اليمني يدير تخطيط البلد بشكل بدائي !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ٠٤ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٤:٣٣ مساءً

المسؤول اليمني لايمتلك ابداع ولا قدرات يدير تخطيط البلد بشكل بدائي بمعنى الطرق بين المدن والعزل وسعوا فقط طرق الحمير فيها، والمدن خططوها وكأنها سوف تظل قرية، والمجاري حالنا محزن والمياة وغيره، والمؤاني لازالت دون معنى،والوزارات والمصالح الحكومية والمحاكم مثل سوق عكاظ، وحتى الجامعات صارت مثل المدارس وحتى القطاع الصحي محزن ولذا كل مسؤول يتعالج في الخارج، والسبب منظومة ادارة الدولة غير مؤهلة واشك في القابهم، او انهم تعلموا شيء حتى، والكل يساهم في تدمير الفرصة، والمجتمع، واهدار المال وتعميم الفشل.

اليوم طلعت امامي صورة جوية عن صنعاء، وهي عبارة عن قرية عشوائية بمفهوم المدن. مدينة بتاريخها وجمالها الطبيعي وناسها، وروحهم الطيبة كان يمكن ان تكون قطعة من السماء لو سلمناها فقط لشركة غربية يخططونها لنا من جديد . كان حولوها الى متحف يزورها العالم على مدار العام وبالقليل الممكن. كانوا سوف يبدأون تنظيفها من خزانات المياة القبيحة المشوهة للمباني القديمة، وكانوا انتهجوا منهج جعل امام اسوار صنعاء قبلة للحياة، وكان تم تدمير منطقة الصافية اي شارع الدفاع الى مقبرة الشهداء، وتم بناء فنادق ومطاعم نظيفة ومتنزهات هناك، وتم هدم المباني الخرسانية القبيحة امام وبجوار باب اليمن الى عند مستشفى الثورة، وتم اعادة التخطط منطقة منطقة مثل مصر مع ايجاد مناطق تجميع للقمامة وايجاد مناطق لمواقف السيارات ومحطات للباصات المترددة وغيره، وتم بناء هيكل قصر غمدان بشكل يكون اعجوبة للبناء كفندق ومركز اسواق، ومسارح على الهواء ومراكز ثقافية، هذا فقط سوف يجعل صنعاء تكون مصدر للفن والجمال و المال والمؤتمرات. الرحلة وقتها الى اليمن كانت سوف تكون رحلة الى الماضي. طبعا اختفاء السلاح والبلطجة مهم جدا في السوق السياحية.

مدينة ميونيخ عندها عيد اكتوبر لمدة اسبوعين. يزورها في الاسبوعين فقط ولم احسب سنة من داخل المانيا وخارجها ما يقارب من ٦ مليون شخص. تكسب المدينة من نفقاتهم مايقارب ٢ مليار يورو اي مبلغ الانفاق للسواح. نحن ضاع عمرنا، ونحن كمجتمع نعك، وندور نفط وغاز، وانفصال فلم نجد الا ان تحولنا الى تجمع فقراء في مدن غير صالحة للحياة، تحولنا الى امراض نستجدي العالم ينقذونا من الهلاك.

رجعت بذاكرتي الى موضوع حول نتائج دراسة تقول أي شخص لديه العديد من المناطق الخضراء مثل الحدائق والمراعي حوله وبالذات عندما كان طفلاً سوف تؤثر تلك البيئة في وقت لاحق عليه مما تجعله اقل عرضة للامراض العقلية. الدراسة قام بها باحثون دنماركيون مع بيانات من ٢٠ عامًا تقريبًا، ويطالبون أن تصبح المدن أكثر خضرة مما كانت عليه. مديني هنا في المانيا هي مدينة خضرة، يتوسط المدينة ٢٠٠ هكتار حديقة غير الحدائق، التي لا تنعد لاسيما وحولها بحيرات و غابات ويشقها نهر، عندما اجلس في غرفتي اشرب قهوة وامامي شجر لا ينتهي بصري، اشعر بكلام الدنماركين ان الاخضرار يريح النفس و يجعلك تنسى ما حولك.

لكن لماذا البئية تتحسن هنا في المدن والتخطيط يستوعب التغيير والبناء له تقسيم ومنهج وتتدمر عندنا؟ هنا اعيطكم امثله توصل الفكرة بسهولة، لماذا حياتهم مريحة، ونبدأ من الاهتمام بالشجر. مثال قطع شجرة هنا ممنوع، ولو كانت في حديقتك فيجب ان تاخذ تصريح، وفقط لو هناك ضرر يسمح بذلك، مقابل ان تزرع بدل عنها. وقلع شجرة يكلف الى ١٨٠٠ يورو، وممنوع تقلع شجرة بين شهر مارس وسبتمبر، كون في فصل الربيع تشكلت حياة بيئة يجب الحفاظ عليها لبداية الخريف، اي لم يتركوا شيء للصدفة، وهناك شجر محمي اي ممنوع قلعها. اما تمدد المساحات الخضراء يعود الى قانون البناء. فالمباني السكنية لها مناطق وبينها مساحات لا يمكن ان تتجاوزها، و بالذات مباني الخط الثاني بعد الرئيسي، والتي يجب ان تترك ٣ متر من كل جهة لمتنفس اخضر وجارك يترك ٣ متر من اخر نقطة في ارضه، والمباني التجارية الصغيرة والادارات او المختلطة لها مناطق والمباني الصناعية لها مناطق، ومباني التجارة والتسوق لها مناطق وهكذا، لذلك ليس هناك قضايا بين الجيران، اي جارك لا يسمح له بالبناء و لا ياخذ تصريح، الا اذا كان حائطه ٣ امتار بعيد عن ارضك. يعني يجب ترك ٣ امتار من كل ناحية ويجب ان يكون معه مواقف سيارات، غير ذلك لن يسمح له في البناء للايجار، ونحن نبني الى اخر سنتمتر ونسرق من الشارع، اي الرصيف مكان للدرج وخزان الماء، ومن الدور الثاني نمد فوق الشارع بشكل همجي فلا رصيف تركنا، ولا تخطيط راعينا، ولا مكان للقمامة تركنا ولا متنفسي في اي حارة للاطفال.

المدينة هنا مقسمة الى دوائر حيث في المحيط يوجد منطقة الحدائق الصغيرة للعامة تقريبا في كل حي لاباس به. واذا سافر احدكم بالقطار سوف يشاهد على مداخل المدن حدائق مع اكواخ صغيرة. هذه تتبع الناس مقابل ايجار رمزي اي اوقاف، ولا يحق ان يرتفع فيها الا كوخ بغرفة وحمام ومطبخ وللصيف. وموصل لهن ماء وكهرباء يقطعوا ذلك بعد الصيف. لذلك الالمان من شهر ٣ الى نهاية ٩ يتركوا الشقق وسط المدن، ويصيفوا في العشش اي حدائقهم وهي مثمرة ورائعة.

اما المباني التاريخية هنا يمنع ان تغير في هيكلها الخارجي شيء و يمكن ان تجدد ذلك، وترمم والدولة تعطيك دعم وتسيهلات ضرائبية، لذلك يتجدد التاريخ كمباني عصرية، ودون اي تشوه او لعفزة كما نقول. المباني القديمة تحفة لا تقدر بثمن وتعطي صورة رائعة للحقبة الماضية. والغريب ان المدن هنا تم تخطيطها قبل ١٢٠ او ١٣٠ سنة واكثر وبشوارع كبيرة وغريبة، وارصفة واسعة وحتى للعجلات عملوا حسابهم والمباني موارشفة اي تجد تاريخها ومخططات لهن وبشكل غريب.

نحن مدينة صنعاء تم تخطيطها قبل ٤ عقود بشكل بدائي فلا شوارع فيها واسعة ولا مساحات خضراء في الاحياء ولاتركنا متنفس لمشاريع التوسيع او منتزهات للاطفال ولا المباني التاريخية نهتم بهنى، ولولا الغرب واهتمامهم بصنعاء القديمة لتم تدمير مدينة صنعاء القديمة بالمباني الخرسانية البشعة، والان من معه طلاء يكتب على المباني ويرسم، ولم يبقى الامر على التخطيط المعاق وانما نعيد نفس منهجية التخطيط في المدن الاخرى كلها فنقتل الفرصة في بناء مدن حديثة ونضيع المال, اي عشوائية وبدائية او كما نقول "لعفزة و فوضة". واخيرا المسؤول اليمني شخص بدائي يدير تخطيط البلد بادوات القرية, لذا لم ننجح بشيء الى اليوم, ولو نظرنا في كل محافظة نعمم العبث. والمحزن ان الجوار تعلم يخطط مدنه الا نحن.

واخير لم تنجح حكومة او وزير او سفير او حتى مصلح او شيخ دين او مسؤول واحد في ترك اثر للاجيال القادمة ولو في شيء بسيط، والكل يسوق الوهم ولن تشاهدوا شيء ذو معنى، وحتى الوحدة، والنظام الجمهورية، والتعديدية تم تدميرهم لان الاساس في التخطيط كان هو المسؤول البدائي المتسلق، الذي لم ولن يستوعب الفرصة والطفرة لبناء مجتمع، وهذا لا زال يتكاثر بصور مختلفة وشهادات مزورة وتمثيل انه فاهم ونحن نجامل لانه صاحب القرية او زميل حزب.

يحفظ الله صنعاء واهلها واليمن من امراضنا الغير منتهية.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي