناء المؤسسي للحكم الرشيد .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي