أتـــمنـــى أن تـفتـــــح مـعــابر تعــــــــز بــــغير التفـــاوض!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٧ مايو ٢٠٢٢ الساعة ٠٩:٢٧ مساءً

يقال ان الحوثي يتعنت في مفاوضات عمّاَن بشأن فتح الطرق من وإلى تعز، وجالس يبتز ويتشرط، ومما قيل أنه يريد فتح معابر غير نظامية مقابل عودة البنك المركزي لصنعاء؛ فما دخل تعز في هكذا شرط، على ان يفتح لهم معبراً أو معبرين يسير الراجل فيهما عبر الحمير!؛

 ألا ترون معي أن ما يجري منذ انقلاب الواحد والعشرين من سبتمبر 2014؟ كله حيْمرة في حيْمرة! فالانقلاب حيْمرة، وقطع الرواتب حميْرة، وتلغيم الطرق والمدن والجامعات حيْمرة، والشعارات المرفوعة حيْمرة، وفتح الطرق والمعابر برضه حيمرة!؛

 

وقِيل أن الوفد الحكومي جاء متسلحاً بالعلم والمنهج العلمي، جاء بالحجج والبراهين، جاء معه المنطق والقانون والسياسة والانسانية؛ ولما لم يجدها في المقابل، إلا الصلف والتعنت.. قِيل أنه يهدد بالانسحاب؛ بعد أن قد صدّق نفسه هذا الفريق الحكومي انه جاء بما يملك من حجج اقناعية، ظاناً منه أنه سينتصر على الحوثي! وينتزع منه فتح بعض المعابر إن لم يكن كلها!؛

لقد  جاء الوفد و معه حلولاً مكتوبة؛ عقلانية وممكنة؛ َحاول اقناع الحوثي بها، دون جدوى، فمن يستطيع إقناع المتحيمرين، إلا إذا كان متحيمراً مثلهم!؛

 

شخصياً كنت ولا زلت أتمنى ألا تفتح طرق تعز عبر اتفاق بين الحكومة الشرعية والحوثيين وبرعاية أممية!  لماذا؟؛

 لأن الإتفاق سيكون مكتوباً ومعمداً ومصادقاً عليه من قبل المبعوث الأممي، وبالتالي كن قبل مجلس الأمن؛ وحكما الاتفاق لن يكون مقابل لا شيء، أقل ما سيطلب تثبيت الوضع القائم!

وهذا يعني عدم تحرير تعز في الزمن المنظور؛ يعني سيكون اتفاق فتح أي معابر في محافظة تعز مثله مثل اتفاق ستوكهولم!؛

والذي أفاد  ذلك الاتفاق الحوثي، فمكّنه من المحافظة وموانئها وايراداتها، وأحرم الشرعية من تحرير أهم موانئ اليمن وجعلها بقرة حلوبة للحوثين لاستمرار عدوانهم وقتلهم لليمنين؛ والحوبان لا يقل ايراداً عن ميناء الحديدة!؛ تعز ينبغي، بل يجب أن تفتح بواحدة أو بجميع الطرق الآتية:_ باتخاذ قرار حاسم من قبل مجلس القيادة الرئاسي في البدء بتحرير تعز، بعد خرق الهدنة من قبل الحوثيين بكامل بنودها، فيكون  قرار التحرير أولاً لتعز، حيث باتخاذ قرار كهذا، سيكون علامة فارقة للمجلس وجديته في استعادة اليمن (الأرض وللإنسان) من قبل العصابة الإرهابية الحوثية المنقلبة!؛و لا شك أن تحرير تعز سيلحقه انهيارات متسارعة على امتداد الأرض المغتصبة، وسيعقب تحريرها حتما تحرير بقية المحافظات؛ كيف لا وتعز الملهمة ،عاصمة الفكر والثقافة والاقتصاد والسياسة والخزان البشري القادر على احداث نقلات نوعية في المشهد الجامد الآن! تحرير تعز علامة فارقة للجدية بأن اليمن قد اتخذ قرار تحريره كله ابتداءً من تعز الثورة والسياسة والاقتصاد؛ سيتحرر اليمن والاقليم من الانقلاب الحوثي وثقافته العدوانية؛ وستنتهي للأبد ثقافة تصدير الثورة الخمينية لليمن والمنطقة!؛ 

.. تعز كذلك بحاجة لهبة شعبية لتحريرها، تحتاج لمسيرة "حياة" كتلك المدونة في سجل التاريخ اليمني والعالمي لأبناء هذه المحافظة في مسيرتهم التاريخية إلى  العاصمة صنعاء اثناء ثورة فبراير السلمية، وتعز  دوما ما نراها في الطليعة.. تعز وابنائها لا يحتاجون لهذا الاستجداء المشين من قبل عصابة الحوثي لفتح طريق هنا أو هناك، تعز تحتاج وحان الوقت لهبّة شعبية عارمة، تلكم الهبة المتوقعة من ابناء تعز، حتما ستُحرر تعز، وستدق في (مقتل) حاجز الخوف الذي صنعه الحوثي في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات؛ هذه تعز العز، تعز البطولات والتضحية، هذه هي  وهذا قدرها!؛ 

.. و تعز محتاجة كذلك لمحور عسكري فعلاً لا ادعاءً، (محور) قد أعد نفسه لقتال الحوثي وطرده من كل شبر في تعز؛ لا أن يقتات بسببهم!

أختم إن كان ضروري فتح الطرق باتفاق، فلتفتح الطرق ومطار تعز من غير شروط؛ و حذار حذار من تكرر المشهد الحديدي،  عند التكرار، فلا عذر للشرعية؛ وستكون هي من فرض الحصار ورسمّه، وليس الحوثي!!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي