قصف في هدنة ؟

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٣١ مايو ٢٠٢٢ الساعة ١٠:١٠ مساءً

مـــن يطبل ويبشر بتمديد الهدنة فهو مخبـــول؟!؛ لمــــــــــــــاذا؟

.. لأن..

 من الصعب على أي إنسان أن يجـــــــــــزم بأن الهدنة القائمة قد نفذت حرفياً؟!؛ أو يستطيع إعطاء نسبة ما نفذ منها؟!؛ أو يستطيع وبضمير مرتاح أن يؤكد أن نسبـــة التنفيذ للهدنة مشجعاً لتمديدها؟!؛ او حافــــــــــــزاً للاتفاق على هدنة جديدة أو التوقيع على سلام شامل وعادل؟! ترى كم نفذ من بنود الهدنة القائمة غير وقف الحوثيين لقصف الجيران، ووقف الطلعات الجوية من قبل التحالف ؟!؛ أما البنود الأخرى بما في ذلك العمليات العسكرية والتعزيزات والتحشيد والخروقات من قبل الحوثي ربما زاد على العمليات الروتينية التي كان يجريها الحوثي قبل الاتفاق على الهدنة!؛

ثمّ بالنتيجة من هو الذي استفاد من الهدنة السارية؟!؛ أليس الحوثي بدرجة تسعين بالمائة؟؟!!  والعشرة في المائة الباقية ربما قد يكون استفاد منها بعض المواطنين؟؛ إذا كان التقييم هو هـــــــذا..؛ فأي صاحب قرار في الشرعية يتجرأ أن يعلن قبوله بالتمديد أو الموافقة على هدنة جديدة، أو التوقيع على سلام مع الحوثي المثبت عنه انه ليبس مؤهلا للسلام، عدواني، لا يفي بتعهداته!؛ معظمكم شاهد لبس ((الميري)) للوفد الحوثي في الأردن الشقيق، والذي جاء بغرض الترتيب لفتح الطرق افتراضا؛ لم يكن اللباس العسكري إذاً تمثيلية حوثية وفقط، بل كان (كلمة السر) وتوجيه الأمر بقصف احياء مدنية في تعز العز في ظل الهدنة.. تحية لك يا تعز البطولة والتضحيات.. تكشفي ما يبطنون ليظهر وجههم القبيح من كل الزوايا والاتجاهات عليك حقدا وكراهية!؛ لقد كان لبس ((الميري)) في الأردن للوفد الحوثي رسالة علنية على نية القصد للاعتداء على تعز وأهلها، والتمتع في استمرار احداث الأذى لتعز وابينائها، أرادوا إيصال الرسالة أننا سنقصف تعز وفي أثناء سريان الهدنة.. وها هم يقصفون أحياء مدنية في تعز، وينصاب من قصفهم مدنيين؛ ويرعبون النساء والأطفال؛ كل هذا يتم والمعنيين يتناقشون بإمكانية تمديد أو إبرام هدنة جديدة كمقدمة لسلام دائم بحسب الطلب الأمريكي أن تتحول الهدنة إلى وقف دائم للحرب، أي التوجه لإقامة سلام!؛

سؤال برئي جدا.. أليست الهدنة جاءت على وقع الكوارث الإنسانية في البلاد؟؛ وهل الهدنة قللت تلك الكوارث؟ أم أن الهدنة في مبتغاها فقط وقف العمليات العسكرية بين الحوثيين والتحالف؛ وعلام يبدوا هذه الهدنة (العار) قد استثنت أي شيء مفيد للإنسان اليمني، فقد استثنت فتح الطرق ورفع الحصار، وقد استثنت قصف المدنيين؛ استثنت دفع الرواتب للموظفين من ايرادات النفط، استثنت إيصال وتوفير الغذاء والدواء للمحتاجين؛ استثنت كل ذلك، حتى تستمر المعاناة ويستمر الأذى الإنساني، كي يستمروا يتباكون على هذا الشعب وعلى وضعه الإنساني الذي لم يسبقه أحد في اصقاع العالم! .. ختاماً.. لا خير في مجلس القيادة الرئاسي، إن لم يصلح بيته الداخلي، بدل الشطط والتنطع؛ ويوجه قواه وامكاناته لتربية الحوثي الذي في صلفه وعناده قد تجاوز كل الحدود!؛  ولا خير في هيكلة ولا دمج إذ لم يترجم في الحال إلى تحرير لمناطق ومحافظات جديدة.. إلى تحرير تعز أولاً؛ وما بعدها، حتى الوصول للعاصمة صنعاء!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي