سماحة أبين وسذاجة المثلث

علي هيثم الميسري
الاثنين ، ٠٦ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ١١:٣٧ مساءً

بادئ ذي بدء أود أن أقدم إعتذاري لشرفاء المثلث عن عنوان مقالي وأؤكد لهم بأنهم أسمى وأرفع مما جاء في عنوان مقالي ومحتواه ، وإنني هنا في مقامي هذا ومقالي أستهدف أقزام المثلث ووضعائه والعملاء والخونة والمرتزقة منهم ليس إلا ، أما أنتم أيها الشرفاء فأنتم مننا وفينا ونحن وأنتم كالجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

     عندما تربع إبن أبين البار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي كرسي السلطة لم يهدأ له بالاً إلا عندما سلم الجنوب لكافة أبنائه ورآه في أيديهم وقال لهم العبارة الشهيرة أزقروا الأرض  ثم إستقطب كل الجنوبيبن وسلمهم مناصب في المحافظات الجنوبية ، وآخرين سلمهم مناصب عليا في السلطة وحينها لم يستحضر الماضي وآلامه وصراعاته فيما كان بين ما يسمى سابقاً الزمرة والطغمة . 

     بعفوية فخامتة ودماثة خلقه وأخلاقه وإتساع صدره وجمال روحه وبأصله الكريم تناسى أحقاد الطغمة التي كان يمثلها المثلث بأضلاعه الثلاثة ، وتناسى الجرائم التي أرتكبها ذلك المثلث ضد أبناء أبين وشبوة بعد أن وضعت حرب 86 أوزارها ، فتم حينها إبعاد وإقصاء كل ماهو أبيني وشبواني الممثلين للزمرة من مناصبهم ووظائفهم حينذاك ، حتى عندما دخل الرفاق في الوحدة اليمنية إشترط الأقزام بإبعاد مكون الزمرة من اليمن ليتم التوقيع عن الوحدة وكان فخامته من ضمن أولئك المطلوب إبعادهم ، وهذه أيضاً تناساها إبن أبين البار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي .

     والنموذج الأبيني الآخر ذئب عله أحمد بن أحمد الميسري لو جئنا نسرد مكارمه وفضائله ومحاسنه ومحامده مع أبناء المثلث سنجدها لا تقل شأناً وسمو عن مثيلاتها في روح فخامة الرئيس الوالد عبدربه منصور هادي ، فهو الآخر حينما كان نائباً لرئيس الوزراء ووزير الداخلية لم يكـُن بابه موصداً بل كان مفتوحاً على مصراعيه للكل ، ولم يكـُن يسأل عن أصل وفصل كل من دخل إليه مستنجداً إياه بل كان يلبي كل الطلبات المتاحة بصدر رحب ، وحينها كانت المحصلة أن غالبية من كانوا يلجأوا إليه ويستنجدوا أصله وكرمه هم من المثلث لاسيما أبناء الضالع وأيضاً لم يستحضر الماضي وكان لسان حاله يقول عفا الله عما سلف .

     كان هذا هو حال النموذجين في دماثة أخلاق أبناء أبين أما حال غير شرفاء المثلث وأصولهم فلم يهدأ لهم بال ولم ينطفي لهيب قلوبهم إلا عندما شاهدوا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي تنحى عن السلطة وبقية أبناء أبين وشبوة ، منهم أحمد الميسري وسلطان شبوة محمد صالح بن عديو وبطلها المغوار صالح الجبواني ، وحتى اللحظة لا يزال مسلسل الإقصاء والإبعاد مستمراً وما نراه اليوم من قـِبـَل الضالعي وزير النقل عبدالسلام حميد الزبيدي إبن عم رئيس الإنتقالي عيدروس الزبيدي في إقصائه لأبناء أبين يؤكد صحة كلامنا بل وهذا نستطيع القول أنه إنتقل لمرحلة إقصاء أبناء عدن .

     بهكذا أفعال وسلوكيات وأحقاد وعنصرية من قـِبـَل هذه الشرذمة من الكائنات الحية ستعود الصراعات فيما بين الجنوبيين كافة ، وهذه المرة سيكتوي بنار الصراعات  أبناء المثلث الصالح والطالح فيهم فلقد بلغ السيل الزبى ، وستتحول العاصمة عدن المسالمة إلى مواجهات مسلحة وما نراه اليوم من إستقطابات لأبناء عدن وشبوة وأبين للإنخراط في قوات اليمن السعيد لهو خير دليل على ذلك ، ولن يستفيد من تلك المواجهات والصراعات فيما بين الجنوبيين إلا مليشيات الحوثي وأعداء الجنوب والقوى الخارجية الطامعة في ثروات الجنوب .. نسأل الله السلامة للأبرياء .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي