يطالبون الحوثي «الأرعن» بـ «المرونة» المرونة .. ترى لماذا يدلعونه ؟!

د. علي العسلي
السبت ، ٠٤ يونيو ٢٠٢٢ الساعة ٠٧:٥٠ صباحاً

الأرعن هو الأهوج والمتسرع والجاهل والأحمق، وهذا التعريف ينطبق على الحوثي؛ فمنذ نكبته المدمرة لليمن في الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 يتصرف في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرته مع الناس على انهم عبيد وهو السيد عليهم، الناس رعية وهو الحاكم، الناس يعملون عنده منذ سبع سنوات بالسخرة من دون دفع أجور لهم، ولا تزال هذه العقلية وتلك الصفات في الارعن ملازمة للحوثين حتى هذه اللحظة!

والحوثي الأرعن في تجيش الناس، وتجنيد الأطفال إلى الجبهات، وهو الارعن في وضع الألغام في مخالفة صريحة للقانون الدولي وبطرق عشوائية بغرض القتل العمد، وهو الارعن والمضطرب في قراراته واجراءاته؛ حيث يصف الشرعية بالمرتزقة، ويطالبهم بفتح المطارات والموانئ ودفع الرواتب للموظفين في مناطق سيطرته؛ ويصف الدول المجاورة بالمعتدية ويتفاوض معها سراً وجهراً وعبر أسياده في طهران.؛ ينكر انه يمني ووطني وليس وكيلاً لإيران في اليمن، ويطبق حرفيا ما يأتيه من طهران والضاحية، بل أن مخرجات الحوار السعودي الإيراني هو المطبق على الواقع اليمني اليوم، وهو الآتي من جولات الحوار في العراق؛ يلعن أمريكا، وينتظر تدخلها في كل دقيقة، خصوصا عند اهتزاز مواقعه بفعل ضربات الجيش الوطني والمقاومة له في مختلف الجبهات.. الغريب انه بالرغم من الشعارات اللفظية المعادية لأمريكا، إلا أن أمريكا تقوم بدلاله وتحافظ عليه وتتدخل كلما اقتضى الأمر لإنفاذه ... وهكذا كل افعاله وتصرفاته تدل على أن في دماغه لدغة او لوثة، وقد أصابه الخبل!

أما المرونة؛ فقد رحب مجلس الأمن الدولي، اليوم، الجمعة، بتمديد الهدنة في اليمن، مشدداً على ضرورة فتح الحوثيين للطرق الرئيسة في تعز وعلى الفور.. ودعا المجلس “جماعة الحوثي المسلحة إلى التصرّف بمرونة في المفاوضات، وفتح الطرق.. ما هذا التفاؤل؟ وماهدا الدلال؟ يطالبونه بالمرونة؟!!؛ ثمّ لماذا ذلكم التضليل في الإحاطة الإعلامية لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان حول الهدنة في اليمن بمجلس الأمن ؟!؛ عندما ساوت في الانتهاكات بين الملتزم (الشرعية والتحالف)، والمنتهك لألاف الانتهاكات (الحوثي وإيران "اخر انتهاك إيران القبض على إيرانيين وسفينتهم المحملة بالمخدرات في المهرة")، اثناء الهدنة!؛ نقول لمجلس الأمن والدول الكبرى التي تهب لنجدته كلما وقع أو سيقع!  بالله عليكم.. هل تراهنون على أرعن أن يكون مرناً؟!؛ وهل يمكن للأرعن في أي يوم أن يمتاز بالمرونة! فالمرن هو الشخص القابل للتكيف والتغيير والتعديل وهذا مالم يصل إليه الحوثي في اية مرحلة من مراحله، وكلكم على علم بسنوات الصراع معه والتفاوض معه، ونكثه دوما بمخرجات الحوارات والتفاوض والاتفاقات والهدن!

فلمــــــــــاذا إذاً الدول الكبـــــــــرى تدلع الحوثي؟! يدلعونه ويحافظون عليه ليكون خنجراً مسموماً ومصدر تهديد لأمن المنطقة ببحارها ودولها وثرواتها!؛كي يكون سبباً لبقاء الدول الاستعمارية في المنطقة بحجة الحماية؛ فينشئون قواعد عسكرية لا تحمي من يستضيفونها عند الحاجة، ولقد كان السيد ترامب ربما صريحا و(ببجاحه) معهودة عنده، فقد كان يتعامل مع دول الخليج كبقرة حلوب.. كان يخاطبها بلغة متعالية، ابتزازية وذات طابع تجاري؛ كل همه نهب الثروات ويثرح انهم لا يستحقونها، بينما من يستحقها فعلا هم أبنائها!؛إذا كيف لا يحافظون على الحوثيين وأمثالهم، ليظلوا تهديدا مستمرا للمنطقة، وعائقا للتطور والتنمية!؛

  ولا شك أن من أحد أساليب الاستعمار هو الابقاء على المتطرفين والأقليات، لكي تاتي الدول الاستعمارية لابتزاز الدول المستقرة، بل وتعمل على جعل هذه الحركات تهديداً جدياً دائما، وتمدها بما يساعدها على البقاء والديمومة؛ فتضطر الدول بابرام معاهدات حماية، ولا تجد الحماية ولا يحزنون!  فإن لم "يدلعوا" مثل هكذا حركات فسيفقد ((البعبع)) الدعم، وسيتلاشى تهديده؛ وبالتالي ستتجه تلك الدول لتوظيف مواردها في إحداث قفزات نوعية وتطور مستدام في المعرفة والعلوم والصناعة والزراعة وهذا مالا يحبذه الغرب ولا يتبناه!

أيها العالم.. إن تعـــــز لن تنتظر مرونة الحوثي، فأبنائها والجيش الوطني قادرون على تحريرها؛ والمطلوب فقط من دول الغرب التي هرعت لقصر المعاشيق بمروحياتهم من بوارجهم في البحر، لضمان تمديد الهدنة من دون فتح طرق تعز؛ مطلوب منهم ونترجاهم في ذلك، ألا يتدخلوا ويمنعوا تحرير تعز أَو غيرها  عندما يتخذ القرار الرسمي من قبل مجلس القيادة الرئاسي للتحرير؛ عليهم ألا يقفوا بالضد ويمنعوا حصول ذلك، فــ "تحرير تعز واب وذمار" هو مصلحة حقيقية لإقامة سلام دائم وشامل!؛ فهذه المناطق هي الخزان البشري الذي يمد الحوثي بالمقاتلين للجبهات.. فالتحرير يعني التجفيف، وهو يصب في خدمة إقامة سلام شامل ودائم وفقا لما تنخرط في سبيله أمريكا والغرب! فقد حان الوقت للتحرير من أجل إقامة سلام يا أيها العالم الإنساني والمتحضر؛ فيكفي تعز دفع اثمان أكثر مما دفعت!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي